طوارئ لرصد قناديل البحر بالشواطئ.. وزير البيئة لـ"اليوم السابع": الظاهرة غير طبيعية هذا العام بسبب التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة.. ويؤكد: حذرنا من صيد السلاحف المائية التى تتغذى على القناديل

الأربعاء، 28 يونيو 2017 04:17 م
طوارئ لرصد قناديل البحر بالشواطئ.. وزير البيئة لـ"اليوم السابع": الظاهرة غير طبيعية هذا العام بسبب التغيرات المناخية وارتفاع الحرارة.. ويؤكد: حذرنا من صيد السلاحف المائية التى تتغذى على القناديل طوارئ لرصد قناديل البحر بالشواطئ
كتبت أسماء نصار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

◄خبير بيئى: البعض يصطاد فى الماء العكر وما ينشر على السوشيال ميديا فيه مبالغة.. والظاهرة تنتهى أول سبتمبر

 
رفعت وزارة البيئة حالة الطوارئ لإجراء مسح شامل لساحل البحرين المتوسط والأحمر، لرصد القناديل المنتشرة، خاصة فى منطقة الساحل الشمالى، حيث تم تشكيل مجموعة عمل علمية متخصصة فى مجال علوم البحار لبحث ودراسة هذه الظاهرة وأسبابها وكيفية التعامل معها، بالتنسيق مع أجهزة الوزارة وجهاز شئون البيئة وفرع الجهاز بالإسكندرية والمحميات الطبيعية بالمنطقة الشمالية.
 

◄وزير البيئة: فرق ميدانية لرصد السواحل وجمع القناديل

 
أكد الدكتور خالد فهمى، وزير البيئة، أنه تم توزيع فرق عمل ميدانية لرصد السواحل وتقوم بالمرور على الشواطئ فى الساحل الشمالى الغربى لجمع أنواع القناديل الموجودة والإجابة على أسئلة المواطنين، مشيرًا إلى أن الظاهرة غير طبيعية العام الحالى والسبب فى ذلك التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يجعل هناك غذاء أكثر وحركة أكثر للتكاثر، خاصة فى فصل الربيع الماضى.
 
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن قناديل البحر تتحرك مع الأمواج والتيارات البحرية، وتيارات البحر الأبيض المتوسط عكس عقارب الساعة، وبالتالى هذه الكميات فى المواسم العادية ستنتقل فى نهاية أغسطس إلى السواحل الشمالية بالبحر المتوسط تركيا.. إلخ، مشيرًا إلى أن الجديد هذا العام هو العدد الكبير، وهذا من الطفرات الموجودة فى أى مجموعة من الكائنات الحية التى يحدث لها طفرات عالية أو منخفضة، ونحن الآن فى طفرة عالية والسبب الرئيسى لذلك هو ارتفاع درجة حرارة المياه بدليل أنها ظهرت فى لبنان وإسرائيل فبراير الماضى وهذا ليس الوضع الطبيعى لها الناتج عن التغيرات المناخية.
 
وأشار فهمى، إلى أن الأنواع التى تم رصدها ليست خطرة لكنها تلسع، موضحًا أن علاجها بسيط بأن يتم وضع مياه بحر كثيرة عليها أو ماء دافئ، وخل وليمون مخفف لتهدئتها ولا داعى لوضع مياه بادرة أو ثلج، وإذا حدث تورم فمن الممكن العناية الطبية بوضع مراهم مضاد للالتهابات، وغالبًا هذا الوضع الموجود فى مصر، ليس من الأنواع الشرسة الموجودة فى أستراليا وبعض المناطق الموجودة على المحيط الأطلنطى، لذلك يتم رصد نوعية الأنواع الموجودة على الشواطئ.
 
وأكد فهمى أنه لا توجد أى خطورة من الذهاب إلى الشواطئ بسبب القناديل، لكن من الممكن أن يكون هناك إزعاج عند استخدام المياه لذلك ننصح القرى السياحية بتحديد مناطق للسباحة ووضع شبك عليها لمنع القناديل وإعطاء مساحة للمصطافين بالسباحة دون إزعاج، لافتًا إلى أنه لم تظهر فى جميع الشواطئ، لكن يتم إجراء مسح لكل الشواطئ لمعرفة أماكن ظهورها وكمياتها فى كل منطقة.
 
وأشار فهمى إلى أن هناك فرقًا تقوم بمراقبة الشواطئ فى البحر الأحمر، لرصد الموقف مؤكدًا أنه لم يتم رصد أى ظهور لها هناك لكن الحذر مطلوب.
 
وأكد فهمى أن هذا الأمر موضوع فى الاعتبار ضمن التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أن مصر مشتركة فى شبكة رصد القناديل البحرية بالبحر المتوسط، التى تشرف عليها المفوضية الأوروبية لحماية البحر المتوسط، وتتخذ من موناكو بفرنسا مقرًا لها، لافتًا إلى أن الرصد يحتاج إلى سلسلة زمنية طويلة للمقارنة بينها، وجميعنا يعلم أن هناك تغيرات، لكن ما هى التغيرات والسبب الرئيسى لها والتفاصيل هذا ما تتم دراسته، مشيرًا إلى أنهم يعملون حاليًا على إجراءات الوقاية السريعة أو تخفيف الأزمة، وهناك فريق آخر يدرس الأزمة.
 
وأوضح فهمى أنه من ضمن الأسباب التى تم التحذير منها هو الصيد الجائر للسلاحف المائية التى تتغذى على القناديل، مشيرًا إلى أنه تم القيام بحملات مكثفة فى الإسكندرية خلال موسم الربيع وتم ضبط صيادين يقومون ببيع السلاحف المائية الكبيرة والترسة التى يقومون بشرب دمائها، مؤكدًا أنه من الضرورى أن يعلم الجميع أن هناك أنواع كائنات حية عندما يحدث لها صيد جائر يكون لها آثار سلبية كبيرة، لذلك تم عمل برنامج للسلاحف فى البحر الأحمر ونجحنا فيه ونقوم حاليًا بعمل برنامج آخر فى البحر الأبيض المتوسط.
 

◄البيئة: النوع المتسبب فى الظاهرة من الأنواع المسجلة فى البحر المتوسط منذ عقود

 
وأكدت وزارة البيئة أن النوع المتسبب فى هذه الظاهرة من الأنواع المسجلة فى البحر المتوسط منذ عقود، وعلى مستوى إقليم البحر المتوسط فإنه جارٍ البحث فى دراسة هذه الظاهرة حيث تم تسجيل انتشار هذا النوع خلال هذا العام فى موسم الشتاء فى لبنان وإسرائيل وقبرص وهى ظاهرة غير مسبوقة، كما ازداد امتداده الجغرافى على الساحل المصرى حيث كان يتركز على سواحل العريش وبورسعيد ودمياط ولكنه امتد مؤخرًا إلى الساحل الشمالى الغربى، وهذه الظاهرة تستدعى مزيدًا من الدراسة على مستوى إقليم البحر المتوسط.
 
من جانبه أكد الدكتور مصطفى فودة، مستشار وزير البيئة للتنوع البيولوجى، أنه تم تشكيل فريق كبير من مختلف قطاع الوزارة، ومنتشر على ساحل البحر المتوسط لرصد الظاهرة التى يتم تحليلها فى ضوء المعلومات التى ترد من الفرق بغرفة عمليات مركزية بالوزارة، مشيرًا إلى أن "الكلام" المنتشر على السوشيال ميديا فيه جزء كبير من المبالغة قائلاً: "بيصطادوا فى المياه العكرة".
 
وطمأن فودة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" المواطنين بالذهاب إلى الشواطئ بشكل طبيعى، مشيرًا إلى أن هناك بعض القرى السياحية تضع "شباك" لافتا إلى أن الأنواع التى تم رصدها ليست خطرة، وأن لسعة القناديل لا تميت ولا تخرج مواد سامة.
 
وأشار فودة إلى أن ظهور القناديل يحدث كل عام نتيجة التزاوج الذى يكون فى فصلى الربيع، وخلال هذه الفترة يكون لديها حساسية شديدة فتقوم بالدفاع عن نفسها بلسع من يقترب منها.
 
وأعلن مستشار وزير البيئة، أن هذه الظاهرة الطبيعية ستنتهى مع نهاية موسم التزاوج فى نهاية أغسطس أول سبتمبر.
 
وخصصت وزارة البيئة خطا ساخنا للمواطنين رقم 19808، أو ارسال رسائل على واتس آب رقم 01222693333 فى حالة وجود استفسار أو بلاغ حول قناديل البحر.
 
ورغم ما يسببه القنديل من أضرار بسبب اللسع، إلا أن له العديد من الفوائد التى لو سلط عليها الضوء ستكون حلاً للعديد من المشاكل، فقد تبين أنه يعد غذاء صحيا يوصف بأنه لذيذ، حيث يعد من الوجبات الشهية لدى دول شرق آسيا ومن الأطباق الشهية التى تلقى رواجًا كبيرًا فى أسواقها وتقدم بعد نزع الأذرع التى تستخدم هى أيضًا فى إنتاج بعض القلويات التى يستفاد منها فى صناعة المنظفات، وكذلك يستخرج منها بعض الأمصال التى تستخدم فى الطب، كما يستخدمون الجزء العلوى منه والذى يتراوح قطره بين 2 و10 سم فقط فى صناعة بعض مستحضرات التجميل والمنظفات الصناعية المختلفة، وللقناديل قيمة دوائية كبيرة فى علاج أمراض النقرس وضغط الدم وترطيب الجلد.
 
وبلغ ما استوردته الصين من قناديل البحر المصرية فى عام 2004م حوالى 600 طن، ومن المتوقع أن تضاعف هذه الكمية من خلال تحول أنشطة الصيد لصيد قنديل البحر وتحويل مصدر تهديد دائم لحركة السياحة إلى مصدر رزق لهؤلاء الصيادين الذين زادت أعمالهم فى هذا المجال الجديد مع وجود شركات صينية وتايلاندية.
 
جدير بالذكر أن قنديل البحر هو حيوان بحرى من الرخويات يتبع فصيلة اللافقاريات اللاسعة، ويتميز بقوامه الهلامى، وله مجسات حسية وأطراف طويلة تسمى لوامس، ولا يملك جهازًا هضميًا فمعظم جسمه مكون من الماء وجيلاتين، ويعتبر قنديل البحر من أقدم الحيوانات الموجودة على الأرض، ويتحرك فى البحر عن طريق انقباض جسمه ثم فرده بحيث يندفع بسرعة وسط الماء، وتساعده تيارات الماء على الانتقال من مكان إلى آخر، ولقنديل البحر أنواع عديدة منتشرة على مستوى العالم.
 
ويتغذى قنديل البحر بشكل عام على بيض ويرقات الأسماك كما أنه يتغذى على الهائمات الأخرى من العوالق البحرية الحيوانية، وعادة يتواجد خلال فترات الصيف نظرًا لوفرة الغذاء، كما أنه يعتبر غذاء لبعض الكائنات الأخرى مثل السلاحف البحرية وبعض الأنواع القليلة من الأسماك.
 
ويعيش قنديل البحر فى أسراب، ويمكن العثور عليهم فى جميع بحار ومحيطات العالم بصورة طبيعية، بصفة عامة لا تمثل القناديل المتواجدة فى المياه المصرية خطرًا جسيمًا للإنسان، ومن الضرورى توعية الأطفال بعدم لمسها وتجنب حملها.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة