قبل أيام قليلة على إجراء الانتخابات العامة فى بريطانيا، استطاع حزب العمال البريطانى أن يعود إلى منافسة الحزب الحاكم "المحافظين" بعدما كان بعيدا فى بداية السباق عقب إعلان رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماى عن إجراء انتخابات مبكرة.
غير أن صعود حزب العمال ربما يكون وهميا، فقد قالت صحيفة "التليجراف" البريطانية إن حملة حزب العمال البريطانى للانتخابات العامة قد تم تعزيزها بحسابات مزيفة على السوشيال ميديا، والتى قامت بضخ رسائل إيجابية عن رئيس الحزب جيريمى كوربين آلاف المرات يوميا.
وأشارت الصحيفة إلى أن واحدة من كل ثمانية رسائل عن السياسات البريطانية يتم بثها على تويتر من خلال حسابات آلية تعرف باسم روبوت الويب أو "البوتس".
وتبث الحسابات الفردية ما يصل إلى ألف رسالة فى اليوم تهاجم رئيسة الحكومة تريزا ماى أو تروج لحزب العمال، ومثلت ما يشبه حسابات شخصية للمستخدمين لخداع المستخدمين الآخرين وجعلهم يعتقدون أن أشخاصا حقيقيين يدعمون حزب العمال، وهناك حسابات آلية أخرى تدعم أحزاب أخرى، لكن بدرجة أقل بكثير.
ووصف باحثون بجامعة أكسفورد الأمر بالمقلق بسبب قوة الحسابات الآلية على التأثير على الآراء وتشويهها، وأغلب مستخدمى تويتر من الشباب الذين هم أيضا أكثر أنصار حزب العمال.
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إن حزب العمال حصل على دعم من السياسى التقدمى الأمريكى بيرنى ساندرز فى بداية جولة له فى بريطانيا تستمر لثلاثة أيام، يأمل أن تساهم فى رفع أسهم اليسار البريطانى.
وأشاد ساندرز بجهود جيريمى كوربين، رئيس حزب العمال لإعادة تشكيل حزب العمال، وقارن بين الغضب المناهض للمؤسسة فى كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وقال ساندرز إن ما أثار إعجابه، أن هناك بالفعل تشابه حقيقى بين ما فعله وما فعله كوربين فقد هاجم مؤسسة حزب العمال، وذهب إلى القاعدة الشعبية، وحاول أن يحدث تحولا فى الحزب، مضيفا: هذا بالفعل ما أحاول أن أفعله.
وكان حزب العمال قد أعلن عن إستراتيجية صناعية تقدر بعدة مليارات من الدولارات لتوفير مليون فرصة عمل، مع إظهار البيانات الرسمية أن البلاد تتجه إلى تراجع فى سوق العمل بسبب البريكست، وستكون تلك المبادرة الرئيسية، حسبما قالت صحيفة إندبندنت، محاولة لضمان توزيع الثروة والفرص فى شتى أنحاء البلاد، فى ظل إحصائيات رسمية تكشف أن بريطانيا يوجد بها أعلى مستوى من عدم المساواة بين المناطق فى أوروبا.
وتعبيرا عن رفضها للنخب الراهنة، أعلنت مجلة " إيكونوميست" قرارها دعم حزب الليبراليين الديموقراطيين المؤيد لأوروبا، فى انتخابات 8 يونيو التشريعية، متخلية عن المحافظين فى الحكم والمعارضة العمالية، واعتبرت المجلة فى افتتاحية عددها الأخير أن حزبى المحافظين والعمال "ابتعدا" عن الليبرالية مشددة على مواجهتها "خيارا مزعجا" نظرا إلى حيازة الليبراليين الديموقراطيين تسعة مقاعد نيابية لا غير و"انعدام فرصهم" للفوز فى هذا الاستحقاق.
وكانت المجلة قد دعمت المرشح المحافظ ديفيد كاميرون فى الانتخابات العامة الأخيرة فى 2015، لكنها رفضت دعم خلفه رئيسة الوزراء تيريزا ماى بسبب مواقفها المتشددة من الانفصال عن الاتحاد الاوروبى (بريكست) ومن الهجرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة