كشفت صحيفة "تليجراف" البريطانية فى تقرير مطول، وبالتزامن مع التحقيقات الجارية لفك ملابسات هجومى لندن الإرهابيين اللذين وقعا فى الساعات الأولى صباح اليوم، وخلفا 60 قتيلاً ومصابا فى العاصمة لندن، عن اقتراب جماعة الإخوان الإرهابية من تدشين أول مسجد فى مدينة شيفلد من خلال جمعية "أمانة الإيمان" التى ترتبط بالعديد من القيادات المباشرة وغير المباشرة فى الإخوان.
وفى تقريرها، ألقت الصحيفة الضوء على نشاط جماعة الإخوان عبر الجمعية الخيرية المزعومة "أمانة الإيمان"، وعبر خالد المذكور رئيس لجنة الشريعة فى الكويت المقرب من الجماعة، وكويتى آخر يدعى عصام الفليج، وكشفت الصحيفة أن الجمعية فتحت مدارس لفترات مسائية بهدف السيطرة على عقول أطفال الجاليات المسلمة داخل بريطانيا والمملكة المتحدة.
وكشفت الصحيفة أن خالد المذكور، رئيس لجنة الشريعة فى الكويت، وعصام الفليج، الذى يعرف بإصداره تصريحات ينظر لها بأنها معادية للسامية، ضمن أمناء مسجد تابع لجمعية خيرية مسجلة فى بريطانيا فى مدينة "شيفلد"، مشيرة إلى أنهما ساعدا على نقل 500 ألف إسترلينى من الكويت لدعم المشروع.
بينما تبرعت مؤسسة قطرية بمبلغ 400 ألف إسترلينى للجمعية الخيرية التى تعرف باسم "أمانة الإيمان".
وأضافت الصحيفة أن جمعية الإيمان التى يعد دكتور المذكور رئيسا شرفيا لها، أسست بالفعل مدرسة مسائية للأطفال فى المدينة، وتقول إن المكان الجديد للعبادة سـ"يعزز ويعلم الدروس والقيم الإسلامية لأجيال المسلمين الجديدة".
وأشارت "التليجراف" إلى أن المعلومات التى توصلت إليها أدت إلى وقف دور الفليج كمدير وأمين فى الجمعية.
وكشف تقرير أعده ستيفن ميرلى، وهو محقق خاص سابق، ولديه مركز أبحاث يرصد عمليات جماعة الإخوان حول العالم، دور الرجلين فى المسجد، وهو الأمر الذى أغلب الظن سيثير مخاوف الوزراء بشأن النهج الذى ستتبعه المدرسة والمسجد بعد الانتهاء من بنائهما.
وأضافت الصحيفة أن ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا السابق، طلب من السفير البريطانى فى السعودية السير جون جينكينز، فى مارس 2014 أن يترأس لجنة حكومية لمراجعة دور الإخوان، وخلص تقريره إلى أن جماعة الإخوان شبكة سرية من الأفراد والمؤسسات حول العالم الذين يتشاركون فى نفس الآراء "تروج لقيم تبدو غير متسامحة مع المساواة وحرية الإيمان والمعتقد"، وأن العضوية أو الصلة مع هذه الحركة يجب أن "ينظر لها كمؤشر ممكن على التشدد".
وتقول "التليجراف" إنه برغم هذا التقرير، ومراجعة أخرى أجرتها لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس العموم فيما بعد، لم تصنف الجماعة بأنها "إرهابية".
ووجدت "التليجراف" أن دكتور عصام الفليج الذى قام بعدة زيارات إلى مدينة "شيفلد" باسم الكويت، كتب سلسلة من التصريحات التى اعتبرتها الصحيفة "معادية للسامية" وذلك فى مقالات له بالصحف الكويتية، فضلا عن أنه نشر لقطات فيديو على موقع "تويتر" للتدوين القصير يتهم فيه اليهود بالتحكم فى وسائل الإعلام والسياسة الأمريكية.
وقالت إن الفليج يدعو "المسلمين والمسيحيين المؤمنين للوقوف ضد "الوحش" (فى إشارة لليهود)، الذى سيختفى يوما ما عن طريق التخطيط وليس التمنى". واتهم فى يوليو الماضى "المخابرات الصهيونية" بتنفيذ هجمات أوروبا.
وكتب فى أكتوبر 2015 مقالا فى صحيفة "الوطن" "لا زلت مقتنعا أن الصهاينة والموساد وراء هجمات 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة، ولم يكن هناك أى يهود فى المبنيين وقت وقوع الحادثة".
وأضافت "التليجراف" أن قطر رصدت مبلغ 397.043 من خلال جمعية "قطر" الخيرية والتى لها فرع فى المملكة المتحدة وهى جمعية غير حكومية، يقول موقعها الإلكترونى إنها تهدف إلى محاربة الفقر عالميا.
وكشف تقرير ميرلى والذى يركز على التمويلات التى تخصص لمشاريع فى المملكة المتحدة من قبل جمعية "قطر" الخيرية، عن أن الدكتور المذكور تعرض لانتقادات من قبل من الليبراليين بعد دعوته لمنع لعبة "باربى".
كما يستشهد التقرير كذلك بمقال فى مارس 2014 بصحيفة "كويت تايمز" والذى قال إن المذكور "عضو فى جمعية الإصلاح الإجتماعى، ذراع جماعة الإخوان المسلمين الكويتية الخيرى"، و"يتبع إيديولوجية الإخوان".
وقال المذكور تعليقا على تصنيف السعودية للإخوان كمنظمة إرهابية "ليس من الصواب اتهام الإخوان بالإرهاب دون دليل، وليس لى علاقة بهم ولا أتدخل فى شئون الآخرين، ولا يهمنى سوى بلدى الكويت، وأميرها واستقرارها".
ونقلت "التليجراف" عن كيث بورتيوس وود، المدير التنفيذى للهيئة العلمانية الوطنية قوله "أمر يدعو للقلق أن يشرف أشخاص لديهم هذه الآراء والتى تتباين بشكل واضح مع القيم البريطانية، على مسجد ومدرسة مسائية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة