من أوباما لـ"ترامب"..كيف سقط قناع "تميم" راعى إرهاب الشرق الأوسط...مراكز أبحاث أمريكية ترصد دعمه لـ"الإخوان" والجماعات المتطرفة بسوريا وليبيا..رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس: قطر ترعى داعش والقاعدة وطالبان

الإثنين، 05 يونيو 2017 04:00 ص
من أوباما لـ"ترامب"..كيف سقط قناع "تميم" راعى إرهاب الشرق الأوسط...مراكز أبحاث أمريكية ترصد دعمه لـ"الإخوان" والجماعات المتطرفة بسوريا وليبيا..رئيس لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس: قطر ترعى داعش والقاعدة وطالبان آل تميم
كتبت ريم عبد الحميد - إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد سنوات طويلة من الهيمنة على بعض الدوائر المؤثرة فى صنع القرار فى الولايات المتحدة، متمثلة فى مراكز الأبحاث الأمريكية، بدأ توجه مغاير نحو قطر التى تحتضن إحدى أبرز هذه  المراكز وهو "بروكينجز الدوحة"، وتقوم بضخ ملايين الدولارات فى مراكز الأبحاث الأمريكية لإصدار تقارير تدعم مواقفها وتؤثر فى قرارات البيت الأبيض والكونجرس، وهو ما كشفته الصحافة الأمريكية قبل عامين.

وبالرغم مما كشفته تلك الصحف عن إصدار معهد بروكينجز، تحديدًا تقارير موجهة بأموال قطر، لكن الانتقادات لم تطل الإمارة كثيرًا فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما، حيث كانت لا تزال العلاقة ودية بين الدوحة وواشنطن، خاصة مع استضافة قطر للقوات الأمريكية على أراضيها فى قاعدة العديد، واستضافتها أيضا لجماعة "الإخوان" الإرهابية حلفاء إدارة أوباما.

لكن منذ وصول إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أظهرت مراكز الأبحاث الأمريكية، صراحة غير مسبوقة فيما يتعلق بعلاقة قطر بالجماعات الإرهابية فى المنطقة ودعم وتمويل هذه الجماعات وعلى رأسها الإخوان وجماعة جبهة النصرة الجهادية فى سوريا، فضلًا عن تمويل الجماعات المتطرفة فى ليبيا، لاسيما، وأن الأمر أصبح من الصعب السكوت عنه للدور الهدام الذى تلعبه تلك الإمارة الصغيرة  فى العديد من دول المنطقة، فسياسة الإدارة الأمريكية الجديدة تجاه الجماعات الإسلامية ولاسيما الإخوان مثلت نقطة تحول فى العلاقات الرسمية وغير الرسمية بين واشنطن والدوحة، ومنذ إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية بفوز ترامب أبدت قطر حذرًا كبيرًا، خلافًا للدول العربية الأخرى المعارضة للإخوان، التى أشادت علنا بهزيمة هيلارى كلينتون،و التى ارتبطت بعلاقات وثيقة مع التنظيم، واعتمد المسئولون القطريون سياسة الانتظار والترقب لاستكشاف السياسة الأمريكية الجديدة المرتقبة فى الشرق الأوسط.

ومنذ وصوله للحكم، دعمت إدارة ترامب جهود بعض أعضاء الكونجرس لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، وكان هناك اتجاه لإصدار قرار تنفيذى يدرج التنظيم على قوائم الإرهاب، تم تأجليه بعدما نُصح ترامب، بأن مثل هذا القرار يمكن أن يؤثر على علاقات وسياسات أخرى، لكن الموقف نفسه لم يتغير من قبل الرئيس الأمريكى.

وفى جلسات مجلس الشيوخ، للتصديق على تعيينه وزيرا للخارجية، قال ريكس تيلرسون، إنه ينبغى إدراج جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة إلى جانب داعش، على لائحة التنظيمات التى تشكل تهديدًا يتعين على واشنطن مواجهته.

وكان قد أكد إدر ويس، رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب، إن المجلس بعث 7 خطابات رسمية منذ عام 2013 يطالب فيها الرئاسة الأمريكية بالتدخل فى موضوع دعم وتمويل قطر للإرهاب، مضيفا أنه لم يحدث شىء حتى الآن فى هذا الشأن. وتابع قائلًا" إن الحل فى الوقت الراهن يمكن أن يكون وضع عقوبات تشريعية على دولة قطر".

واتهم السيناتور، قطر برعاية جماعات إرهابية مثل الإخوان، وتمويل داعش والقاعدة، لافتًا أيضا إلى وجود عناصر من طالبان يعيشون بحرية فى قطر"، بينما قال جون سكانزر،  إن قطر وتركيا هما أكثر داعمين للإخوان.

كما قام مدير وكالة الاستخبارات المركزية، الذى عينه ترامب، مايك بومبيو، بدعم قانون حظر الإخوان فى الكونجرس، وفى يناير الماضى قام الأعضاء الجمهوريون فى الكونجرس بتقديم مشروع قانون يدعون فيه وزارة الخارجية إلى اعتبار جماعة الإخوان منظّمة إرهابية، وهذه التحولات فى السياسة الأمريكية كانت لب التوترات بين واشنطن والدوحة، التى تحدث عنها أمير قطر، تميم بن حمد، فى التصريحات، التى نفتها وكالة الأنباء القطرية بزعم تعرض موقع الوكالة لاختراق إلكترونى، لكن أمام هذه التغييرات يبدو أن الأموال القطرية المدفوعة فى بعض مراكز الأبحاث الأمريكية وأهمها بروكينجز لم تجد نفعًا، حيث بدا صوت الحقيقة أوضح وأعلى وتمثل ذلك فى أصوات العديد من مراكز الأبحاث الأكثر نزاهة مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التى عقدت مؤتمرًا، حول علاقة قطر بالإخوان، تحت عنوان "قطر والأفرع العالمي للإخوان المسلمين: إدارة جديدة تدرس سياسات جديدة"، تحدث فيه مختار عوض الباحث لدى جامعة جورج واشنطن، وروبرت جيتس، وزير الدفاع الأمريكى السابق، وجون حنا، المستشار لدى مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، وجوناثان سكانزر نائب رئيس المؤسسة، فضلا عن صمويل تادرس، الباحث لدى معهد هيدسون وإريك تريجر، الزميل بمعهد واشنطن.

وخلال هذا المؤتمر، الذى ربما يكون الأول من نوعه فى الدوائر الفكرية فى واشنطن، تحدث وزير الدفاع الأمريكى الأسبق روبرت جيتس عن علاقة قطر بالإخوان، وقال إن الدوحة منذ فترة طويلة رحبت بالإخوان ولا يمكنني أن أرى دولة أخرى فى المنطقة تقابلهم بنفس الترحيب، وتوقيع قطر على الاتفاقية فى الرياض مع الرئيس ترامب ليس جديداً، سبق أن وقعوا على نفس الالتزامات فى 2014 ، فقطر تستجيب لطلباتنا بإقفال حسابات تابعة لحماس أو إيقاف بعض الشخصيات ولكنهم لم يتولوا زمام المبادرة أبداً".

وتحدث وزير الدفاع الأمريكى الأسبق عن العلاقات القطرية مع الولايات المتحدة فى فترة توليه وزارة الدفاع (من 2006 إلى 2011) قائلا :"إنها كانت سيئة فى البداية، مشيرًا إلى الإعلام الصادر من الدوحة وكيف كان يمثل موقفا عدائيا وأن جيران قطر فى المنطقة اعتبروه مصدرا لعدم الاستقرار".

وقال جيتس، أيضا إنه على الولايات المتحدة أن تخبر قطر أن تختار أى الأطراف ستؤيد وإلا ستغير واشنطن علاقتها معها.

وفى يناير الماضى، أصدر مركز الدفاع عن الديمقراطيات، أيضًا دراسة عن تمويل قطر للإرهاب، قال مؤلفها ديفيد وينبرج، إن قطر لا تزال تهمل بلا مبرر جهودًا لوقف تمويل الإرهاب، وتفتقر للإرادة السياسية لمعاقبة ممولى الإرهاب الذين يعملون على أراضيها، ودعت الدراسة الكونجرس لاتخاذ إجراءات لمعاقبة الحكومات الأجنبية التى تساهم فى تمويل الإرهاب، غير أن حقيقة العلاقة التى تربط قطر بالجماعات الإرهابية فى المنطقة والتوتر الذى سببته هذه العلاقة للدوحة وواشنطن فى ظل إدارة ترامب، برز أيضا فى الصحف الأمريكية، حيث نشرت صحيفة وول ستريت جورنال، نهاية الشهر الماضى، مقالًا مشترك لتشارلز والد، النائب السابق لقائد القيادة الأوروبية الأمريكية، ومايكل ماكوفسكى، المسئول السابق فى البنتاجون، يحذران فيه من أن الدوحة تقوض الأمن القومى الأمريكى من خلال دعمها للجماعات الإسلامية المتطرفة.

وقال الكاتبان، إنه على الرغم من أن قطر تستضيف قاعدة العيديد الجوية الأمريكية، إلا أنها حليف مشكوك فيه حيث تدعم هذه الدولة الخليجية بعض الجماعات المتطرفة التى تقصفها القاعدة الأمريكية.

وأشارا، إلى أنه وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن كيانات وأفراد داخل قطر يعملون كمصدر للدعم المالى للجماعات الإرهابية المتطرفة العنيفة، بما فى ذلك فرع تنظيم القاعدة فى سوريا، كما أن قطر قدمت أسلحة متطورة للمسلحين فى سوريا وليبيا.

ولفتا، إلى أن الدوحة أغدقت المليارات على جماعة الإخوان خلال حكمها لمصر والرئيس المعزول محمد مرسى، وأنه بعد سقوط حكم الإخوان فى 2013، قدمت قطر ملاذًا آمنا للكثير من قادة الجماعة، ورغم أنها طردت بعضهم نتيجة لضغوط من جيرانها فى الخليج، إلا أنها لا تزال تستضيف يوسف القرضاوى، فضلًا عن أن الدوحة هى ممول رئيسى لحركة حماس فى قطاع غزة.

وقال الكاتبان، إن قطر تتمتع بقوة ناعمة هائلة لصالح الإسلام الراديكالى من خلال قناة الجزيرة الإخبارية، التى تمولها الدولة، وتعرض القناة برنامج أسبوعى للقرضاوى،  وأصبحت الشبكة سيئة السمعة داخل الولايات المتحدة بسبب بث مقاطع فيديو لأسامة بن لادن بشكل متكرر دون حذف أى أجزاء، وهو ما يفوق بكثير عملها الإخبارى.

وبالنظر إلى معارضة الرئيس ترامب الصريحة "للإرهاب الإسلامى الراديكالى"، فمن المنطقى أن نسأل عما إذا كان ينبغى للولايات المتحدة أن تستمر فى تأجير أصول عسكرية مهمة من حكومة تدعم هذه الأيديولوجية"، بحسب الكاتبين، إذا لم تغير قطر سلوكها، يجب على الولايات المتحدة النظر فى نقل قاعدتها.

ويرى الكاتبان، أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستكون وجهة منطقية، فهى شريك نشط فى الجهود الأمريكية لمكافحة داعش وتهدئة أفغانستان ومواجهة إيران، ويعتبر المسئولون الأمريكيون دولة الإمارات واحدة من أقوى الشركاء العرب، وقد وصفها وزير الدفاع الأمريكى جيمس ماتيس بـ"ليتل سبارتا".

وفى مجلة فورين بوليسى، قال جون حنا، المستشار السياسى البارز، بأن قطر هى نموذج للأصدقاء"ذوى الوجهين"، وسعت باستمرار إلى تحقيق ذلك فيما يتعلق بالولايات المتحدة، فمن ناحية هى طرف موثوق به يستضيف  بعض من المنشآت الأمريكية الأكثر أهمية فى الشرق الأوسط، لكن من الناحية الأخرى هى الداعم الرئيسى سياسيًا وماليًا وفكريًا عبر شبكتها الجزيرة، لبعض من أكثر القوى الراديكالية الخطيرة والمزعزعة للاستقرار فى المنطقة.

وتابعت فورين بوليسى،" إن لائحة الاتهام ضد قطر طويلة للغاية لسردها بالكامل، لكن بعض المقتطفات منها سيئة بما يكفى"، وتحدثت عن دعمها لحركة حماس على مدار سنوات وكيف أنها كانت ممولها الأكثر أهمية والملاذ الآمن لقيادتها.

ومولت قطر حكومة محمد مرسى الإخوانية الكارثية فى مصر، وبعد الإطاحة بها فى عام 2013،  مضت  فى طريقها لتقويض استقرار نظام الرئيس عبد الفتاح السيسى ومحاولة نزع الشرعية عنه،  ووضعت الجزيرة والمنابر الإعلامية المدعومة من الدوحة فى خدمة الإخوان المسلمين مع الترحيب بقادة التنظيم  فيها.

وأشارت المجلة، إلى أن عمل قطر المدمر أكثر فظاعة فى كل من ليبيا وسوريا، ولا يقتصر على المال والتحريض فقط، ولكن تقديم السلاح الذى يتدفق للإسلاميين الراديكاليين، وعلى الرغم من الجهود المتواصلة التى تبذلها الولايات المتحدة  فى كلا البلدين لتوجيه الدعم من شركائها إلى مزيد من القوى العملية والعلمانية، فإن القطريين تجاهلوا على الدوام المخاوف الأمريكية، وقدموا كميات كبيرة من الأسلحة للميليشيات المتطرفة التى تثير أكبر قلق صانعى السياسة فى واشنطن.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة