ماهر المهدى

عالم جديد يشق رأس السفاح البدين

السبت، 01 يوليو 2017 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

استجاب السفاح البدين أو لم يتستجب لما يطلب منه، لن يغير ذلك من حقيقة بارزة للعيان، ألا وهى أننا قد مرقنا إلى عالم جديد - تحت الإنشاء - في دوائر هامة من دوائر اتصال الوطن، عالم ما بعد انهيار الجسور إلى بقعة كشفت عن العداء في قلبها وعقلها بديلا عن الصداقة والأخوة للوطن، ولابد من الإسراع إلى إعداد أنفسنا من كل الزوايا لهذا العالم الجديد الذي قد يبدو غريبا -  للوهلة الأولى  – لارتكازه في علاقته مع جزء هام من الوطن على ثوابت التعامل مع الأعداء، ولكنها الحياة وتقلبات قلوب الناس وتغيرات أحوال الخلق وعجائب اختياراتهم وتطلعاتهم فيها، مما لا طاقة لأحد بمنعه أو الوقوف دونه حائلا، ولابد أن تعتاد رؤوسنا على هذا العالم الجديد، لكي نرى جيدا كيف يتم التعامل معه في كل مجال، ونرى من أين يمكن أن تأتينا ضربات السفاح البدين وشركائه، فقد تسكن تهديدات ومؤامرات السفاح قليلا - لتأثرها بالمواجهة الشاملة المفضوحة مع العالم، والتي ربما جاءت أسرع مما توقع السفاح – ولكنها ستعاود محاولة الإصابة في جسد الوطن وفي جسد العالم، لأن ذلك هو ما يشعل أحلام السفاح البدين وشركائه في السيطرة والنفوذ والزعامة، ويعطي السفاح البدين سببا للاستيقاظ صباح كل يوم .

في سعينا إلى محاولة فهم الواقع أو فهم الدوافع، قد نجد ثلاثة أرضيات محتملة لتصرفات السفاح البدين الإرهابية: الأرضية الأولى وتتعلق  بمحاولة الوطن - في وقت من الأوقات هزيمة السفاح في مهد حكمه وإعادة تنصيب الوالد الحاكم المخدوع المخلوع – بشكل غير معلن - ولكن دون رصيد من النجاح، وهو ما احتفظ به السفاح البدين رصيدا من الكراهية والحقد والرغبة في الانتقام التي يؤججها جبال الأموال المتراكمة والمتزايدة في بلد أصغر من صغير، أى الانتقام ودوافع الانتقام والكيد لمن الفوا عدوه ولو كان أباه، أما الأرضية الثانية لتصرفات السفاح البدين ومحاولاته الانقلاب على جيرانه ووطنه، فتتلخص في مشاركته لمن يساندونه الآن من القوى الدولية في احتقارهم لشعوب المنطقة - حول السفاح البدين - على وجه الخصوص، فالسفاح البدين يرى الشعوب حوله – كما يراهم أنصاره – قليلي الشأن جديرين بالاحتقار وبالزوال، والأرضية الثالثة لتصرفات السفاح البدين نحو جيرانه ووطنه فتتعلق بتطلع السفاح إلى الزعامة وإلى الظهور، ولاسيما إذا اتفقت رغبته وأمنيته مع رغبة آخرين في المنطقة - يمنة ويسرى – ممن يحلمون بزوال شعوب المنطقة كافة ليتمددوا ويستطيلوا ويستديروا وينتفخوا في البر وفي البحر كيفما يشاءون .

فاذا فرغنا من التطرق الى بعض أسباب تصرفات السفاح البدين – مبدئيا – فمن المهم أن نلتفت إلى أننا أصبحنا في عالم جديد فيه عدو جديد أيضا وظروف جديدة، وسوف يطور العدو أساليبه ويزيدها حدة وعنفا، لأن المسرحية قد انتهت، ولا يوجد من يصدق أية تمثيليات للاخوة أو أفلاما بالية عن الأسرة الواحدة وعن الأشقاء فيما يخص هذا السفاح، وخاصة إذا نجا من هذه الأزمة قويا صامدا، ولابد للاستعداد لما هو آت .

قد تكون العمالة العائدة إلى الوطن من المشاكل المتقدمة في صفوف عواقب مقاطعة السفاح، ولكن الوطن يتقدم في طريق التنمية ويحتاج إلى أبنائه في قطاعات كثيرة، والحاجة أمس وأدعى إلى معالجة السوق الداخلية وتفتيحها في المدن الجديدة – على وجه الخصوص - لتستوعب العمالة العائدة وتستفيد بها وتوجهها إلى مجالات الاستثمار الأمثل، مع الأخذ في الاعتبار أن جزءا من العمالة العائدة لها وظائف حكومية بالفعل، ما قد يساعد في التخفيف من وطأة العودة، أما العمالة الحرفية، فقد يلزم توجيها إلى العمل التجاري الحر ومساعدتها على الاندماج في السوق الوطنية تدريجيا وبمساندة محترفة من قبل الدولة ومن قبل المجتمع المدني، حتى تنحسر الخسائر قدر الأمكان

لقد أغدق السفاح المال على كثيرين من مشارب مختلفة وفئات متعددة ليستميلهم أو يمتصهم في نسيجه الفكري إذا أمكن له ذلك، ولذا فلن يكون مستغربا أن يطفو على السطح من يدافعون عن السفاح بشكل أو بآخر، أو يروجون للتساهل معه، وليس للوطن أن يسمح لأحد بتشويش رؤيته أو تضليل بصيرته، لأن عواقب ذلك قد تكون وخيمة، فما زالت المنطقة كلها في حالة سيولة، وفي حالة قد تسمح للعابثين وللمتربصين بزرع ما يحبون وتأليب من يودون وشراء من يبيعون، وسوف يظل انفتاح الوطن على لعالم أجمع واستشرافه لأدوات وقنوات التفاهم مع العالم المتحضر عاملا رئيسيا في تفهم العالم لخطوات الوطن في مواجهة الإرهاب ومموليه والقائمين عليه ومشجعيه، وقد أحسن السيد الرئيس إذ أقبل على العالم كله – بلا استثناء – مرحبا بالتعاون وبالصداقة في كل اتجاه، وشارحا لفكره ومنهجه للبعيد والقريب منا، فزادنا قوة على قوة.. حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير.               







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة