"اعلم أيها القارئ العزيز أننى مسلم خارج من المذاهب كلها فإذا وجدت فى الكتاب ما ينصر مذهبك فلا تظنن أننى أحتج لقولك وأتعصب لرأيك، وإذا وجدت فيه ما يكسر اعتقادك فلا تتوهمن أنى أذم دينك وأقبح اختيارك، فإن ما فى هذا الكتاب رأى دل عليه النظر والفحص ودعا إليه التجديد والتقريب ولك أنت أن تؤيده بالحجة أو تنقصه بالدليل".. هكذا تحصن " عبد الله جنوف" فى كتابه" "عقائد الشيعة الاثنى عشرية".
وقد أوضح "جنوف" اختياره لدراسة هذه الفرقة قائلا "اخترنا دراسة هذه الفرقة لأنّ عقائد الفرقة تحدد كيفية توحيدها ربها وموالاة إمامها، وكيفية إدراكها لنفسها، وطريقة تنظيم اجتماعها، ووجوه معاملة مخالفيها، وهيئة تصورها للآخرة ومصير الناس فيها".
وأضاف "فدراسة العقائد بهذا التصور تقليب لرؤية كونية ويحث عن أصل الاجتماع ومحوره وعلل اختلاله وأسباب اتزانه واعتداله".
وعن المنهج المتبع قال عبد الله جنوف "اتخذنا الجدل مدخلا إلى دراستها وأردنا به ما جرى بين الاثنى عشريه والفرق الإسلامية من اختلاف وحجج ومناظرة، وما خالف فيه الإمام الإمام، وما صحح به علماؤها آراء نظرائهم وأسلافهم من أهل فرقتهم، وما استعمله الأئمة وأعلام الفرقة لسياسة الأتباع بتثبيتهم على العقيدة حينا وإثارة وجدانهم وأمانيهم تارة وتخويفهم وإقصاء بعضهم تارة أخرى".
وجاء الكتاب فى ثلاثة أبواب وخاتمة، الباب الأول فى الإمامة، الفصل الأول منه "عقيدة النص" ووفيه بيان نشأة وأطوار الفرقة كما تمت الإشارة إلى مسائل أخرى تتعلق بها مثل الوصية والعصمة وعلم الإمام، والفصل الثانى تعلق بعقيدة الغيبة.
والباب الثانى جاء فى الإلهيات والإنسانيات وفى فصله الأول قضايا الإلهيات وتمت مناقشة موضوع التوحيد ومنها قضايا التعطيل والتشبيه، وفى فصله الثانى قضايا الإنسان فى الكلام والمجتمع ففحصنا مقالة الفرقة فى الأمر بين الأمرين والاستطاعة والمشيئة وبينا علاقة المسلم الاثنى عشرى بجماعته وبالمخالفين وكيفية إجرائه لعقائده فى مجتمعه.
وفى الباب الثالث تم التعرض لمسائل الأخرويات، وناقش فى الفصل الأول منه عقيدة الرجعة، وعلامات الظهور وسيرة المهدى، وأوضح فى الفصل الثانى ما تعتقد الفرقة وقوعه عند الموت وبعده، فتم التوقف أمام ما جاء فى التلقين والمعاينة والقبر وحياة البرزخ وما يتصل بأحوال القيامة والحياة الآخرة من بعث وحشر وصراط وشفاعة وجنة ونار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة