بترول يتكبد الخسائر، واقتصاد ينزف، وسباق للهجن يستقطب السياحة من كل حدب وصوب بات مهددا بالإلغاء بعدما ضلت الإبل والأغنام القطرية طريقها فى الصحراء لتدفع ثمن عناد أمير الإرهاب تميم بن حمد الذى يتمسك بدعم وتمويل الإرهاب ورفض مطالب الرباعى العربى الذى تقوده مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.
وعلى الحدود القطرية ـ السعودية التى أوصدت الرياض أبوابها لحماية أمنها الداخلى من عملاء قطر وعناصر المليشيات والتنظيمات الإرهابية التى يأويها تميم بن حمد، اصطفت الإبل القطرية التى كانت تجد من الأراضى السعودية قبل الأزمة ملاذا لها، بحسب تقرير نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية.
وبخلاف الجمال النافقة منذ اندلاع أزمة قطر مع جيرانها الخليجيين، لا يزال 15 ألف جمل قطرى داخل الأراضى السعودية فى انتظار انفراجة الأزمة واجتياز الحدود القطرية ـ السعودية، وسط توقعات بإلغاء موسم سباقات "الهجن" الشهيرة فى قطر.
ويربى مئات القطريين الإبل فى مناطق صحراوية بشرق المملكة العربية السعودية خلال شهور الشتاء لتدريبها وإعدادها للسباقات ومسابقات الجمال وهى تقاليد ينظر لها باعتبارها رابطا مهما لماض بدوى عفا عليه الزمن. وتباع الإبل التى تفوز بجوائز فى مزادات بمئات الآلاف من الدولارات.
ووصفت صحيفة "التليجراف" البريطانية، فى تقريرها الجمال بـ"الضحايا غير المتوقعين" لأزمة قطر التى اختارها تنظيم الحمدين وفرضها على الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من الدوحة، مشيرة إلى أن نقص الماء والغذاء وعجز قطر عن توفيرها للجمال العالقة أو تلك التى اجتازت الحدود عائدة إلى الأراضى القطرية يهدد بخسائر تتجاوز الملايين من الدولارات.
جمال
وتابعت الصحيفة البريطانية: "مساحة قطر الصغيرة التى تبلغ 4400 ميل مربع فقط كانت تدفعها لاستخدام المساحات الواسعة من الأراضى السعودية -830 ألف ميل مربع- القريبة من حدودها لرعى حيواناتها، إلا أن هذا العرض لم يعد متاحا بعد الآن".
وأظهرت لقطات فيديو كيف تجمعت قطعان الجمال فى حظائر كبيرة، فى الوقت الذى لم تسمح فيه ساعات فتح الحدود القليلة والمقيدة سوى بعبور المئات فقط يوميا.
ومنذ بداية قطع العلاقات بين الدول العربية الكبرى وقطر قبل ما يقرب من شهرين، تكبد الاقتصاد القطرى خسائر فادحة فى قطاعات عدة كان فى مقدمتها الطيران والسياحة، فضلا عن تزايد معدلات التضخم وتراجع الريال القطرى أمام العملات الأخرى، لتمتد الخسائر وتشمل قطاع النفط.
جمال وأغنام
وأمام توالى الخسائر التى تكبدها قطاع الغاز القطرى، وحجم ما هو متوقع من اخفاقات مرتقبة، خفضت وكالة موديز للتصنيف الائتمانى بداية الأسبوع للمرة الثانية منذ بداية الأزمة توقعاتها لمستقبل 4 مؤسسات غاز قطرية من مستقر إلى سلبى، مشيرة إلى أنها يمكن أن تقوم بتخفيض تصنيفات شركة قطر للبترول فى حال تراجع التصنيف السيادى لقطر.
إبل
وأوضحت الوكالة أن التخفيض يرجع إلى كون ملكية هذه الشركات حكومية، مؤكدة أن الشركات ستواجه صعوبات فى الحصول على تمويل حكومى مما سيجعلها تتخلف عن التزاماتها لتسديد ديونها.
جمال نافقة
وقبل أقل من أسبوع خرجت الوكالة بتصنيف مماثل عن النظرة المستقبلية للاقتصاد والاستثمار داخل الدوحة، وعدلت "موديز" نظرتها لـ9 بنوك قطرية من مستقرة إلى سلبية، مشيرة إلى أن ذلك سببه "ضعف البيئة التشغيلية المحلية للبنوك، خاصة التمويل المصرفى، بالإضافة إلى ضعف قدرة الحكومة القطرية على دعم البنوك فى البلاد".
جمل نافق
وخفضت الوكالة فى التقرير نفسه توقعاتها العامة للاقتصاد القطرى من مستقرة إلى سلبية، مشيرة إلى أن النظرة السلبية للوضع داخل قطر مرشحة للاستمرار حتى عام 2018، وأن الأزمة مرشحة للتصاعد ولا يبدو أنها فى طريقها للحل فى الأشهر القليلة المقبلة.
وأضافت الوكالة فى تقريرها أن احتمالات أن تطول فترة عدم اليقين إلى عام 2018 تزايدت وإن حلا سريعا للنزاع غير مرجح.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة