كشف رئيس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة الليبية، وعضو مجلس النواب الليبى عن مدينة مصراتة، محمد الرعيض، تفاصيل الاجتماع الذى جمع وفد ليبى عن مدينة مصراتة مع اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازى.
وأكد "الرعيض" فى حوار خاص لـ"اليوم السابع"، خلال زيارة الوفد الأخيرة للقاهرة، أن الفريق محمود حجازى هو المسئول الأقدر على حل الأزمة الليبية وجمع الأطراف كافة، معربا عن أمله فى أن تحل الأزمة الليبية فى القريب العاجل.
وفيما يلى نص الحوار..
س: ما هى النقاط التى ناقشها وفد مصراتة مع الفريق محمود حجازى واللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا؟
حضر وفد مدينة مصراتة إلى مصر حاملا الحب والخير والود والاعتراف بأن مصر منذ قدم التاريخ أم المنطقة العربية، وعلاقاتها بليبيا مميزة فقد تعلمنا على أيدى المصريين، وتوجهنا بالشكر للحكومة المصرية على حفاوة الاستقبال والاحتفال بالوفد الليبى، فمدينة مصراتة تثمن دور مصر الحالى وتؤكد أن مصر الدولة الوحيدة التى يمكن أن تحل مشكلة ليبيا لثقلها وحب الليبيين للمصريين، فثقة أهالى المنطقة الشرقية فى أى حوار تستضيفه مصر يدفعنا للتحاور مع أهلنا فى بنغازى.
تم الاتفاق على تشكيل وفد من المدنيين ووفد من العسكريين من مدينتى مصراتة وبنغازى للتحاور والوصول لحل مشكلة ليبيا بشكل عام، وحل المشكلة بين الشرق والغرب الليبى التى نرى أنها مفتعلة بين الجانبين، فهناك ارتباط كبير وعلاقات أواصر ومصاهرة بين أهالى بنغازى ومصراتة.
ما حدث مؤخرا هى فتنة بين المواطنين الليبيين وللأسف سقط عدد كبير من الضحايا جراء هذا الصراع، ونتمنى وقف إطلاق النار فى أقرب وقت، فنحن جميعا نقف ضد الإرهاب، وما حدث فى سرت يؤكد حرص مصراتة على إبادة الإرهاب والقضاء عليه، فقد حضر الدواعش إلى مدينة سرت لإقامة دولة إسلامية وتم إجهاض مخططهم.
وشكل المجلس الرئاسى الليبى قوة لمكافحة الإرهاب يترأسها قائد عسكرى محترف وبناء القوة العسكرية سيكون هدفها الدفاع عن سيادة الأراضى الليبية، وزيارتنا لمصر جائت للتأكيد على أننا فى خندق واحد معها ضد الإرهاب وأن ما يضر ليبيا يضر مصر، والفريق محمود حجازى هو أقدر مسئول قادر على حل الأزمة الليبية وجمع الأطراف كافة، ونأمل أن تحل الأزمة الليبية فى القريب العاجل.
عضو مجلس النواب الليبى محمد الرعيض
س: من هو صاحب طرح مبادرة المصالحة الوطنية التى تحدثتم عنها؟
حضرنا من مدينة مصراتة إلى مصر ونحن على ثقة أن القاهرة الدولة الوحيدة التى تستطيع النجاح فى هذا الملف، ووجهات النظر متطابقة مع الفريق حجازى ووفد اللجنة الوطنية المصرية المعنية بليبيا، وطرحنا عدة موضوعات وهناك نية صادقة والرأى واحد، وخلال أيام سيتم تحديد اللجنة المدنية والعسكرية من مدينة مصراتة للبدء فى حوار مباشر مع وفد بنغازى تحت رعاية الفريق محمود حجازى واللجنة المعنية.
عضو مجلس النواب الليبى محمد الرعيض فى حوار لـ"اليوم السابع"
س: هل تم تشكيل لجنتى مجلس النواب والدولة لبحث تعديل الاتفاق السياسى؟
الاتفاق السياسى ينص على أن تعديل الاتفاق الموقع يستلزم تشكيل لجنتين من مجلس نواب الدولة لبحث البنود التى ترغب الأطراف فى تعديلها، نحن نعول على اجتماع القاهرة الذى عقد فى ديسمبر الماضى حيث اتفق عدد كبير من الليبيين على تشكيل لجنة من مجلس النواب والدولة، للأسف مجلس النواب فى ليبيا لا يزال ينعقد بشكل صحيح لأن آخر جلسة معلقة منذ 10 أشهر، وقد اختار مجلس النواب الليبى لجنة من 24 نائبا برلمانيا من أصل 34، ونرغب أن يكون أعضاء اللجنة شخصيات ترغب فى الحوار والحل، نحن نعتبر اللجنة التى شكلها مجلس النواب الليبى غير قانونية ونتمنى من المستشار عقيلة صالح عقد جلسة خارج طبرق فى أقرب وقت لأن انعقاد الجلسات فى طبرق بهذا الشكل لن يستطيع النواب ممارسة مهامهم واختيار أعضاء اللجنة بتصويت وحضور كامل للنواب، نحن نعول على تلك اللجنة على وضع الحلول وتعديل بنود الاتفاق السياسى، خلال أسابيع ستنعقد جلسة للبرلمان ونتمنى أن تكون خارج طبرق لبحث التعديلات فى الاتفاق السياسى ودخوله حيز التنفيذ.
عضو مجلس النواب الليبى عن مدينة مصراتة
س: ترددت أنباء عن تشكيلك لتيار للإطاحة برئيس مجلس النواب الليبى المستشار عقيلة صالح؟
غير صحيح، أنا على تواصل مع المستشار عقيلة صالح ونتمنى أن يأتى إلى طرابلس قريبا ويرأس جلسات مجلس النواب، ليس لدينا أى مشكلة مع رئيس البرلمان الليبى نحن نريد عقد جلسات من دون تدخلات غير قانونية تمنع النواب فى التعبير عن آرائهم.
س: اتفقت الأطراف الليبية على بيان القاهرة باعتباره الأهم والشامل لحل الأزمة.. متى تتحركون لتفعيل بنود اتفاق القاهرة؟
نحن مع أى حل يلم شمل الليبيين وما حدث فى القاهرة قابل للتطبيق، ونريد من البرلمان الليبى الاجتماع ليعطى رأيه بحضور أعضاء البرلمان عقب تحقيق النصاب القانونى.
س: ما حقيقة وجود إشكالية لتوحيد المؤسسة العسكرية.. هل اتفقتم على مبدأ المحاصصة فى مؤسسة الجيش الليبى؟
نحن لا نريد إقصاء أحد ونتمنى ألا يكون حروب فى ليبيا إلا ضد الإرهاب، ولسنا ضد طرف ولا نعارض وجود المشير حفتر فى القيادة العسكرية لكن شريطة ألا يطالب بأعلى سلطة عسكرية لأنه لا يوجد جيش فى العالم فوق السلطة المدنية، نحن نريد جيش موحد وبدأنا فى خطوات إيجابية بالمنطقة الغربية بجمع العسكريين لتشكيل مؤسسة عسكرية ويتم التحاور مع الجيش الليبى فى المنطقة الشرقية لتوحيد المؤسسة، ونرى تشكيل مناطق عسكرية إجراء صحيح ويعطى الفرصة لبناء جيش ليبى موحد.
س: إلى أين وصلت العلاقات التجارية والاقتصادية بين مصر وليبيا؟ وهل تسبب الصراع السياسى فى تجميد التعاون؟
للأسف الأزمة الليبية أثرت كثيرا على التعاون الاستثمارى والتجارى بين مصر وليبيا، وهذا ناتج عن التأجيج الإعلامى بأن المنطقة الغربية تعانى من إرهاب ويتواجد بها تيار إسلامى، التجارة فى المنطقة الغربية تحدث بشكل طبيعى فى ظل غياب مصرى، ما تم التركيز عليه مع الفريق حجازى تسهيل إجراءات التأشيرة لرجال الأعمال الليبيين والسماح لرجال الأعمال المصريين بالسفر لليبيا، والسماح للأيدى العاملة المصرية للسفر بشكل مباشر وطالبنا بخط طيران مباشر من الإسكندرية لمصراتة.
والسلع المصرية تصل إلى ليبيا أرخص من السلع التى يتم استيرادها من تركيا أو أى دولة أوروبية، ونحتاج كثيرا للسلع المصرية، والقاهرة تحتاج لتصدير منتجاتها فى ظل الإجراءات الاقتصادية الصحيحة التى اتخذتها مصر، نحن فى ليبيا نستورد بما يقرب 17 مليار دولار من الخارج ويمكن أن تستورد الدولة الليبية من مصر واردات تقدر بـ 5 مليارات دولار، ويمكن لليبيا أن تستوعب مليونى مصرى للعمل فى البلاد، فأكثر عمالة تنسجم فى ليبيا هى العمالة المصرية التى تحمل نفس الطباع والمدرسة الليبية، ونحن امتداد لمصر.
س: ما هى رسائلكم للمبعوث الأممى الجديد غسان سلامة ؟
ننصح المبعوث الأممى الجديد غسان سلامة بعدم الرجوع للخلف والبدء من حيث انتهى مارتن كوبلر، والأسهل أن يتم تشكيل لجنة من مجلسى الدولة والنواب لبحث بنود تعديل الاتفاق السياسى، وعقد مجلس النواب لجنة مكتملة النصاب القانونى، نحن مطمئنون جدا لغسان سلامة باعتباره شخص لديه دراية جيدة بما يجرى فى ليبيا ونتمنى على مصر أن تساعده فى إنجاز مهامه، فدور القاهرة كبير فى الملف الليبى وسيكون لها دور أكبر فى دعم غسان سلامة فى أداء مهامه لتحقيق الوفاق بين الليبيين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة