تواصل الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية جهودها لملاحقة ومطاردة مرتكبى حادث استهداف سيارة شرطة فى البدرشين جنوب الجيزة، بواسطة إرهابيين، الأمر الذى أسفر عن استشهاد 5 من رجال الشرطة بينهم أمين شرطة وفرد و3 مجندين.
وتشير المعلومات الأولية، إلى أن الفيديوهات والصور التى تداولها المواطنين للحظات وقوع الحادث، والتى صورتها كاميرات المراقبة بالمنطقة، والتى تم التقاط بعضها يدوياً بواسطة الهواتف المحمولة، ساهمت بشكل كبير فى إنجاز مهمة الفريق الأمنى المكلف بالتحقيق فى الواقعة، فى تحديد ملامح الجناة الذين ظهروا بوضوح فى الفيديوهات والصور المتداولة.
وتوضح التسريبات أن الأجهزة الأمنية نجحت من خلال تحديد ملاح الجناة، فى التوصل إلى هويتهم، وتبين أنهم من الفئات الشبابية التى تنتمى لجماعة الإخوان والحركات الإرهابية المنبثقة من رحمها، مثل حسم وغيرها من الكيانات الإرهابية المتطرفة التى تتوحد تحت هدف واحد وهو استباحة الدماء وقتل الأبرياء، واستهداف مؤسسات الدولة، والعمل على إضعافها والنيل منها من خلال الحوادث الإرهابية المتطرفة، وتلقيهم أموالا ضخمة من قبل القيادات الإرهابية الهاربة بالخارج وخاصة فى الدوحة بقطر.
ووجهت الأجهزة الأمنية عدة مأموريات بمناطق جنوب الجيزة استهدفت الجناة فى عدة مدن منها "البدرشين، والحوامدية، وأبو النمرس، والعياط، والصف، وأطفيح"، فضلاً عن مأموريات أخرى لاستهداف الجناة خارج الجيزة بالمحافظات القريبة منها خاصة الفيوم.
وحول طريقة تنفيذ العملية الإرهابية، كشفت المعلومات الأمنية الأولية، أن أحد العناصر الإرهابية رصد سيارة الشرطة بمجرد دخولها الشارع الذى وقع به الحادث، واتصل هاتفياً بزملائه منفذى الجريمة، حيث انتظروا السيارة بالقرب من "مطب"، وبمجرد أن قلصت السيارة من سرعتها بسبب "المطب"، أشهر المتهمون أسلحتهم الآلية وأمطروا بها رجال الشرطة فى توقيت واحد، وفر الثلاثة متهمين هاربين بواسطة دراجة بخارية لا تحمل لوحات معدنية، وتشير المعلومات إلى أنها مسروقة.
وعلى جانب آخر، حرصت القيادات الأمنية على عقد عدة اجتماعات مع رجال الشرطة من الضباط والأفراد خاصة الذين يتواجدون فى الشوارع بطبيعة عملهم، وشددوا عليهم بالاهتمام بالأمن الشخصي، فى ظل الاستهداف الواضح من العناصر الإرهابية لرجال الشرطة تحديداً، والتعامل الفورى مع الأحداث المفاجئة، والتصدى بحسم وقوة مع أية محاولات للخروج عن القانون.
وكان صرح مسئول مركز الإعلام الأمنى بوزارة الداخلية، بأنه أثناء مرور إحدى سيارات القول الأمنى المعين لملاحظة الحالة بدائرة مركز شرطة البدرشين بالجيزة، صباح أمس الجمعة، أطلق 3 أشخاص مجهولين يستقلون دراجة نارية، الأعيرة النارية من سلاح آلى كان بحوزتهم تجاه السيارة، حيث بادلهم أحد ضباط الشرطة الذى كان على مقربة من الحادث إطلاق النيران، وهو ما أجبرهم على الفرار.
ومن جانبه، انتقل على الفور اللواء هشام العراقى مدير أمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة للمباحث، إلى موقع القول الأمنى الذى تعرض للهجوم، وأمر بنشر عدة أكمنة بمحيط الموقع الذى شهد الحادث، فى محاولة لإغلاق مداخل ومخارج البدرشين، لمحاصرة الجناة والقبض عليهم.
واستمعت القيادات الأمنية بمديرية أمن الجيزة، لأقوال عدد من شهود العيان حول الحادث، للوقوف على ظروفه وملابساته، كما انتقل فريق من نيابة البدرشين برئاسة المستشار محمد صلاح، إلى موقع الحادث للمعاينة، وانتدبت فريقا من المعمل الجنائى لجمع الأدلة الجنائة من موقع الحادث، ومناظرة جثامين الضحايا، وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، لتحديد كيفية حدوث الهجوم الإرهابى، وأمرت النيابة بدفن وتشريح جثث الضحايا.
وتولى فريق من المعمل الجنائى رفع الآدلة الجنائية من موقع الحادث، حيث تم تجميع عدد من فوارغ الطلقات وتم تحريزها، لفحصها ومعاينتها لتحديد نوعية السلاح الذى استخدمه الإرهابيين فى تنفيذ الهجوم، كما تم أخذ عينة من دماء الضحايا التى تناثرت بموقع الحادث؛ لتحليلها، وكشفت المناظرة النيابة عن إصابة الضحايا بطلقات نارية فى مناطق متفرقة من الجسد أسفرت عن وفاتهم.
ومن جانبه، وجه اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية، بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى، لكشف غموض حادث استهداف كمين بالبدرشين، ضم قطاعات الأمن الوطنى والأمن العام ومديرية أمن الجيزة.
فيما كشفت التحقيقات الأولية لنيابة البدرشين، تحت إشراف المستشار حاتم فضل المحامى العام الأول للنيابات، أن 3 ملثمين يستقلون دراجات نارية، ترصدوا بسيارة الشرطة خاصة بتأمين المنطقة الأثرية، وأثناء عودتها من الخدمة وفور مرورها أمامهم أطلقوا وابلاً من النيران على السيارة بمدخل قرية أبو صير بمركز البدرشين، ما أسفر عن استشهاد أمين وفرد شرطة و3 مجندين، واستولوا على الأسلحة الخاصة بأفراد الكمين، وأشعلوا النيران بمؤخرة السيارة وفروا هاربين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة