أعلن مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة فى جنيف، أليكسى بورودافكين، أن الجولة الأخيرة من مفاوضات جنيف كانت بناءة وحققت نتائج إيجابية رغم عدم تحقيق اختراق مفصلى فى المفاوضات، حسبما ذكرت روسيا اليوم.
وأشاد بورودافكين، أثناء مؤتمر صحفى عقده اليوم السبت، بتخلى المعارضة السورية عن موقفها السابق تجاه التسوية السياسية فى البلاد، لا سيما ما يتعلق بالتراجع عن المطالبة برحيل الرئيس السورى بشار الأسد فورا.
وقال الدبلوماسى الروسى: "حتى المعارضين الراديكاليين ومموليهم، أدركوا أخيرا ضرورة إحلال السلام فى سوريا قبل البدء بالبحث فى الإصلاحات السياسية فى ظروف تطبيع الأوضاع داخل البلاد".
وأشار بورودافكين إلى أن الاجتماعات التى عقدت فى أستانا، وخاصة توقيع مذكرة مناطق تخفيف التوتر، وتصريحات زعماء الدول المعنية بالتسوية السورية أتت ثمارها، فالمعارضة تحاول إظهار مرونة أكبر فى المفاوضات، ولم تعد تتحدث عن تنحى الأسد على الفور، بل عن التوصل إلى اتفاق معه بشأن الإصلاحات السياسية.
ورحب بورودافكين بتقارب وجهات نظر الوفود الثلاثة للمعارضة، مشددا على ضرورة أن يكون موقفها موحدا وبنّاء ويهدف إلى البحث عن حل وسط مع وفد الحكومة، دون طرح شروط غير واقعية.
وأعرب الدبلوماسى الروسى عن أمل بلاده فى أن يتيح تبلور موقف موحد للمعارضة الانتقال إلى مفاوضات مباشرة بين أطراف الأزمة السورية، فى جولة جديدة من مفاوضات جنيف من المقرر إجراؤها فى سبتمبر المقبل.
إلى ذلك، أكد بورودافكين أمل موسكو فى أن تضع هذه التطورات الإيجابية حدا للاستهداف المتبادل بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة، فى حربهما على الإرهاب، مؤكدا أن روسيا تسعى إلى تنسيق جميع التفاصيل الخاصة بإنشاء مناطق تخفيف التوتر الـ4، إلى حين انعقاد "جنيف-8".
وفى الوقت نفسه، توقف المسئول الروسى عند عدد من النقاط السلبية التى لا تزال قائمة فى المفاوضات، فقال إن هناك بين أعضاء وفد الهيئة العليا للمفاوضات مَن ما زال يطالب بتنحى الأسد عن السلطة فورا، ويصر على سحب مبدأ العلمانية من الأسس التى ستعتمد عليها الدولة السورية فى المستقبل.
ورحبت موسكو بموقف الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، من مسألة رحيل الرئيس السورى بشار الأسد، فى المبادرة التى أعلن عنها الخميس الماضى، واعتبر فيها أن رحيل الأسد لم يعد شرطا أساسيا.
وقال أليكسى بورودافكين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فى جنيف، السبت، فى تصريح صحفى: "من المهم فى هذه المبادرة أن فرنسا لم تعد تطالب برحيل الأسد الفورى، هذا تغير جذرى".
وأعرب بورودافكين عن أمله فى أن تفكر الدول الغربية، بالدرجة الأولى، فى محاربة الإرهاب وتطبيع الأوضاع فى سوريا، مشيرا إلى أهمية أن "الإطاحة بالأسد" لم تعد الهدف الأول.
فقد قال الرئيس الفرنسي، فى مؤتمر صحفى مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، الخميس الماضى: "مسألة رحيل بشار الأسد عن السلطة، لم تعد شرطا ضروريا بالنسبة لفرنسا".
وأضاف: "أغلقنا سفارتنا فى دمشق، منذ خمسة أعوام، ولكن لم يأت ذلك بنتيجة. يجب أن نكون عمليين".
وأعلن ماكرون عن توصله، مع الرئيس ترامب، إلى صيغة مشتركة للاستمرار فى العمل حول سوريا والعراق، وتشكيل مجموعة اتصال حول ذلك، إضافةً للتعاون المشترك فى محاربة الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة