- نشكر الرئيس السيسى لدعمنا فى الحرب ضد الإرهاب
- "البغدادى بلا ملك" وسنتوجه لتحرير "تلعفر" و"الحويجة" و"القائم"
- نطلب الدعم والإسناد من الجيش المصرى لتطوير قدرات قواتنا
- نقترح تدشين مركز لتبادل المعلومات الاستخباراتية ومعركتنا المقبلة مع الدواعش فكرية
تعتبر معركة تحرير الموصل من قبضة داعش هى المعركة الأبرز والأشرس التى خاضتها القوات العراقية ضد عناصر التنظيم المتطرف فى معركة دعمها التحالف الدولى، وعن تفاصيل تلك المعركة التى صنفت بالأهم على مستوى العالم خلال الأسابيع الأخيرة كشف قائد عمليات "قادمون يا نينوى"، الفريق عبد الأمير يار الله، تفاصيل معركة تحرير الموصل والإستراتيجية التى اتبعها فى المعركة والخسائر التى لحقت بتنظيم داعش.
وأكد "يار الله" فى أول حوار صحفى عقب إعلان رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى تحرير الموصل بالكامل من قبضة داعش، أن القوات العراقية قتلت أكثر من 15 ألف داعشى فى الساحل الأيمن لمدينة الموصل، مشيرا لعثور القوات على مصانع للأسلحة والذخيرة فى المدينة القديمة.
وطالب الفريق عبد الأمير يار الله وهو يشغل منصب معاون رئيس أركان الجيش العراقى، ونائب قائد العمليات المشتركة، الجيش المصرى بتقديم الدعم والإسناد وزيادة التعاون بين الجيشين المصرى والعراقى كى تتمكن القوات العراقية من تطوير قدراتها، وتنقل الأخيرة خبراتها فى مجال محاربة الإرهاب إلى الجانب المصرى، متوجها بالشكر إلى الرئيس السيسى وشعب مصر على وقوفهم ودعمهم للعراقيين فى معركتهم ضد الإرهاب.
وفيما يلى نص الحوار..
ماذا يمثل تحرير مدينة الموصل للشعب العراقى ودول المنطقة ؟
بداية نتوجه بالشكر إلى الشعب المصرى على وقوفه مع العراقيين ودعم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى هنأ القوات العراقية فى تحرير مدينة الموصل من قبضة داعش.
هددت المجموعات الإرهابية العراق عقب سقوط مدينة الموصل فى قبضتها ووصلت إلى مشارف العاصمة بغداد، ولولا فتوى الإمام السيستانى والتى دفعت الحشود الكبيرة للخروج دفاعا عن العراق لما تحقق النصر، نحن اليوم فى محافظة نينوى فى مدينة الموصل التى راهن عليها داعش عاصمة خلافته المزعومة، وبفضل التضحيات الكبيرة التى قدمها أبناء الجيش العراقى خلال 9 أشهر تمكنت القوات من الانتصار على التنظيم الإرهابى، وقد عادت الموصل لحضن العراق وتمكنا من إعادة البسمة على وجوه العراقيين، ونعتبر النصر فى الموصل بداية لوحدة العراق بأكلمه وتحرير ما تبقى من الأراضى العراقية.
ما هى الاستراتيجية التى اتبعتها خلال عملية تحرير مدينة الموصل ؟
شارك فى معركة تحرير الموصل أكثر من 100 ألف مقاتل من قوات الجيش ومختلف صنوفها من قوات مكافحة الإرهاب، والشرطة الاتحادية، والرد السريع، ولأول مرة تميزت القوات بالتنسيق الكامل بين كافة القيادات والاستجابة للخط العسكرية، وهو ما ساعدنى فى تنفيذ استراتيجية اللامركزية التى ساهمت بدور كبير هو فى حسم المعركة.
ما هو سبب تأخر الجيش العراقى فى حسم المعركة بالموصل خلال الأسابيع الأخيرة ؟
تأخرنا فى حسم المعارك يعود لطبيعة القتال فى المدينة القديمة فقد اضطررنا لتغيير الخطط العسكرية أكثر من مرة، وقد توقفت القطاعات العسكرية وتحديدا الشرطة الاتحادية أمام المدينة القديمة بسبب البنية التحتية، والاعداد الكبيرة للمواطنين، وضيق الأحياء، ولهذا طلبنا أن تتوقف القوات عند مشارف المدينة فى وضع دفاعى، وقمنا بتغيير خططنا العسكرية بالكامل وتحركنا لتحرير الجزء الشمالى من الموصل القديمة من الإرهابيين قبيل حسم المعركة.
ما هو مصير داعش ؟ وما هى المناطق المسيطر عليها التنظيم الإرهابى فى محافظة نينوى؟
داعش يسيطر على مركز "قضاء تلعفر" و"ناحية المحلبية" فى الجنوب الشرقى تلعفر، و"ناحية العياظية" شمال تعلفر، هذه المناطق المتبقية لداعش فى نينوى.
وما هى الوجهة المقبلة للجيش العراقى بعد تحرير الموصل ؟
الوجهة المقبلة لكافة القوات العراقية باتجاه تلعفر لتحريرها من تنظيم داعش كى نحرر محافظة نينوى بالكامل ومن ثم التوجه إلى الحويجة أو القائم.
ترددت معلومات عن مقتل البغدادى..هل تتوافر أى معلومات عن مصيره؟
أنا لا أهتم بمصير أبو بكر البغدادى لأنه أصبح "ملك بلا ملك" وليس لديه أرض حاليا فى نينوى، لهذا لا يعنينا أن يكون حيا أو ميتا والموضوع معنية الأجهزة الاستخبارية ولا تتوافر لدينا معلومات عنه.
هل لديكم إحصائية حول خسائر داعش فى معركة تحرير الموصل؟
قتلنا أكثر من 15 ألف إرهابى داعشى فى الساحل الأيمن لمدينة الموصل، واستولينا على عدد كبير من الأسلحة والأعتدة والمعدات، وسيطرنا على مصانع لصناعة الأسلحة والأعتدة، وقتلنا فى المدينة القديمة بالموصل وحدها أكثر من 5 ألاف إرهابى داعشى.
داعش سيطر على أسلحة بما يقرب بـ 27 مليار دولار.. كم هى تكلفة معركة تحرير الموصل من التنظيم؟
معركة تحرير الموصل كلفنا دم فقدناه، فقد فقدنا شهداء وجرحى من الشباب ونعتقد أن هذا الثمن أغلى من كافة المعدات.
هل ترون أن العراق بحاجة لتجديد الخطاب الدينى عقب تشبع عدد كبير من الأٍسر بفكر داعش ولاسيما فى الموصل ؟
عقب القضاء على تنظيم داعش الإرهابى عسكريا أتخوف من تغير أفكار الجيل المراهق بسبب بقاء التنظيم الإرهابى 3 سنوات فى مدينة الموصل، ما يثير تخوفنا على أبنائنا فجزء كبير من الأطفال تشبعوا بفكر تنظيم داعش، وأدعو كافة المرجعيات السنية والشيعية وأصحاب الديانات الآخرى بأن يكون دورهم فى اعادة النظر فى غسل أدمغة الشباب، وتجديد الخطاب الدينى.
ويقع جزء كبير من المسئولية على عاتق الحكومة العراقية التى يجب عليها محاربة الفكر المتشدد الذى تسلل لعقول الشباب، وأقترح تنظيم مؤتمر دينى عالمى لمعالجة الفكر المتشدد والبحث فى سبل أن تكون خطبة الجمعة معتدلة بعيدا عن التشدد.
هل العراق بحاجة إلى قوات أجنبية وتحديدا أمريكية بعد تحرير البلاد من الإرهابيين ؟
التحالف الدولى يقدم لنا الدعم والإسناد الجوى والاستخباراتى منذ عام 2014، أما تواجد القوات الأجنبية فى العراق يعود للحكومة، لكننا بحاجة لدعم جوى خلال معركتنا مع تنظيم داعش الإرهابى.
هل القوات العراقية قادرة على بسط سيطرتها على الأرض بعد دحر الإرهابيين أم تحتاج لدعم عسكرى ؟
فى البداية نؤكد على أن التخطيط والإدارة والتنفيذ لمعركة تحرير الموصل هو عراقى 100%، وقدم التحالف الدولى الدعم للقوات العراقية لكننا قادرون على الدفاع عن وطننا، فالقوات العراقية هى من قضت على تنظيم داعش، بالفعل نحن بحاجة لدعم وإسناد جوى من قوات التحالف لكن على الأرض لا نحتاج أى قوات عربية أو أجنبية، فنحن قادرون على حماية أراضينا ودحر الإرهابيين.
عقب فرار الإرهابيين من الموصل...هل هناك ضرورة للتنسيق الاستخبارى بين مصر والعراق لملاحقة الدواعش ؟
أقترح تدشين مركز تنسيق استخبارى لكافة الدول التى تعانى من الإرهاب، فالعدو الإرهابى لا يميز بين الدول ومن الضرورى تبادل الخبرات العسكرية بين الدول التى تعانى من الإرهاب، ومستعدون لتبادل خبرات القوات العراقية فى محاربة الإرهابيين، واقترح أن يكون مقر المركز الرئيسى فى القاهرة أو بغداد.
ويوجد بالعاصمة بغداد مركز تبادل المعلومات الاستخباراتية من أربع دول هم العراق روسيا وإيران وسوريا ويتم تبادل المعلومات، وأعتقد تدشين مركز كهذا بين الدول العربية سيكون أفضل فى مجال تبادل المعلومات والخبرات، فالقوات العراقية اكتسبت خبرات كبيرة جدا فى كيفية التعامل مع الإرهابيين فى أى منطقة.
هل التدخلات الخارجية كانت سببا فى انتشار الإرهابيين ؟ ومن مول الإرهابيين ؟
عقب سقوط نظام صدام حسين عام 2003 لم تساعد الدول الداعمة لصدام الدولة العراقية فى تلك المرحلة، وكان ذلك سببا فى تدهور الوضع الأمنى بالعراق، وبدأت بلادنا فى التعافى فى ونتمنى أن تمد دول المنطقة يدها للعراق والعراقيين حتى يتم التعاون لمنع امتداد الإرهاب لأى بلد آخر.
أدعو الله ألا يصيب أى دولة من الدول بالإرهاب الذى ضرب العراق، فالإرهاب تدمير للشباب وللبنية التحتية ونأمل من الله ألا تصاب أى دولة بما جرى فى العراق خلال الثلاث سنوات الماضية.
هل استخدم داعش أسلحة كيماوية ضد الجيش العراقى خلال الثلاث سنوات الأخيرة ؟
داعش استخدم السلاح الكيماوى ضد الجيش العراقى منذ أيام فى المدينة القديمة وهى أسلحة محلية الصنع.
هل يمكن أن نشهد خطابا عراقيا معتدلا بعيدا عن الطائفية والصراعات السياسية ؟
هذا ما نأمله أن يعود العراق بلد متماسك ينبذ الطائفية والعنصرية ونتمنى أن من كافة وسائل الإعلام النظر إلى الوجه المشرق للقوات العراقية وتبتعد عن بث السموم.
ما الذى يحتاجه العراق الشقيق من مصر؟
الشعب المصرى معنا دوما ويدعمنا دائما، نحتاج من الجيش المصرى الدعم والإسناد وزيادة التعاون بين الجيشين المصرى والعراقى حتى نتمكن من تطوير قدراتنا ونفيد اخوتنا المصريين بخبرتنا التى اكتسبناها من قتال داعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة