شهرين من العروض السخية، وإرسال وأطنان المواد الغذائية، فضلا عن المساندة السياسية، والدعم اللامتناهى فى كافة المجالات، جعلت أمير دولة قطر الصغيرة يرضخ لإيران ويسلم أراضى بلاده إلى عناصر حرسها الثورى، غير مبال بالنتائج التى ستعود عليه جراء هذه الخطوة، أو تأثيرها على حالة التوتر فى منطقة الخليج المشتعلة بالأزمة القطرية.
ويبدو أن أمير الدوحة الذى يأبى أن يتراجع عن دعمه للإرهاب وحل الأزمة، يسير خطوات نحو تأزيم الوضع أكثر مما هو عليه، حيث كشف إعلام إيران عن عرضا ذهبيا قدمه تميم إلى طهران، وأفصح أمير الإرهاب عن رغبته فى تأسيس قاعدة عسكرية إيرانية فى الدوحة، ونشرت قناة العالم تغريدة قالت فيها "حث الشيخ تميم بن حمد آل ثانى مع الرئيس الإيرانى حسن روحانى عن رغبه بلاده فى تأسيس قاعدة عسكرية إيرانيه فى قطر لتعزيز أمن واستقرار المنطقة".
تميم يسمح لإيران بإنشاء قاعدة عسكرية فى قطر
المراقبون الذين يرصدون السياسة القطرية منذ بداية الأزمة فى 5 يونيو الماضى، عقب قطع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، يرون أن سياسة قطر بعد هذا التاريخ تسير نحو خطوات متخبطة عمدا نحو التأزيم وليس الحل، ووصفوا خطوة إنشاء قاعدة عسكرية إيرانية، بالمغامرة الكبرى التى يخوضها الداعم الأول للإرهاب فى المنطقة "تميم"، لم يحسب عواقبها على مستقبل بلاده ومنطقة الخليج العربى بشكل عام.
قوات الحرس الثورى الإيرانى
ففى الوقت الذى يتوجس فيه الدول العربية وبالأخص الخليج من تحركات طهران وطموحاتها التى بدأت تحلق عاليا فى المنطقة منذ الأزمة، لإيجاد موطئ قدم لها فى الخليج، استقوى النظام القطرى بعناصر الحرس الثورى الإيرانية، التى قامت باحتلال قطر بحسب شهود عيان فى الداخل، وقدرتهم تقارير إعلامية خليجية بما يقرب من 10 آلاف جندى وضابط إيرانى، وسط توقعات شبه مؤكدة باستيلاء إيران على مفاصل الإمارة ومنشأتها الحيوية وفرض أمر واقع على الحكومة القطرية.
ولا يمكن فصل قرار الدوحة بمنح أراضيها لإيران وتسليمها للحرس الثورى لإنشاء قواعد عسكرية عن زيارة قام بها مبعوث إيران "حسين جابرى أنصارى" ورجلها الأول فى الملفات الشائكة فى المنطقة ومساعد وزير الخارجية الإيرانى للشئون العربية والأفريقية والملقب برجل الأزمات يوم الاثنين 19 يونيو الماضى، التقى خلالها بمسئولين قطريين رفيعى المستوى وسلم رسالة شفهية من الرئيس الإيرانى إلى تميم بن حمد آل ثانى، لم يكشف مضمونها.
لقاء جابرى انصارى بمسئوليين قطريين
ولم تكن تلك الخطوة غريبة على دولة قطر، التى ارتمت فى أحضان الدولة الإيرانية منذ سنوات وحاولت إدخال عناصرها فى الخليج منذ أن وقع الجيش القطرى متعدد الجنسيات اتفاقية أمنية وعسكرية مع الحرس الثورى فى عام 2015، وأسندت مهام تدريب عناصره إلى إيران، كما سعت لإقحامها فى البيت الخليجى عندما بلغ التعاون بينهما ذروته حيث دعت قطر الرئيس السابق أحمدى نجاد فى عام 2007 لحضور مؤتمر قمة الخليج بالدوحة كضيف شرف، فمساعيها لاستخدام طهران ككارت تستفز به الدول العربية لم ولن تنتهى.
وبعد شهرين من الأزمة، وأمام إصرار الدول العربية الكبرى مواجهتها الإرهاب الممول من قطر، وفرض قائمة عقوبات للحد من نشاط الكيانات والتنظيمات الإرهابية التى تأويها، بدلا من تعود إمارة النشاز إلى رشدها راحت تصعب من الأمور على نفسها، وتصعد أمام أشقاءها وهى بصدد خطوة ستفتح عليها أبواب جهنم، وستكون نهاية نظامها محسوما بعد تفعيلها ستجعل منها عاصمة الحرس الثورى الجديدة التى تلتحق بركاب محور طهران لبنان سوريا اليمن.
ويرى المراقبون أن عناصر الحرس بعد انتشارهم فى مؤسسات الدولة لحماية النظام القطرى أمام موجة استياء شعبية غير مسبوقة، أصبحت تبسط سيطرتها على مفاصلها، وبالتالى تسيطر على قراراها السياسى، إذ أن طهران طالما حلمت بوضع قدما عسكريا لها فى الخليج عبر إنشاء قواعد للتغلغل فى هذه المنطقة، وشدد المراقبون على أن طهران لن تخرج من الدوحة حتى لو انتهت الأزمة القطرية، فالفرصة التى منحها إياها تميم لم ولن تعوض، وعرض الأخير بإنشاء قاعدة عسكرية قدم لطهران على طبق ذهب كى تنفذ أجدتها السياسية المشبوهة.
وبخلاف احتلال عناصرها لقطر وإنشاء قاعدة عسكرية بها، ترى طهران أن تأزيم الوضع وإطالة آمد الأزمة منح لها فرصة ذهبية، حيث مهدت الطريق لـ"تمزيق الائتلاف العربى" الذى تتزعمه المملكة العربية السعودية المناهض للإرهاب وسياساتها فى المنطقة، وكلما طال الوقت تجذب طهران حلفاء جدد إلى صفها تتبع سياساتها فى المنطقة، فضلا عن حصدها غنائم اقتصادية عدة من هذه الأزمة.
إيران ترسل أغذية إلى قطر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة