أسامة هيكل فى مقال بالـ"نيوزويك": قناة الجزيرة إحدى أدوات سياسة قطر الخارجية.. مصر كانت الأكثر استهدافا منها.. والمتطرفون يسيطرون عليها ويظهرون عبر شاشاتها.. وانحازت للإخوان ووصفت بـ"شبكة القصر" فى عهد المعزول

الأربعاء، 19 يوليو 2017 04:00 م
أسامة هيكل فى مقال بالـ"نيوزويك": قناة الجزيرة إحدى أدوات سياسة قطر الخارجية.. مصر كانت الأكثر استهدافا منها.. والمتطرفون يسيطرون عليها ويظهرون عبر شاشاتها.. وانحازت للإخوان ووصفت بـ"شبكة القصر" فى عهد المعزول أسامة هيكل يكتب مقالا بالنيوزويك عن قناة الجزيرة
كتبت سماح عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحت عنوان "دفاع قطر عن الجزيرة موقف لا يمكن الدفاع عنه" نشرت جريدة نيوزويك الأمريكية مقالاً أمس للنائب أسامى هيكل رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، رصد خلاله تناقضات قناة الجزيرة، المختلفة، وخطابها الداعم للإرهاب والجماعات الإرهابية.

 

وأكد رئيس لجنة الإعلام بمجلس النواب، فى المقالة، على أن مصر كانت الأكثر استهدافًا من قبل القناة القطرية، وظاهرت انحيازًا واضحًا للإخوان فى 2013 خلال ثورة 30 يونيو، لافتًا إلى أن القناة كانت توصف فى ذلك الوقت بأنها "شبكة القصر فى عهد مرسى".

 

وإلى نص المقال:

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى لقطات فيديو دعائى بارع وإن كان ينقصه الصدق لقناة الجزيرة يحمل الرسالة التالية: "نحن نطالب بحرية الصحافة". ولكن دعونا لا ننخدع بهذه الدعاية فالجزيرة مملوكة بالكامل للدولة، وهو ما يؤكده أكثر سليمان مراسل الجزيرة السابق فى برلين بقوله: "إن كل ما تنقله الجزيرة يتوافق مع السياسة الخارجية لقطر".

 

تطالب الحكومة المصرية مع حكومات الدول الثلاثة الأخرى بإغلاق شبكة الجزيرة التى هرع الصحفيون الغربيون للذود عنها، وإن كان معظم المدافعين لا يفهمون بوضوح الاختلاف الواضح بين سياسة التحرير في القناة الإنجليزية ونظيرتها فى القناة الناطقة بالعربية. فالقناة الإنجليزية التى تحقق الخسارة تلو الأخرى إنما وُجدَت لإعطاء مسحة من الاحترام لنظيرتها العربية الشرسة.

 

واعتادت قناة الجزيرة الناطقة بالعربية - طوال فترة حرب العراق - نشر لقطات فيديو لزعامات القاعدة المحرضة على العنف ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف، وصور مروعة لجثث جنود غربيين. كان مذيعى القناة يصفون  التفجيرات الانتحارية "بعمليات تؤدى للجنة" فيما قدموا العمليات الإرهابية بوصفها من أعمال "المقاومة". وكانت قناة الجزيرة هى أولى القنوات التى تذيع لقطات فيديو لأمراء الحرب الأفغان ومنفذى هجمات لندن الانتحارية فى 7يوليو 2007 . فقد ظهرت الجزيرة كمنبر اختيارى للتعبير عن الإرهابيين قبل فترة طويلة من ظهور وسائل التواصل الاجتماعى.

 

كانت بلدى "مصر" هى الأكثر استهدافا من قبل الجزيرة. وكان وزير الخارجية القطرى - أثناء حديثه فى "تشاتهام هاوس" فى لندن الشهر الجارى - قد ذكر أن الجزيرة هى وسيلة إعلام لا حزبية تخصص مساحات زمنية للتعبير عن الرأى دون تحيز، وهى مقولة لو صحت لكان لنا أن نطلب منه أن يفسر لنا كيف استقال 22 من العاملين فى مكتب الجزيرة فى القاهرة احتجاجا على تغطيتها المنحازة للإخوان المسلمين فى عام 2013؟ كانت الجزيرة فى ذلك الوقت توصف بأنها "شبكة القصر فى عهد مرسى". وعندما نزل الشعب لشوارع القاهرة فى 2013 يطالب بعزل حكومة مرسى اتهم صحفيو الجزيرة قناتهم بسوء التعبير الفادح عن حجم الاحتجاجات.

 

دعمت الشبكة الإخوان المسلمين، لأن قطر راهنت على نجاحهم ولكن فكرتهم المسمومة عن الإسلام السياسى – التى سعت لتقسيم مصر لمجتمعات مسلمة وأخرى مسيحية - والتى لاقت الرفض من قبل الشعب المصرى، وقد كان محقا فى موقفه هذا. ورغم هذه التجربة الفاشلة فلا تزال قطر مستمرة فى دعم الحركات الإسلامية فى أنحاء الشرق الأوسط.

 

القناة العربية يسيطر عليها دعاة متطرفين

وفى الوقت الذى نجحت فيه الأموال القطرية فى اجتذاب صحفيين مشهودًا لهم بالاحترام للعمل فى القناة الإنجليزية فإن القناة العربية يسيطر عليها دعاة متطرفين مثل الزعيم الروحى للإخوان المسلمين "يوسف القرضاوى" الذى تُنقل خطبته لـ60  مليون مشاهد يستمعون إليه، وهو يصف الهولوكوست بأنه "عقاب إلهى" يأمل أن يتكرر.

 

أما "وجدى غنيم" الذى أصدر القضاء المصرى حكمًا غيابيًا بإعدامه فعادة ما يظهر بانتظام فى القناة. وكان غنيم قد احتفل بوفاة بابا الأقباط، وهو لا يشير للمسيحيين إلا بلفظ "الصليبيين"، ناهيك عن تبريره ما تعرض له اليزيديين من معاملة الرقيق الأبيض.

 

حملة تأبين متواصلة لـ"عمر عبد الرحمن "

أذاعت الجزيرة – فى شهر فبراير- حملة تأبين متواصلة لـ"عمر عبد الرحمن" المعروف فى الغرب بالـ"شيخ الضرير" الذى صدر ضده فى عام 1995 حكما بالسجن مدى الحياة فى الولايات المتحدة بتهم تتعلق بالإرهاب. وعبد الرحمن هو زعيم الجماعة الإسلامية، ذلك التنظيم الإرهابى المسئول عن مقتل الآلاف فى بلدى. امتدحت الجزيرة عبد الرحمن "لتعليمه شباب المسلمين أن روح عقيدة الجهاد هى أنه يصبح فرض عين فى حالة فقدان شبر واحد من أراضى المسلمين".

 

لا يجب أن نسمح بإذاعة مثل هذا الخطاب فى الشرق الأوسط. فنحن نعيش فى منطقة غير مستقرة تضع على عاتق وسائل إعلامنا مسئولية تشجيع الاعتدال والتسامح وإلا كانت العواقب وخيمة على منطقتنا وعلى الغرب.

 

قالت أم أحد منفذى هجوم جسر لندن "لندن بريدج"، أن من أسباب تحول ابنها للفكر المتطرف مشاهدته قناة الجزيرة. إننا لا نتعامل هنا مع مسألة حرية تعبير إنما هى بالأحرى مسألة منع المتطرفين من الحصول على منبر ينشرون من خلاله الكراهية ويحرضون على العنف. ولقد أثبت الجزيرة مرارًا وتكرارًا أنها غير أهل للثقة.

 

كانت رسالة وزراء خارجية كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين – أثناء اجتماعهم الشهر الحالى فى القاهرة - واضحة بما لا يدع مجالاً للشك ومفادها: "لا يمكننا بعد الآن أن نسمح لقطر بالترويج للتطرف والسعى لتقويض استقرار منطقتنا".

 

الجزيرة أداة من أدوات سياسة قطر الخارجية

ليست الجزيرة سوى واحدة من أدوات سياسة قطر الخارجية الخطيرة، تلك السياسة التى دعموا من خلالها الإخوان المسلمين وحماس وجبهة النصرة والجماعة الليبية الإسلامية المقاتلة. إن من يدافعون عن الجزيرة إنما يدافعون عن كيان يتعذر إيجاد مبرر للدفاع عنه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة