بمجرد انتشار خبر ارتفاع الأسعار يبدأ بعض التجار فى وضع أسعار عشوائية للسلع الموجود لديهم دون أن ترتفع أسعارها فعليا، هذا هو التسلسل المنطقى الذى نعيشه جميعا منذ فترة ليست بالقصيرة، الأمر الذى دفع مجموعة من الشباب فى شارعى عز الدين عمر واسباتس بمنطقة الهرم لمحاولة التخفيف عن كاهل المواطنين من خلال مبادرة أطلقوا عليها اسم "الرحمة حلوة".
أحد السائقين
"المبادرة بدأت بالصدفة وكبرت فجأة" هكذا بدأ مدحت جاوا صاحب فكرة "الرحمة حلوة" حديثه لليوم السابع، وقال إن البداية كانت عندما قام التجار برفع الأسعار فى نفس اللحظة التى ارتفعت فيها أسعار البنزين، رغم أن البضاعة قديمة لديهم ولم يشتروها بالأسعار الجديدة، فبدأت أفكر بطريقة "بيع اللى عندك بالسعر القديم ولما تشترى جديد يحلها ربنا"، ومن هنا بدأت الفكرة تختمر لدى.
إحدى الصيدليات تقدم خصم للمواطنين
"راجل نزل من توكتوك والسواق أخد أجرته 2 جنيه بس، ولما الراجل قاله كل الناس بقت 2.5 كان رد السواق إنه مش هيغلى على الناس وراضى بالمكسب القليل"، هذا المشهد هو البطل الرئيسى الذى دعم الفكرة لدى مدحت ودفعه للتحدث مع أحد سائقى "التوكتوك" ويسأله عن مقدار المكسب والخسارة الذى يمكن أن يحققه إذا لم يقوم برفع الأجرة على المواطنين، واكتشفوا سويا أن الأمر لن يسبب ضرر للسائق، بل على العكس تماماً سيحقق ربح كما كان يفعل دائماً، ولكن بمقدار أقل.
المشاركة فى المبادرة
فى نفس اللحظة التى كان يتحدث فيها مدحت مع السائق، كان عدد من السائقين مجتمعين للاتفاق على توحيد الأجرة ورفعها إلى 2.5 جنيه، وبالفعل ذهب أحدهم إلى مكتب الدعاية الخاص بالأستاذ أحمد وهو الأخ الأكبر لمدحت صاحب المبادرة ليطلب منه طباعة ورقة بالسعر الجديد، الأمر الذى دفع الأخير لتنفيذ الفكرة فى نفس اللحظة، وبالفعل طلب من أخيه رفض طباعة تلك الورقة، وطباعة أخرى بدلاً منها يكتب عليها "الرحمة حلوة" لتبدأ المبادرة من تلك اللحظة.
بانر بالجهود الذاتية للترويج للحملة
بدأ عدد قليل من سائقى التوكتوك فى التفاعل مع المبادرة، وكان أولهم ذلك الرجل الذى أخبر مدحت بأن عدم رفع الأجرة لن يضره، ثم بدأت الفكرة فى الانتشار وبدأ الاتجاه لعرضها على عدد من المحلات والصيدليات أيضاً، وبالفعل تفاعل معها عدد كبير من أصحاب المحلات، فقدمت إحدى الصيدليات خصم على عدد من الأدوية، كما تبرع أحد الأطباء بأجره، وقامت بعض المطاعم بعمل خصم على الوجبات وتوصيلها مجاناً للمواطنين كنوع من أنواع المشاركة.
توكتوك لتوصيل ذوى القدرات الخاصة مجاناً
ساهم هذا التفاعل بشكل كبير فى تشجيع هؤلاء الشباب على طباعة "بانر" كبير يحمل شعار الحملة "الرحمة حلوة"، وطباعة بعض الملصقات التى يتم وضعها على المحال والتوكتوك المشترك فى الحملة، وأخيرا تبرع مهندس بشراء توكتوك يقوم من خلاله بتوصيل كبار السن وذوى القدرات الخاصة مجانا لعدد معين من الساعات يوميا وفقا لظروف عمله، لتتحول الحملة بذلك من مجرد فكرة إلى مشروع كبير استطاع أن يؤثر فى حياة العديد من المواطنين ويرفع عن كاهلهم بعض المعاناة التى يعيشوها يومياً.
وعن آراء بعض المشاركين فى الحملة، يقول الأستاذ أحمد عادل الذى يسكن فى تلك المنطقة إن أجمل فى الحملة هو كونها قائمة على الجهود الذاتية من أصحاب المحلات والسكان والسائقين، الأمر الذى جعل من نجاحها شىء مبهر، خاصة أن السكان أصبح لديهم شعور بالمسئولية تجاهها، فنجد أن بعضهم يبدأ فى عرض الفكرة على المحلات الموجودة حول منزله من أجل الترويج لها، كما أن الحملة بدأت فى نشر الفكرة فى كل أنحاء مصر، حتى يحاول الجميع تنفيذ الفكرة فى المنطقة التى يعيش فيها.
محل دجاج يشارك فى الحملة
أحد سائقى التوكتوك
بانر يحمل شعار الرحمة حلوة
توكتوك الرحمة حلوة
توكتوك لتوصيل كبار السن مجاناً
توكتوك مشارك فى الحملة
خصم الرحمة حلوة من أحد المحلات
خصم من أحد المحلات المشاركة فى الحملة
خصم من أحد المحلات
سائق يشارك فى الحملة
صاحب فكرة الرحمة حلوة مع أحد السائقين
صاحب محل مشارك فى المبادرة
صاحب محل مشترك فى الحملة
مشاركة المحلات فى حملة الرحمة حلوة
أحد المحال المشاركة
المشاركة فى حملة الحرمة حلوة
محل يشارك فى الحملة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة