فى الوقت الذى تتصاعد فيه حدة المواجهات مع تنظيم "داعش" الإرهابى بمدينة مارواى الفلبينية، تشير التخوفات من إعلان "داعش" خلافته الجديدة من تلك المدينة التى لم ينجح الجيش الفلبينى حتى الآن فى تحريرها من التنظيم، رغم مرور أكثر من 3 شهور على محاصرتها.
ومن أبرز مصادر التمويل لتنظيم داعش الإرهابى فى جنوب الفلبين ، الحصول على الأموال من تجارة المخدرات، فمثلما كان تمويل "داعش" فى العراق وسوريا يعتمد على النفط المهرب وبيع الآثار المسروقة، فإن تهريب المخدرات فى جنوب شرق آسيا يعد أداة التمويل الأساسية للتنظيم الإرهابى.
وقال توماس ساندرسون، مدير مركز الاستراتيجيات الأمريكى، حسب تقرير موقع "يو اس توداى" الأمريكى، إن إرهابيو داعش بعد هزائمهم المتكررة فى سوريا والعراق، اتجهوا إلى الفلبين للبدء فى إنشاء قاعدة جديدة لهم فى منطقة شرق آسيا، وأن المنطقة المضطربة تتحول بسرعة إلى مركز آسيوى للتنظيم الإرهابى.
وقال مصدر من المخابرات الفلبينية، إن نحو 40 مقاتلاً جاءوا فى الفترة الأخيرة من الخارج وبعضهم جاء من دول فى الشرق الأوسط، كانوا ضمن ما بين 400 و500 مقاتل اجتاحوا مدينة ماراوى فى جزيرة مينداناو، وبدءوا فى إنشاء قاعدة جديدة لهم فى المنطقة.
وأضاف المصدر "أن من بينهم إندونيسيين وماليزيين وباكستانياً واحدا على الأقل وسعودياً وشيشانياً ويمنياً وهندياً ومغربياً وشخصاً واحداً يحمل جواز سفر تركى".
وأعلن تنظيم "داعش" الإرهابى والجماعات المرتبطة به مسؤوليته عن عدة هجمات فى مختلف أرجاء جنوب شرق آسيا فى العامين الماضيين، لكن المعركة فى مدينة ماراوى كانت أول مواجهة طويلة مع قوات الأمن، حيث قالت الحكومة، بعد أسبوع من بدء القتال إنها على وشك استعادة المدينة، ولكن لم يحدث حتى الآن.
بينما طلب من آخرين فى المجموعة نقل هذه المعلومات لوكالة أنباء "أعماق" الناطقة بلسان "داعش"، فى حين ورد مستخدم آخر، قائلاً "الهجرة إلى الفلبين…الباب مفتوح".
يشار إلى أنه، فى العام الماضى، أصدر متشددون من جنوب شرق آسيا يقاتلون فى سوريا، تسجيلاً مصوراً يحثون فيه مواطنيهم على الانضمام للدواعش فى جنوب الفلبين أو شن هجمات فى الداخل بدلاً من محاولة السفر إلى سوريا.
وقد دفع القتال فى المدينة الفلبينية رئيس البلاد، رودريجو دوتيرتي، إلى فرض الأحكام العرفية فى جزيرة مينداناو التى تماثل كوريا الجنوبية فى الحجم ويقطنها نحو 21 مليون نسمة.
وتعتبر جنوب الفلبين من أبرز المناطق التى تحفز على انتشار "داعش" لأن جزيرة مينداناوا، والتى تتواجد عليها مدينة "مارواى" ظلت مرتكزاً للتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود فى منطقة جنوب شرق آسيا، بالنظر إلى موقعها الاستراتيجى، إذ تقع الجزيرة على طول الحدود البحرية بين الفلبين وإندونيسيا وماليزيا، مما جعلها الوجهة المفضلة للجهاديين الإندونيسيين والماليزيين الهاربين من قوات الأمن، التى تضيق عليهم الخناق فى بلدانهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة