كعادتها فى بث الشرور بين الأمم والشعوب مستخدمة حيلها الدنيئة لتحقيق أهدافها الخبيثة، وتطبيق الأجندة الصهيونية والإيرانية المكلفة بها من أسيادها فى تل أبيب وطهران، استخدمت دولة الإرهاب والفتنة قطر "المشاريع الخيرية" كغطاء لها لدعم وتمويل الكيانات الإرهابية فى اليمن السعيد، مستغلة حاجة هذا البلد المنكوب بفعل أعمال الفوضى التى كانت أحد أهم أسبابها.
وضمن الـ 9 الكيانات التى صنفتها الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب "السعودية ومصر الإمارات والبحرين"، فى إطار التزامها بمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، كان هناك ثلاثة كيانات يمنية وإلى جانبها 3 عناصر يمنيين متورطين بدعم تنظيم "القاعدة"، وجميعهم ينتمون لمحافظة حضر موت ولديهم علاقة بمؤسسات قطرية مصنفة فى قوائم الإرهاب لدى الدولة المقاطعة لقطر.
وشملت الكيانات اليمنية المصنفة إرهابياً من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، مؤسسة "البلاغ الخيرية"، وجمعية "الإحسان الخيرية"، ومؤسسة "الرحمة الخيرية"، وجميعها ضمن الشركاء المحليين لمؤسسات قطرية بعضها مصنفة سابقاً فى قوائم الإرهاب لدى السعودية والإمارات ومصر والبحرين.
وهذه الكيانات اليمنية التى تم الإعلان عنها من جانب "الرباعى العربى" أكدت الدور القطرى الأسود فى تخريب اليمن واستغلال حاجة شعبه للمساعدات الإنسانية، للمرور داخل المجتمع وتهريب الأموال والمساعدات للإرهابيين هناك.
وكانت المنظمات والمؤسسات الخيرية هى الوسيلة الأمثل للتخفى خلفها من أجل دعم عناصر الدوحة الإرهابيين فى تدمير البلاد، فقد كشفت تقارير إعلامية يمنية أنه فى عام 2014 وخلال تسلم الإرهابى أحمد على برعود، المدرج فى القائمة الجديدة للإرهاب، إدارة مؤسسة "البلاغ الخيرية" فى حضر موت، والذى كان أيضا مديرا لمؤسسة "الرحمة الخيرية" والتى أدرجت على لائحة العقوبات التابعة لحكومة الولايات المتحدة الأمريكية فى ديسمبر 2016، تولت مؤسسة "عيد الخيرية" التابعة لقطر رعاية فعالية تابعة لمؤسسة البلاغ فى حضر موت.
وأوضحت التقارير اليمنية أيضا إنه عندما رأس عبد الله اليزيدى، المدرج أيضا بقائمة الإرهاب، جمعية "الإحسان الخيرية" المدرجة هى الأخرى على قائمة المؤسسات الداعمة للإرهاب، والتى تستضيف فعاليات مع مؤسسة الرحمة الخيرية، تعاونت جمعية الإحسان مع مؤسسة "قطر الخيرية" لتنفيذ مشاريع فى اليمن، وذلك بناءً على تقارير صادرة عن الجمعية الخيرية اليمنية.
واعتبارًا من يوليو 2017 حددت جمعية "الإحسان الخيرية" المؤسسات القطرية "راف" ومؤسسة "عيد الخيرية" و"قطر الخيرية" شركاء لها فى التنمية على موقعها الإلكترونى الرسمى، حيث يتم الإشراف على مبادرات مؤسسة قطر الخيرية فى اليمن من قبل نصر قائد، الزعيم الذى يعمل مديرًا لعمليات مؤسسة قطر الخيرية فى اليمن منذ منتصف عام 2015.
كما تم إدراج مؤسسة "الرحمة الخيرية" فى محافظة حضر موت، على لوائح العقوبات الصادرة عن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية فى ديسمبر 2016 ، باعتبارها واجهة لتنظيم "اللقاعدة" فى شبه الجزيرة العربية، ومنذ يونيو 2017، عملت مؤسسة الرحمة الخيرية كشريك مع جمعية الإحسان الخيرية لتنفيذ مشاريع فى اليمن بدعم من عدد من المؤسسات الخيرية القطرية ومنها مؤسسة "راف" ومؤسسة عيد الخيرية وقطر الخيرية، مما يؤكد الدور القطرى الخفى فى استخدام تلك الجمعيات والمؤسسات لدعم الإرهابيين هناك.
وشملت القائمة الجديدة أيضا محمد بكر الدباء، وهو مدير جمعية الإحسان بمحافظة حضر موت، وكذلك أحمد على برعود ويشرف على مؤسستى البلاغ والرحمة المرتبطتين بمؤسسات خيرية قطرية، تصنفها الدول الأربع المقاطعة لقطر ضمن قائمة الإرهاب.
وأكدت مصادر فى الداخل اليمنى، تورط هذه الكيانات والشخصيات الثلاثة فى العمل مع تنظيم القاعدة فى اليمن، خاصة أثناء سيطرة التنظيم على مدينة "المكلا" عاصمة محافظة حضر موت، التى تشكل مساحتها حوالى 36% من مساحة الجمهورية اليمنية وتشمل حقولا نفطية وموانئ بحرية.
وسبق واعتقلت قوات الجيش اليمنى عبد الله اليزيدى، رئيس جمعية الإحسان الخيرية، بتهمة التواصل مع عناصر تنظيم القاعدة، كما اعتقلت فى وقت سابق أحمد على برعود إثر تورطه فى تمويل ودعم القاعدة فى حضر موت.
تمويل قطر لعناصر القاعدة فى اليمن
وقالت مصادر يمنية لوسائل إعلام سعودية، إن جميع الكيانات والأشخاص المدرجين فى قائمة الإرهاب من قبل دول المقاطعة، مثلوا أهم مصادر تمويل عناصر القاعدة أثناء سيطرة التنظيم على المكلا عاصمة محافظة حضر موت، قبل أن تتمكن قوات الجيش الوطنى بمساندة التحالف العربى من طردها فى يونيو من عام 2016.
وإلى جانب تمويل المتطرفين فى محافظة حضر موت شرق اليمن، تنوعت أساليب ووسائل دعم قطر تلك الكيانات المتسترة بالعمل الخيرى للقاعدة فى المحافظة نفسها، حيث تشير مصادر يمنية إلى أن شخصيات محسوبة على تلك الكيانات أصدرت العديد من الفتاوى الداعمة لعمليات وسلوك القاعدة مثل بيع النفط الخام ونهب مكاتب البريد والمصارف والبنوك اليمنية باعتبارها "أموال المسلمين وتذهب للجهاد"، حيث بلغ إجمالى ما نهبه تنظيم القاعدة أثناء سيطرته على مدينة المكلا أكثر من 17 مليار ريال يمنى وفقاً لمسئولين فى البنك المركزى اليمني.
كما عملت تلك الكيانات الثلاثة على جذب واستقطاب وتجنيد عدد من الشباب عبر هيئات "شرعية" تتبع تلك الكيانات الثلاثة المصنفة فى قائمة الإرهاب من قبل دول المقاطعة، للانخراط فى تنظيم القاعدة واستهداف الجيش الوطنى اليمنى الذى يتعرض لحرب شرسة من قبل مليشيا "الحوثى" المدعوم من إيران، وعلى عبد الله صالح وعناصر تنظيم القاعدة فى الوقت نفسه.
وعملت قطر من خلال تلك الكيانات تحت غطاء خيرى وإنسانى لتمويل ودعم القاعدة فى محافظة حضر موت شرق اليمن، مستغلة انشغال السلطة الشرعية بمعارك إنهاء الانقلاب على الشرعية اليمنية وعدم وجود رقابة فعالة من قبل الحكومة الشرعية، جراء التدمير الذى تعرضت له مؤسساتها الأمنية والاستخباراتية والرقابية بسبب الانقلاب الذى نفذته مليشيا الحوثى والمخلوع صالح الانقلابية، المستفيد الرئيسى من وجود تنظيم القاعدة فى بعض المحافظات اليمنية الخاضعة لسيطرة الشرعية.
كما أن الكيانات الثلاثة المصنفة فى قائمة الإرهاب من قبل دول المقاطعة والتى شملت مؤسسة البلاغ الخيرية ومؤسسة الرحمة وجمعية الإحسان، جميعها تعمل أيضاً فى المحافظات التى لا تزال خاضعة لسيطرة الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس اليمنى المخلوع صالح.
علاقة قطر التاريخية بالحوثيين
وفى السياق نفسه، كشف الضابط بالجيش اليمنى محمد الولص بحيبح، فى تصريحات صحفية له مؤخرا، أن علاقة قطر بالحوثيين كانت منذ التأسيس، كاشفاً عن علاقة المخابرات القطرية بزعيم الحوثيين حسين بدر الدين الحوثيين.
وكشف الضابط اليمنى، حقائق عدة عن جرائم قطر فى اليمن، مؤكدا أن قطر دعمت حركة التمرد الحوثية منذ عام 2000، موضحا أن المخابرات القطرية وديوان أميرها السابق نسج علاقة خفية مع الصريع حسين بدرالدين، فى لبنان والسودان منذ عام 2000 أثناء تلقى الصريع دورات هناك قبل حروب صعدة بـ 4 سنوات وذلك نكاية فى الشقيقة الكبرى السعودية.
وأكد الضابط اليمنى، أن الدوحة قدمت دعم خفى شهرى من سفارتها بصنعاء بمبلغ 50 ألف دولار شهرياً منذ عام 2001 للمعهد الدينى الشيعى التابع لحسين بدرالدين فى صعدة، وفى عام 2003 زودت قطر الدعم الشهرى إلى 100 آلف دولار وكان يتم تسليمها لقيادى حوثى اسمه يحى قاسم عواضه.
وأضاف بحيبح، أنه بعد ظهور حركة الحوثى وبعد الحرب ظهر موقف قطر رسمياً لهدف تدويل قضية الحوثى وإبرازها، وقادت قطر فى يونيو 2007 أول وساطة رسمية بين الدولة والمتمردين وهنا حققت قطر هدفها الاستراتيجى وجعلت من الحوثية حركة سياسية مشهورة دولياً، وحولتها من حركة محصورة فى جبال صعدة الى حركة سياسية اقليمية ونجحت قطر فى وضع الحركة الحوثية فى موقف الند للند مع الدولة من خلال المفاوضات
وفى الأول من فبراير 2008 قامت قطر برعاية اتفاق فى الدوحة بتخطيط قطرى إيرانى وذلك بين حركة الحوثى وحكومة اليمن، وبعد هذا الاتفاق المشئوم خول ذلك الاتفاق لقطر تقديم دعم مادى كبير للحوثيين تحت عدة مسميات منها إعمار صعدة وتجاوزت هذه المبالغ مئات الملايين من الدولارات، وبفضل دعم قطر أصبحت الحركة الحوثية بحجم وقوة حزب الله فى لبنان.
وقدمت قطر فى 2008 أكثر من 100 جهاز اتصال دولى "ثريا" لدعم قيادات حركة الحوثى، ويعتبر أول جهاز ثريا يتواصل به عبد الملك الحوثى من كهفه إلى طهران والضاحية هديه من سيف البوعينيين رئيس اللجنة القطرية فى الوساطة، وأول صالون مدرع يستخدمه عبد الملك الحوثى هديه من قطر مع خمسة صوالين اخرى مدرعة خرجت انذاك من دبى عبر منفذ شحن باسم تاجر من صعدة ومرت عبر مأرب والجوف حتى وصلت صعدة .
وضغطت قطر على على عبد الله صالح وطارق ابن اخيه، فى يوليو 2008 بشأن إصدار تصريحات رسمية بأن إيران لاتدعم الحركة الحوثية، ويعنى ذلك سحب ونفى اتهامات عفاش وحكومة اليمن طيلة الحروب الأربعة أنذاك بخصوص دعم إيران للحوثيين، ودفعت قطر حينها مبلغ مالى كبير لعفاش ولطارق، مقابل ذلك، وهذا الموضوع موثق صوت وصورة لعفاش فى خطاب له بمناسبة تنصيبه رئيس فى 17 يوليو 2008 كل ذلك من قطر نكاية فى الشقيقة الكبرى السعودية.
وعملت قطر فى عام2007 و2008 على تسهيل ونقل عشرات الخبراء العسكريين من حزب الله إلى صعدة بأسماء مهندسين حفارات مياه جوفية تبع شركة سورية، كانت مهام هؤلاء الخبراء تدريب كتائب المتمردين فى صعدة وحفر الكهوف والطرقات، وقامت قطر بشراء معدات ثقيلة للحوثيين لشق الطرقات وحفر الكهوف والمخازن بتخطيط واشراف خبراء حزب الله.
وعملت قطر أيضا مع المخابرات الإيرانية، بالتنسيق فى كل الجوانب لدعم الحركة الحوثية وقامت قطر وإيران بإدخال منظومة اتصالات عسكرية حديثة إلى صعدة ودرابيل ليلية ومعدات لتصنيع المتفجرات والألغام وصواريخ متوسطة وتطوير المقذوفات الصاروخية للمدفعية وفى عدة مجالات آخرى وذلك عبر شركة بارسيان الإيرانية التى عملت فى اليمن منذ عام 2007 حتى 2009 فى محطة تحويل الكهرباء.
وعاشت قطر وعلى عبد الله صالح والحوثيين، شهر عسل مشترك وتآمر مشترك على السعودية أثناء حروب صعدة خصوصاً من بعد الحرب الرابعة وعملوا على بناء جيش بمقوماته وإمكاناته فى صعدة وجبالها.
وفى أغسطس 2013 ضغطت قطر على حكومة باسندوة لتقديم إعتذار رسمى لحركة التمرد الحوثية عن حروب صعده الستة، وكان لقطر نفوذ واسع وتاثير كبير على حكومة باسندوة.
وصدر فى 22 أغسطس 2013، إعتذار رسمى من الحكومة اليمنية لحركة التمرد الحوثى، بينما حركة الحوثى رفضت المبادرة الخليجية بايعاز قطرى إيرانى ويفترض بأن لاعلاقة لحكومة الوفاق بالحوثية، وارتكتب حكومة باسندوة كارثة كبيرة فى حق الوطن بهذا الإعتذار، وفى الحقيقة كان باسندوه واللواء على محسن الأحمر، حينها رافضين الإعتذار وكانت ضغوط قطر كبيرة عليهم حتى تم الإعتذار وتم تسجيل هذا الإعتذار فى الآمم المتحدة وتهدف قطر مع حليفتها إيران بهذه الخطوات شرعنة حركة الحوثى ويعتبر هذا الإعتذار كارثة كبيرة فى اليمن دفع بالحوثى إلى المضى نحو مخططه الانقلابى الكبير.
قطر جاسوس إيران والحوثين
ولم تكتفى قطر بدورها الخبيث فى دعم الإرهاب وميلشيات الحوثيين وتنظيم لاقاعدة فحسب، بل امتد دورها لتكون جاسوسا وخنجر فى ظهر أشقائها العرب اللذين ذهبوا إلى اليمن بخيرة شبابهم للدفاع عنها وحمايتها من السقوط فى قبضة الفرس، فقد أكد عمر غباش، السفير الإماراتى فى روسيا، أن قطر زودت تنظيم ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ الإرهابى ﺑﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻣﻜﻨﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺍﻧﺘﺤﺎﺭﻳﺔ ضد ﻗﻮﺍﺕ ﺇﻣﺎﺭﺍﺗﻴﺔ ﺿﻤﻦ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ العربى فى ﺍﻟﻴﻤﻦ، ما أدى لسقوط ضحايا ضمن القوات الإماراتية.
وأشار "غباش" فى تصريحاتٍ مؤخرا لهيئة الإذاعة البريطانية BBC، إلى أن الإمارات لديها دلائل بالصوت والصورة على مساعدة الدوحة لتنظيم القاعدة من خلال نقل معلومات عن استعداد القوات الإماراتية لعملية أمنية، حيث أُبلغ تنظيم القاعدة بموقع القوات الإماراتية وخططِها، فوصل 4 انتحاريين وفجروا أنفسهم مستهدفين القوات الإماراتية.
ودعا "غباش" المجتمع الدولى لدعم إجراء استهداف مصادر تمويل الإرهاب، لافتاً إلى أن هناك أفرادًا فى قطر يرسلون التعليمات لأشخاص فى اليمن وليبيا وسوريا لتنفيذ عمليات محددة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة