اشتعلت الأزمة القطرية وأخذت مسارًا تصعيديًا جديدًا، بعد أن أعلنت الإمارة رفضها قائمة المطالب العربية، والمقاطعة الشاملة التى طالتها على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب وتمويل الجماعات المسلحة، وذلك قبل أن تمهل الدول المقاطعة؛ الدوحة، 48 ساعة.
وفى جانب من الأزمة يدور صراع داخلى على أرض الدوحة بين اللاعبين الإيرانى والتركى اللذين سلم لهما الأمير تميم بن حمد مفاتيح إمارته، ويستعرض "اليوم السابع" السيناريوهات الثلاثة المحتملة للصراع بين أنقرة وطهران على كعكة "قطر".
السيناريو الأول.. اقتسام الكعكة القطرية
ميثم بهروش، المحلل والخبير فى الشئون الإيرانية، قال إن إيران وتركيا تنسقان فى العاصمة القطرية الدوحة، لاقتسام الكعكة واقتسام النفوذ والمكاسب السياسية والاقتصادية، بعد المقاطعة العربية الشاملة لقطر على خلفية اتهامها بدعم الإرهاب وتمويل الجماعات المتطرفة.
واعترف محمد بن عبد الرحمن آل ثانى وزير خارجية قطر، بضلوع الدوحة فى تمويل الإرهاب، من خلال حديث له بثته قناة الجزيرة أمس السبت قائلا: "قطر تقع ضمن قائمة الدول الممولة للإرهاب".
وأضاف المحلل الإيرانى الذى يعمل باحثا مشاركا فى مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند فى السويد، والمقيم فى العاصمة السويدية ستكوهولم، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع": "لا أعتقد أنه سيكون هناك صراعًا أو منافسة خطيرة بين إيران وتركيا على قطر، ولكن تنسيق".
وأوضح بهروش أن إيران ذات أهمية جيو– سياسية بالنسبة لقطر، فى حين أن تركيا أقرب إيديولوجيا إلى الدوحة، فى إشارة إلى أن كلا من قطر وتركيا سنيتان، فى حين أن إيران شيعية المذهب.
واختتم "بهروش" تصريحاته: "من المؤكد أن العلاقات القوية المتنامية بين إيران وقطر ستعقد توتراتها مع المملكة العربية السعودية".
ميثم بهروش
السيناريو الثانى.. اصطدام القوتين الإقليميتين
من جانبه؛ قال محمد عباس ناجى، الخبير المصرى فى الشؤون الإيرانية، إن الدعم الإيرانى لقطر دفعها للإصرار على موقفها، ورفض قائمة المطالب العربية، موضحا أن طهران نجحت فى تصوير نفسها على أنها ظهير إقليمى للدوحة.
وأرسلت إيران منذ اندلاع الأزمة العربية– القطرية، عددًا بالغا من البضائع المحمولة جوًا إلى الدوحة، وانطلقت تلك الرحلات من مطارى أصفهان، وشيراز، ويخطط الإيرانيون لجلب مليار دولار من الحكومة القطرية نظير تلك البضائع.
وردا على سؤال "اليوم السابع" حول ما إذا كان الانخراط الإيرانى فى الأزمة سيؤدى إلى تعقيد الخلافات العربية– الإيرانية؛ أكد الخبير المصرى أن ذلك سيؤثر بالسلب على العلاقات العربية– القطرية؛ لأن استمرار الأزمة بدون تسوية معناه تعميق الخلافات بين الدول العربية، خاصة أنها لم تتبن موقفا موحدا سواء تجاه قطر أو إيران.
وعن طبيعة العلاقات الإيرانية– التركية وإمكانية الاصطدام بين أنقرة وطهران فى الساحة القطرية، أوضح "ناجى" أن "المسارات مفتوحة"، ومن الممكن أن يندلع صراع بينهما، خاصة فى حالة إحكام عزلة قطر.
السيناريو الثالث.. تكوين حلف إقليمى جديد
ورأى "ناجى" فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" أنه لا يمكن استبعاد إحداث توافق بين الأطراف الثلاثة: إيران، وتركيا، وقطر، فى إطار محور إقليمى جديد.
الخبير فى الشؤون الإيرانية محمد عباس ناجى
وأفادت تقارير صحفية لم تنفها السلطات القطرية أو الإيرانية، أن طهران أرسلت عددًا من الوحدات العسكرية التابعة للحرس الثورى، لحماية مؤسسات الإمارة القطرية، فيما أعلنت تركيا نيتها بناء قاعدة عسكرية على أراضى الدوحة.
فيما أكد السفير عبد الله بن يحيى المعلمى، المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية، لدى الأمم المتحدة فى نيويورك، أن قطر تصر على زعزعة أمن المملكة ودول المنطقة، ودعم الإرهاب الذى هدد العالم بأسره، إضافة إلى شراكتها مع إيران فى توجهها الذى لم يتوقف عن إيجاد الفوضى العارمة فى دول المنطقة.
وأضاف: "المملكة العربية السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، اتخذت قرارًا سياديًا فى مقاطعة قطر، حفاظًا على ضبط الأمن فى المنطقة، والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب"، مشيراً إلى أن قطر اختارت إيران كحليفة لها لها، واستمرت 20 عامًا فى دعم الجماعات الإرهابية مع علمها بما يكيدونه ضد دول المنطقة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة