أكرم القصاص

هندسة الوراثة.. العلم والطب والخرافات

الإثنين، 31 يوليو 2017 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تثير أبحاث الجينيوم والتحكم فى مواصفات المواليد الجدل بسبب وجد مخاوف أخلاقية من التوظيف السيئ للعلم، فإنها تثير بشكل أكثر عمقا قطاعا من رجال الدين، فقد استبعد بعضهم إمكانية التحكم فى نوع الجنين، لكنهم اليوم يواجهون تطورات تتجاوز هذا إلى آفاق أوسع.. تصل إلى حد توقعات بوضع مواصفات خاصة للمواليد وانتزاع وتعديل الجينات لإزالة احتمالات الإصابة بالأمراض الوراثية.. ويقفز البعض بالخيال ليصلوا إلى التحكم فى أشكال ومواصفات البشر.
هناك الكثير من الأفلام الأمريكية والأوروبية ناقشت احتمالات انفلات أبحاث الجيينوم وظهور بشر خارج السيطرة، أو قابلين للتوجيه والتحكم، بما يجعلهم يمثلون تهديدا كبيرا.. ونفس الأمر فيما يتعلق بإمكانية توظيف الجينوم لإنتاج ميكروبات غير قابلة للعلاج تستخدم فى حروب بيولوجية تنتهى بافناء شعود ودول. أو تتطور لتنهى الحياة على الأرض.
 
كل هذه المخاوف مطروحة لنقاشات واسعة من عقود، ويرى أنصار العلم أن تخليص البشر من الألم والأمراض المستعصية، هدف سامٍ لا يمكن التضحية به لوجود مخاوف من أن يتحول إلى سلاح أو يشتغله امراء الحرب أو تجار الدم.
 
ومع هذا فإن الاعتراضات والمخاوف غالبا مانتهى إلى تشريعات تساعد فى التقليل من التوظيف السيئ للعلم وإن كانت لا تمنع العمل غير المشروع. ولهذا فإن الاعتراضات الكثيرة لم توقف العمل فى مشروع الجينيوم البشرى، الذى ساهم بشكل كبير فى فهم أعمق وأكثر تفصيلا للكثير من المشكلات، التى تواجه البشر والأمراض الوراثية.. ونفس الأمر فى الأغذية والمنتجات النباتية والحيوانية المعدلة وراثيا، التى تجد طريقها للبشر بالرغم من الاعتراضات، وتبدو حسب آراء الكثير من العلماء مؤيدى الهندسة الوراثية، أن المنتجات المعدلة وراثيا تحل أزمة الكم والكيف فى الغذاء، بل إنها يمكن أن تكون حلا للمجاعات والفقر.
 
وبجانب دعاة الأخلاق فإن بعض رجال الدين يواجهون اختبارات تحتاج للكثير من الجهد لأن الأبحاث تنسف معتقدات باستحالة التحكم فى جنس الجنين الذكر والأنثى، بينما أصبح تغيير نوع الجنين واقعًا.
 
المؤمنون بالعلم والدين لا يرون تعارضا، بل إن عقلاء كثيرين يرون خطورة ربط العلم وهو متغير بنصوص ثابتة. ويضرب هؤلاء مثلا بنظريات كوبرنيكوس وجاليليو، اللذين اكتشفا أن الأرض تدور حول الشمس، وأنها ليست مركز الكون مثلما كان رجال الدين يؤمنون، وبسبب هذا المعتقد واجه كثيرون من المؤمنين الموت لمجرد أنهم اعتقدوا فى العلم. لكن رجال الدين واجهوا تهديدا لمصالحهم وأرباحهم، وتجارتهم. وهو ما يبدو أنه يتكرر مع أبحاث الجينوم، التى تتقدم إلى درجات خيالية من التحكم والعلاج.. بينما هناك من يروج للعلاج ببول الإبل وزبل الحمام، بمزاعم لا توجد سوى فى عقول تجار الدين. وبعضهم يحاول منح خرافاته مسحات علمية والدين والعلم أبرياء.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة