دولة صغيرة على أطراف الوطن العربى، طالما تمتعت برعاية ودعم كبيرين من الأشقاء الكبار والقوى المؤثرة فى المنطقة، بدأته مصر منذ ستينيات القرن الماضى بالمنح والمبعوثين من المهنيين، الأطباء والمعلمين والمهندسين، لبناء الدويلة الصغيرة وتعليم شعبها، وتواصل حتى يومنا هذا من مصر وغيرها، رغم ما تحقق لها من وفرة مالية، ولكن لم الإمارة الصغيرة لم ترع حُرمة الأخوة ولا واجب رد الجميل، وانحازت لـ"قلة الأصل" فى مواجهة ما أسداه لها الأشقاء من دعم ومساندة، ليفيق الأشقاء على حقيقة أن قطر تهدد أمن المنطقة، وتنحاز ضد مصالحها، وتدعم الميليشيات والإرهابيين المستهدفين لاستقرارها، وتشارك فى إراقة دم مواطنيها.
الصدمة العربية من مواقف قطر الخائنة للمصالح العربية وروابط الأخوة والدعم، فرضت على القوى الفاعلة فى المنطقة اتخاذ موقف حاسم من قطر، خاصة مع تأكد مشاركتها فى إراقة سيل من الدماء العربية، بدعمها للإرهاب فى مصر وليبيا وسوريا واليمن والعراق وغيرها، ليبدأ الأمر بإعلان مصر والسعودية والإمارات والبحرين مقاطعتها الدبلوماسية للدوحة، ومع استمرار عناد تميم بن حمد، وإصراره على الانحياز لخيانة العرب ومواصلة إراقة دمائهم، كان التصعيد من جانب دول المقاطعة برفع قائمة تضم 13 مطلبا تجبر قطر على الخروج من دائرة الخيانة، وتُجفف منابعها التى تفيض على الإرهابيين بالأموال والسلاح، مع منحها مهلة 10 أيام كان موعد انتهائها غدا، وتم مدها 48 ساعة بوساطة حسنة النية من الكويت.
قطر تسبح فى دماء المصريين والعرب.. ونائب: "لينا عندها تار"
التطورات الضخمة التى شهدتها المنطقة فى الفترة الأخيرة، لم تثن قطر عن عنادها وسباحتها فى الدم، وإصرارها على مواصلة جرائمها وتعميق الثأر المشتعل فى قلوب الأشقاء تجاه تجاوزتها وخيانتها للمصالح العربية، ومع استمرار العناد والصلف القطرى يبدو أن مطالب الدول العربية أصبحت هى الأخرى تتصاعد يوما بعد يوم، إذ كشفت مصادر مطلعة عن أن دولا عربية أخرى بدأت اتخاذ خطوات رسمية للمطالبة بتعويضات مالية ضخمة من قطر، بسبب الضحايا والمصابين والخسائر فى المنشآت ونزيف الدماء الذى وقفت الدوحة خلفه بدعمها للإرهاب والتنظيمات المتطرفة وأعداء الوطن العربى.
وفى هذا الإطار، كشف النائب أحمد العوضى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، عن أن لدى مصر وضعا خاصا فى هذا الشأن، وسيكون لها دور بارز فى المحافل الدولية للحصول على تعويضات مالية ضخمة من قطر، بسبب الخسائر التى خلفها إرهاب تميم ودويلته، وسيتم هذا الأمر بالتنسيق مع عدد من الدول الصديقة، إقليميا وعالميا، التى تضررت بسبب إرهاب قطر أيضا.
وأضاف "العوضى" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن مصر ستطالب بتعويضات مالية ضخمة بسبب خسائر الإرهاب، سواء فيما يخص الضحايا والمصابين أو المنشآت التى تعرضت للتلف، مؤكدا أن مجلس النواب المصرى سيصدر تشريعا خاصا بهذا الأمر، من أجل الحصول على تعويضات مالية من قطر على خلفية دعمها وتمويلها للإرهاب ومشاركتها فى إراقة دماء كثيرين من المصريين الأبرياء، وأن لنا معها ثأرا مباشرا.
النائب أيمن أبوالعلا: سنتحرك دوليا للقصاص للدم الذى أراقته قطر
فى السياق نفسه، قال أيمن أبو العلا، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إن قطر أنفقت مليارات من الدولار على مدار السنوات الماضية لتخريب الدول العربية ودعم التنظيمات المتطرفة، مشيرا إلى أن مصر لن تتوانى عن إدانة إرهاب قطر وممارساتها ضد العرب والمسلمين والإنسانية كلها.
وتابع عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، فى تصريح لـ"اليوم السابع"، قائلا: "قطر دفعت للإرهابيين والجماعات المتطرفة مليارى دولار نقديا، بخلاف الأسلحة والمتفجرات، عقب سقوط القذافى مباشرة، من أجل إثارة الفوضى وهدم الدولة الليبية، كما دفعت ملايين الدولارات داخل سوريا لدعم الإرهابيين، وفى العراق واليمن، ودعمت عمليات إرهابية فى مصر، وكل ذلك يجب أن تُحاسب عليه أولا، وتدفع تعويضات مالية ضخمة عنه".
وأضاف "أبو العلا" فى تصريحه، أنه مثلما تقر كل دول العالم قوانين وتشريعات تضمن تعويضات مالية ضخمة عن القتلى والمصابين الذين وقعوا بسبب دعم دولة بعينها للإرهاب، فمصر أيضا ستتحرك على الصعيدين الدولى والإقليمى للدفاع عن حقوق شهدائها ومصابيها بسبب دعم قطر للإرهاب، والقصاص للدم الذى تسببت قطر فى إراقته.
نائب عن "المصريين الأحرار": بيننا وبين قطر دم.. وسنأخذ ثأرنا منها
من جانبه، قال النائب أحمد رفعت، عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار بمحافظة المنوفية، إن مصر لن تسكت على الدم النازف بسبب قطر، وإن بيينا وبينها ثأرا ودما، ويجب حسابها على جرائمها وتمويلها للمتطرفين ودعمها للإرهاب فى المنطقة، ولن تتردد مصر لحظة فى تحقيق العدالة لأسر الشهداء، وللمصابين الذين تضرروا بسبب تصديهم للإرهاب وحماية وطنهم من الفكر المتطرف.
وأضاف "رفعت" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه يؤيد إصدار تشريع من البرلمان المصرى يخص الحصول على تعويضات مالية ضخمة للمصابين والضحايا الذين طالتهم أيدى الإرهاب الغادر، سواء بدعم قطر أو تركيا أو إيران، وغيرها من الدول الراعية للإرهاب، مشددا على أن قطر تخطت كل الخطوط الحمراء ودعمت ومولت الإرهاب، وأنه لا يمكن على الإطلاق أن يقف العرب مكتوفى الأيدى تجاه ممارسات الدوحة وتميم.
وأشار عضو مجلس النواب عن حزب المصريين الأحرار، إلى أن قطر ارتكبت مجازر فى سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر، ودعمت الإرهاب والجماعات المتطرفة، وأنه لا يمكن الصمت على هذه الممارسات، مطالبا بإصدار قرار من جامعة الدول العربية يجبر قطر على دفع تعويضات مالية ضخمة جراء دعمها للإرهاب والعنف ومشاركتها فى إراقة الدماء، مع السعى لأخذ ثأرنا من الدويلة المارقة والسابحة فى دماء المصريين والعرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة