ببسالة لا تضاهيها وحشية الإرهاب، وبعد تسعة أشهر كاملة من البطولة وبذل الدماء استطاع جنود الجيش العراقى تحرير كامل تراب "الموصل" المدينة التاريخية من قبضة تنظيم داعش الإرهابى، فى انتصار مدو للجيوش العربية التى تواجه الكيانات الإرهابية والتنظيمات المتطرفة.
وبعد أقل من 7 أشهر على تحرير مدينة حلب السورية من قبضة التنظيم، خسر داعش معركته ضد الجيش العراقى فى الموصل بعدما أعلنت القوات المسلحة العراقية الانتهاء من عملية التحرير التاريخية، وإعلان تطهير كامل تراب المدينة من الدواعش خلال ساعات.
وقال متحدث باسم الحكومة العراقية، إن رئيس الوزراء حيدر العبادى وصل إلى مدينة الموصل ليهنئ القوات المسلحة، بالانتصار. وأضاف المكتب الإعلامى للحكومة العراقية فى بيان مقتضب : "وصل القائد العام للقوات المسلحة العراقية الدكتور حيدر العبادى لمدينة الموصل المحررة، ويبارك للمقاتلين الأبطال والشعب العراقى بتحقيق النصر الكبير".
حيدر العبادى يصل إلى مدينة الموصل
ودخلت العمليات العسكرية التى تقودها القوات الأمنية العراقية من جهاز مكافحة الإرهاب، وقوات الشرطة الاتحادية، والحشد الشعبى، وعناصر الجيش العراقى، شهرها التاسع فى تحرير محافظة نينوى التى سيطر عليها التنظيم الإرهابى قبل ثلاث سنوات.
واحتفلت قوات الشرطة الاتحادية، الجمعة الماضية، بإنجاز مهامها الموكلة إليها من الجنوب والغرب للموصل القديمة وصولاً إلى ضفة نهر دجلة الذى يقسم المدينة إلى شطرين.
وبدوره، رجح المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقى، صباح النعمان، إعلان تطهير مدينة الموصل بالكامل من قبضة تنظيم داعش الإرهابى خلال ساعات، موضحًا أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم لإنجاز مهامها بملاحقة عدد من الإرهابيين والمتطرفين فى الساحل الأيمن لمدينة الموصل.
وأكد "النعمان"، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من الموصل، عبر الهاتف أن تنظيم داعش الإرهابى لا يسيطر على أية منطقة فى الساحل الأيمن للموصل، وفقد السيطرة بالكامل على كل المناطق، لكن هناك بعض العناصر الإرهابية التى تختبئ فى عدة أمتار، غالبيتهم من المقاتلين الأجانب وتتم ملاحقتهم حاليًا.
رئيس الوزراء العراقى يصل الموصل لإعلان تحريرها من داعش
وأشار إلى أن الشرطة الاتحادية تحتفل بحسم المهام العسكرية الموكلة لها فى الساحل الأيمن للموصل، مؤكدًا أن جهاز مكافحة الإرهاب يواصل التقدم وملاحقة الإرهابيين فى آخر معاقل الإرهابيين بالساحل الأيمن للموصل.
وأوضح أن جهاز مكافحة الإرهاب العراقى يتحرك فى محورين بالجانب الأيمن للموصل، حيث وصلت القوات لنهر دجلة ورفعت العلم العراقى، مؤكدًا أن القوات تواصل عمليات ملاحقة الإرهابيين وقتلت عدد كبير منهم، مشيرًا إلى أن غالبية الإرهابيين تم قتلهم واعتقال عدد قليل منهم خلال عمليات نزوحهم أو تسللهم مع الأسر والعوائل العراقية.
وحول مصير زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادى، أكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب أن المعلومات حول مصير البغدادى "متضاربة"، مشيرًا إلى توارد معلومات تؤكد مقتله وتقارير تتحدث عن تواجده فى صحراء مدينة الأنبار، موضحًا أن الأجهزة الاستخباراتية تعمل على معرفة مصير زعيم داعش الإرهابى.
وأكد "النعمان" أن غالبية الإرهابيين سيعودون إلى بلادهم عقب حسم معركة مدينة الموصل، موضحًا أن جزء من عناصر التنظيم الإرهابى فروا إلى معقل داعش فى مدينة الرقة السورية، مشيرًا إلى أن التنظيمات الإرهابية ينشطون فى المناطق التى تشهد وضع أمنى ضعيف وغير معروف الدول التى سيتوجهون إليها عقب دحرهم فى الموصل وباقى المدن العراقية.
العبادى يصافح قيادات الجيش العراقى بالموصل
فيما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية، اليوم الأحد، مقتل أكثر من 1000 إرهابى، وتدمير عشرات المركبات والسيارات المفخخة خلال معركة تحرير مدينة الموصل القديمة.
وذكرت قيادة العمليات المشتركة فى بيان صحفى، أن معركة تحرير مدينة الموصل القديمة أسفرت عن مقتل أكثر من 1000 إرهابى وتدمير 65 مركبة مسلحة و20 عجلة مفخخة.
وأضافت أن المعركة أسفرت أيضًا عن تدمير 24 دراجة نارية و5 أبراج اتصالات و8 أنفاق وتفكيك 71 حزامًا ناسفًا و310 عبوات ناسفة و181 صاروخا.
ونفى المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقى مشاركة أى قوات أجنبية فى العمليات العسكرية التى تقودها قوات الجيش على الأرض، موضحًا أن الدعم يقتصر على الدعم الجوى وتقديم استشارات عبر المستشارين العسكريين الأجانب الذين يعملون بالتنسيق مع القوات العراقية.
وأشار إلى امتلاك جهاز مكافحة الإرهاب العراقى لاستراتيجية لتقوية القوات وإعادة تنظيمها، موضحًا أن القوات الأمريكية قدمت الدعم لتلك القوات فى مجالات ومناهج التدريب، مؤكدًا أن قوات مكافحة الإرهاب تحتاج لتطوير مهاراتها القتالية لمجابهة التحديات المقبلة.
وأكد ان تنظيم داعش الإرهابى فقد سيطرته على مدينة الموصل ويتواجد فى مناطق "تلعفر" و"الحويجة"، لافتًا إلى وجود رؤية من قبل قيادات القوات الأمنية حول طبيعة التهديدات والوسائل التى يستخدمها داعش بدفع الانتحاريين والسيارات المفخخة والتحصينات الدفاعية، موضحًا أن المعركة المتبقية فى الحويجة وتلعفر وغيرها ستكون أسهل.
وحول الوجهة المقبلة للقوات العراقية عقب تحرير الموصل، أكد المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقى أن القرار يعود للقائد العام للقوات المسلحة العراقية الذى سيحدد التحرك المقبل للقوات الأمنية، مؤكدًا أن قوات جهاز مكافحة الإرهاب بدأت التجهيز للمعركة المقبلة لدحر تنظيم داعش الإرهابى، مشيرًا إلى أن جهاز مكافحة الإرهاب مستعدة لتنفيذ أى مهام أو عمليات عسكرية تسند إليها من قبل القيادة العامة للقوات المسلحة.
وأكد "النعمان" أن مكانة مدينة الموصل العراقية كبيرة لدى كافة أبناء الشعب العراقى، موضحًا أن سقوط المدينة فى قبضة المتطرفين عام 2014 كان جرح كبير للعراقيين، موضحًا أن تنظيم داعش الإرهابى أعلن من الموصل "دولة الخرافة" وفقدان التنظيم الإرهابى لمدينة الموصل يعنى القضاء على تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن الجيش العراقى قاتل الدواعش نيابة عن دول العالم، موضحًا أن ما تقوم به قوات الجيش العراقى من تحركات تأتى لحماية العرب والدول الغربية من خطر إرهاب داعش.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة