"المؤتمر الأدبى".. رواية للكاتب الأرجنتينى سيزار آيرا، وهى أول عمل له يتم ترجمته إلى اللغة العربية، قام بها المترجم عبد الكريم بدرخان، وأصدرتها دار مسكيليانى للنشر، فى تونس، وقام بتصميم غلافها الشاعر محمد النبهان، وتقع فى 98 صفحة.
قد يعتقد القارئ، قبل البدء فيها، أن أحداثها تدور حول مؤتمر أدبى، إلا أنها وفقا لعالمها رواية لا تؤمن بالمؤتمرات الأدبية، فالكاتب، الراوى العليم، يذهب إلى المؤتمر الأدبى، بوصفه كاتبًا، لكنه يتجاهل وقائع المؤتمر التى تدور حول سؤال نقدى هو: أين ينتهى الكاتب؟ وأين تبدأ كتبه؟
والراوى العليم فى "المؤتمر الأدبى"، أو الكاتب الذى يذهب للمشاركة فيه، ويتجاهله، لديه العديد من الأعمال، ولكنه كما يقول أعمال أدبية محاطة بهالةٍ من السمو الفنى البديع، ما يجعلها لا تحقق مبيعات، وله كذلك أعمال علمية محاطة بستار من السرية والكتمان، ولكنّه يكسب رزقه من عمله فى الترجمة.
هذا الكاتب أو العالم يكشف لنا عن هويته، وتحديدًا فى الصفحة 25 من الرواية، لنعرف أنه هو سيزار آيرا، وفى عالم الرواية، فهو عالم يجرى اختبارات وتجارب حول استنساخ الخلايا وكذلك الأعضاء والأطراف ويحلم بالسيطرة على الكون.
وإذا كانت دعوته لحضور المؤتمر الأدبى، باعتباره كاتبًا، فإنه يذهب بدافع استنساخ خلايا الكاتب المكسيكى وعالم الاجتماع الدبلوماسى كارلوس فوينتس.
يمزج سيزار آير فى رواية "المؤتمر الأدبى" بين العديد من الأساليب والعوالم، بين ما هو سوريالى، وخيال علمى، وما هو نقد أدبى، كمن يزرع الألغام فى طريق القارئ، وكلما انفجر لغم انفتح باب آخر على القارئ الذى يقع أسيرًا لكاتب يدرك عبقرية اللعبة، وتوالد الأسئلة، ليضعه أمامها فى النهاية، فهل يتمكن من الإجابة عليها؟
قالوا عن رواية المؤتمر الأدبى للكاتب سيزار آيرا:
"إذا كان هنالك كاتب معاصر لا يمكن تصنيفه، فهو سيزار آيرا. حالما تبدأ قراءته فإنك لا تستطيع التوقف، إنه واحد من أفضل كتاب الإسبانية".. روبرتو بولانيو.
"المؤتمر الأدبى، هى العربة الأمثل لسيزار آيرا، العربة التى تقوده إلى زعامة الأدب فى القرن الواحد والعشرين".. Goodreads review.
"إنها رائعة سيزار آيرا، رواية تقرأ على طبقات. وهى أشبه بنفق مستقيم، يفتنك ويغريك بمواصلة الركض فيه حتى النهاية".. The national.
"ليست رواية عن مؤتمر أدبى، إنها عزف متنوع على أوتار الاستنساخ والأدب والعبقرية، قبل أن تبلغ ذروة الخيال العلمى المتعدد الألوان".. The guardian.
"لقد نقل محور الأدب اللاتينى الأمريكى، من الواقعية السحرية التى استهلكت نفسها منذ عام 1980، إلى ثقافة أوروبية تجمع بين العقلانية واللامعقول".. The new York review of books.
سيزار آيرا:
منذ عام 1975 إلى اليوم، نشر الكاتب الأرجنتينى سيزار آيرا أكثر من سبعين رواية، ومن الصعب أن تعرف العدد الدقيق لرواياته، طالما أن الرقم يزداد باطراد، وبمعدل روايتين فى السنة. معظم رواياته لا تتجاوز الواحدة منها مائة صفحة، وتتسم بالتكثيف والإدهاش، وتنوع أساليب السرد، والمزج بين الواقعية والعبثية والسوريالية والدادائية.
ولد سيزار آيرا فى ريف العاصمة بيونس آيرس 23 فبراير 1949، وهو روائى ومترجم، وكاتب قصص قصيرة ومقالات نقدية، ويعتبر خير ممثل للأدب الأرجنتينى المعاصر.
ألقى سلسلة محاضرات فى جامعة بيونس آيرس عن "كوبى” و"رامبو" ثم سلسلة محاضرات فى جامعة روزاريو عن "البنيوية" و"مالارميه". لكنه بقى فى معظم سنوات حياته يكسب رزقه من عمله فى الترجمة.
يعتبر سيزار آيرا من جيل الكتاب الذين ثاروا على الواقعية السحرية، فكتبوا ضدها وعكسها، وأدخلوا التقاليد الثقافية والأوروبية فى أدب أمريكا اللاتينية.
رواية المؤتمر الأدبي للكاتب الأرجنتيني سيزار آيرا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة