"مساهل" يطرق أبواب القاهرة والخليج لقطع الطريق على "إخوان الجزائر".. وزير خارجية بوتفليقة يبدأ جولة عربية للتوسط فى أزمة قطر.. مصادر: استغلال حركة حمس للأزمة أربك الحكومة.. والدولة ترغب فى انتزاع أى دور إقليمى

الثلاثاء، 01 أغسطس 2017 02:27 م
"مساهل" يطرق أبواب القاهرة والخليج لقطع الطريق على "إخوان الجزائر".. وزير خارجية بوتفليقة يبدأ جولة عربية للتوسط فى أزمة قطر.. مصادر: استغلال حركة حمس للأزمة أربك الحكومة.. والدولة ترغب فى انتزاع أى دور إقليمى الجزائر تدخل على خط الوساطة فى أزمة قطر
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

اعتادت الجزائر البحث عن دور إقليمى لها وسط الأزمات وتبنى سياسة الوساطة لتسوية الخلافات.. وفى الوقت الذى مازالت فيه الأزمة بين الرباعى العربى "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" وقطر مشتعلة بسبب سياستها الداعمة للإرهاب بالمنطقة، وبعد أن خفتت الجهود الدولية والإقليمية لحل الأزمة مع الدوحة بعد تعنتها فى رفض المطالب العربية، حيث بدأت تبحث لنفسها عن موطئ قدم فى تلك الأزمة عبر القيام بدور وساطة بعد أن كانت قد تبنت منذ البداية الحياد بين الطرفان حتى لا تخسر أى منهما.

 

محاولات الجزائر للتوسط فى الأزمة بدأت مع الجولة الحالية لوزير الخارجية عبد القادر مساهل لدول المنطقة بتعليمات من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، والتى وصفتها الخارجية الجزائرية بأنها "غير مسبوقة"، حيث تشمل 9 دول عربية من بينهما "الرباعى العربى"، استهلها بزيارة إلى المملكة العربية السعودية وسينهيها فى الدوحة يوم السبت المقبل.

 

وقبل وصول مساهل إلى القاهرة ظهر اليوم، أكدت الخارجية الجزائرية قبل بدء الجولة، على أن الأزمة مع قطر على جدول أعمال وزير الخارجية حيث سيحمل رسائل من بوتفليقة إلى قادة الدول العربية، وبحسب بيان الخارجية قالت: "المحادثات التى سيجريها الوزير مع نظرائه ستدور أساسا حول المسائل الإقليمية والدولية خصوصا الوضع فى العالم العربى والأزمات التى تعانى منها ليبيا وسوريا واليمن ومنطقة الخليج"، فضلا عن مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.

 

ويبدو أن البلد المغربى وجد الوقت المناسب ليبحث عن دور له فى المنطقة العربية مستغلا فى ذلك رئاسته الحالية لمجلس الجامعة العربية، والتى تمكنه من قيادة وساطة تحت غطاء عربى لحل الأزمة، وذلك بعد أن تراجعت الوساطة الكويتية التى حاولت تهدئه الأوضاع بسبب تعنت حكام قطر فى رفض المطالب العربية والإصرار على دورها فى دعم الإرهاب وتنظيماته بالمطقة.

 

ووصل وزير الخارجية الجزائرى عبدالقادر مساهل، إلى جدة الأحد، فى زيارة إلى المملكة تدوم عدة ساعات ضمن الجولة، واكتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بالقول إن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير كان فى استقبال وزير الخارجية الجزائرى، وأكد البيان، على أن اللقاء بين مساهل والجبير تطرق إلى أزمات ونزاعات العالم العربى دون ذكر تفاصيل المباحثات، مشيرًا إلى سبل ووسائل دفع العمل العربى المشترك واستخدامه فى استتباب الأمن والاستقرار فى العالم العربى، بتوجيهه نحو الانشغالات الأساسية للدول العربية، خاصة تعدد بؤر التوتر ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف".

 

وقالت صحيفة الشروق الجزائرية، إن الجزائر أطلقت مساعيها للتوسط لدى أطراف الأزمة العربية مع قطر، موضحة أن زيارة مساهل للدول العربية المعنية بالأزمة الخليجية وهى المملكة العربية السعودية ومصر والبحرين وقطر إلى جانب الكويت التى قادت الوساطة منذ اللحظة الأولى يوحى بأن هذه الزيارات تحمل مساعى جزائرية بشأن هذه الأزمة.

 

وأشارت الشروق الجزائرية، إلى أن مساهل زار الإمارات العربية المتحدة الثلاثاء الماضى، وبحث مع  نائب الرئيس الإماراتى لمجلس الوزراء الشيخ منصور بن زايد آل نهيان قضايا المنطقة وعلى رأسها أزمة الخليج، كما استقبل المستشار بوزارة شؤون الرئاسة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فارس المزروعى، ووزير الدولة للشئون الخارجية لدولة قطر، سلطان بن سعد سلطان المريخى، وتم التباحث بشأن الأزمة الخليجية.

 

وربطت الصحيفة بين الجهود الدبلوماسية للخارجية الجزائرية وبين لقاءات عقدها السعيد بوحجة رئيس المجلس الشعبى الوطنى – البرلمان الجزائرى -  كلا من سفيرى قطر والمملكة العربية السعودية بالجزائر فى لقاءين منفصلين وتناولت المحادثات الأزمة الخليجية، وقال بيان لحزب جبهة التحرير الوطنى الحاكم فى الجزائر، الذى ينتمى إليه رئيس المجلس الشعبى الوطنى إنه أبلغ المسئولين الإماراتى والقطرى حرص الجزائر الدائم على وحدة وتضامن العالم العربى ودعمها لتغليب لغة الحوار لحل الأزمات.

 

وكانت اهتمامات الدولة الجزائرية متركزة خلال الفترة الأخيرة نحو قضايا القارة الأفريقية بحثا عن دور فى محيطها إلا أن طغيان أزمة الرباعى العربى وقطر دفعت الدبلوماسية الجزائرية الى تغيير اهتماماتها والتوجه عربيا، مستغلة فى ذلك تمتعها بعلاقات متوازنة مع أطراف الأزمة، الأمر الذى يؤهلها للعب دور فى مسار التقارب.

 

وقالت مصادر مطلعة، إن توجهات الحكومة الجديدة فى الجزائر تتجه نحو تفعيل دورها الدبلوماسى فى محيطها العربى، بعد أن تعرضت الدبلوماسية الجزائرية تعرضت لانتقادات لاذعة خلال السنوات الأخيرة بسبب تراجع أدوارها، وفى هذا الإطار بدأت الجزائر تتجه نحو قضايا الشرق الأوسط وهو ما ظهر من تكليف الرئيس شخصيا لوزير الخارجية بالقيام بتلك الجولة المكثفة.

 

فى حين أوضحت مصادر جزائرية، أن هذا التحرك يأتى بسبب الضغط الداخلى الذى تمارسه حركة مجتمع السلم "حمس" – إخوان الجزائر – على الحكومة للقيام بدور وساطة لحل الأزمة ومحاولة إنقاذ نظام الحكم فى قطر، وذلك بعدما طال أمد الخلاف العربى القطرى وتوالت الخسائر الاقتصادية الفادحة التى لحقت بالإمارة الإرهابية.

 

وأشارت المصادر، إلى أن إخوان الجزائر بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة التى جرت فى مايو الماضى اكتسبوا قوة كبيرة على الأرض، حيث حصلوا على المكانة الثالثة برلمانيا وعرض عليهم بوتفليقة المشاركة بشكل رسمى فى الحكومة، لافتًا إلى أن الإخوان بدءوا يستغلوا تلك القاعدة فى الضغط الداخلى لإنقاذ الدوحة حليفهم فى المنطقة والظهير الأول للتنظيم الدولى للإخوان.

 

وكان مجموعة نواب عن جبهة العدالة والتنمية وحركة مجتمع السلم الإسلاميين، أعلنوا عن تشكيل لجنة برلمانية للتضامن مع قطر قوامها 31 نائبًا، على أن يقوم بعض أعضائها بزيارة قريبة إلى الدوحة لتوسيع دائرة التنسيق مع تميم بن حمد، وقال بيان للمجموعة البرلمانية الجزائرية، إن مهمتها الوقوف معها فى وجه ما تتعرض له الدوحة، زاعمين أن إمارة الإرهاب تتعرض لمؤامرة تستهدف أمنها وسيادتها.

 

وأشار المصدر، إلى أن تحركات الإخوان أثارت غضب الدولة الجزائرية، مما دفعها إلى تغيير موقفها وتبنى سياسة الوساطة حتى لا تستغل الجماعة تلك الأزمة لكسب قاعدة شعبية جديدة، خاصة أنها تأتى قبل انتخابات محلية هامة ستجرى فى الجزائر قبل نهاية العام وتسعى الإخوان للحصول على نتائج تدعم تواجدها السياسى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة