سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 أغسطس 1980.. السادات فى خطاب للحسن الثانى: «عرضت إمداد إسرائيل بجزء من حصة مصر فى مياه النيل»

الإثنين، 14 أغسطس 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 14 أغسطس 1980.. السادات فى خطاب للحسن الثانى: «عرضت إمداد إسرائيل بجزء من حصة مصر فى مياه النيل» محمد أنور السادات والملك الحسن الثانى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قالت مجلة أكتوبر فى عددها الصادر يوم 24 ديسمبر 1979 (كان أنيس منصور رئيسا لتحريرها): «أعلن الرئيس السادات يوم 27 نوفمبر الماضى 1979، أنه أعطى إشارة البدء فى حفر ترعة السلام بين فارسكور والتينة عند الكيلو 25 طريق الإسماعيلية وبورسعيد لتتجه نحو قناة السويس لتروى نصف مليون فدان، وقد التفت الرئيس السادات إلى المختصين، وطلب منهم عمل دراسة علمية كاملة لتوصيل مياه النيل إلى القدس لتكون فى متناول المؤمنين المترددين على المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وكنيسة القيامة وحائط المبكى».
 
أثار هذا الكلام غضب قوى المعارضة، وأغضب الكاتب الصحفى كامل زهيرى، نقيب الصحفيين، فعكف على تأليف كتابه المهم «النيل فى خطر» الذى أصدره عام 1980 ويتتبع فيه الأطماع الصهيونية فى مياه النيل منذ عام 1903، ويقول فى مقدمة طبعته الصادرة عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»: «التقط الخيط إبراهيم شكرى، رئيس حزب العمل، وقد هالته الفكرة، فأثارها فى مجلس الشعب، ورد عليه رئيس الوزراء مصطفى خليل نافيا وجودها من الأصل» غير أنه وحسب زهيرى: «اكتشفت المعارضة أن السادات يكذب، حيث انفجرت خطابات ملغومة بينه وبين رئيس الوزراء الصهيونى مناحم بيجين، والعاهل المغربى الملك الحسن الثانى وكان اعترافه فيهما يقطع كل شك».
 
«الخطابات الملغومة» تم نشرها فى صحيفة الأهرام، وطرح السادات فكرته فيها، ففى خطابه المطول إلى الملك الحسن الثانى المرسل إليه بتاريخ 14 أغسطس (مثل هذا اليوم) من عام 1980، ونشرته الأهرام بتاريخ «18 أغسطس»، ويتحدث فيها عن الجهود التى بذلتها مصر من أجل القضية الفلسطينية، وهاجم بضراوة المؤتمر الإسلامى الذى انعقد فى المغرب، وأوصى بتعليق عضوية مصر بسبب سلامها مع إسرائيل، ووصفها بـ«تجمعات فقدت أهليتها» وقال: «كيف تضع مصر يدها فى أيدى هؤلاء الذين يسكتون على اعتداء صارخ يقع على الشعب المسلم فى أفغانستان الشقيقة؟ (يقصد احتلال الاتحاد السوفيتى لأفغانستان 27 ديسمبر 1979)».
 
 وتحدث عن أسباب زيارته إلى القدس، وإلقاء خطابه فى الكنيست الإسرائيلى يوم 20 نوفمبر 1979 قائلا: «حين اتخذت قرارى بزيارة القدس بعد أن استلهمت الحكمة من ربى ومن شعبنا المؤمن، فقد كان هدفى أن أغير هذه المعادلة الجائرة تغييرا جذريا عميقا، بحيث يصبح العرب والمسلمون قادرين- لأول مرة منذ نشأ الصراع- على وقف التدهور فى موقفهم، وحرمان الخصم من ميزة تغيير معالم الأرض العربية وهويتها، والبدء فى استرداد الحقوق العربية والإسلامية التى طال عليها التقادم، وبذلك كانت زيارتى للقدس إعلانا عن إصرارنا على تصحيح مسار التاريخ والعودة به إلى وضع يضمن لنا حقوقنا العادلة وأمانينا المشروعة».
 
وينتقل السادات إلى فكرته بتحويل مياه النيل، ويقول نصا فى خطابه إلى «الحسن الثانى»: «ثمة مسألة أخرى أحب أن أطرحها للحقيقة والتاريخ، فرغم الإساءات التى وجهت لمصر من تجمع ينتحل صفة الإسلام (يقصد المؤتمر الإسلامى) بعد اجتماع عقد فى عاصمة بلادكم، فقد ظلت مصر حافظة لمسؤوليتها، وفية لمبادئها وقيمها، حريصة على موقعها فى طليعة المسيرة القومية التاريخية، وعلى قيادة كل عمل جاد يقوم به العرب والمسلمون للذود عن المصلحة العربية والإسلامية العليا، والتصدى للتحديات التى تواجه أمتنا فى حاضرها ومستقبلها، وانطلاقا من هذا المفهوم فقد ذهبت إلى أبعد المدى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى فى إقناعه بالتسليم بضرورة احترام حقوق العرب والمسلمين فى القدس وبوجوب وقف النشاط الاستيطانى فى الضفة الغربية وغزة، والبدء بإزالة المستوطنات القائمة، وكحافز للجانب الإسرائيلى، فقد عرضت عليه إمداد إسرائيل بجزء من حصة مصر فى مياه النيل لاستخدامها فى إعادة تسكين المستوطنين فى منطقة النقب، بعد إجلائهم عن المستوطنات القائمة فى الضفة الغربية وغزة، وعلقت هذا الموضوع على شرط تعاون إسرائيل معنا فى حل مشكلتى القدس والمستوطنات».
 
أضاف السادات: «لم يكن هذا العرض قرارا انفردت به، بل إننى بحثت الأمر وقلبته من جميع جوانبه مع نائب رئيس الجمهورية (مبارك) ورئيس الوزراء ووفد المفاوضات، وإن للمرء أن يتساءل عما إذا كان أحد هؤلاء الذين اجتمعوا لديكم فى الرباط، وتطاولوا على مصر ودورها يستطيع أن يرتفع إلى هذا المستوى ويقدم جانبا يسيرا من هذه التضحية فى سبيل الآخرين».
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة