تتواصل الضربات الاقتصادية التى تتلقفها إمارة قطر، بسبب مقاطعة "الرباعى العربى" لها لدعمها وتمويلها للإرهاب والتطرف فى المنطقة، ويوما تلو الآخر تشهد الدوحة هزات مالية تؤرق حكام الإمارة المقيمين بقصر "الوجبة"، تجعلهم يهزون بمزاعم وأكاذيب على شعبهم.
وفى الوقت الذى يطلق فيه تميم بن حمد آل ثانى، أمير قطر، الأكاذيب عبر وسائل الإعلام التابعة لـ "تنظيم الحمدين" حول قوة الاقتصاد القطرى ومتانته وعدم تأثره بالمقاطعة العربية، تشهد الدوحة موجات غلاء متتابعة وارتفاع حاد فى أسعار كل القطاعات مع استمرار النقص الكبير فى المنتجات الغذائية الرئيسية وطرد العمالة الأجنبية.
ارتفاع أسعار الغذاء والبناء
وواصلت أسعار الغذاء فى الدوحة الارتفاع لأرقام قياسية وشهدت منتجات الألبان واللحوم والخضروات ارتفاعا غير مسبوق.
ووصل سعر كيلو الطماطم إلى 15 ريالا قطريا، وارتفع سعر كيلو اللحوم إلى 40 ريالا بزيادة 15 ريالًا عن سعر بيعها قبل المقاطعة العربية لإمارة الإرهاب.
وزادت أسعار الخضراوات الطازجة التى كانت تنقل برا بالشاحنات من السعودية وذلك بعد إغلاق المنفذ البرى الوحيد لقطر.
كما ارتقعت أسعار المواد الخام فى مجال التشييد والبناء، من رمال وحديد، وأن هناك مواد بناء لم تعد موجودة فى السوق، حيث إن الرمال لم تعد تصل من السعودية والأصباغ التى كانت تصل من الإمارات لم تعد متوافرة أيضا.
التضخم
وبحسب بيانات التضخم الرسمية الصادرة عن الحكومة القطرية مؤخرا، شهد معدل التضخم فى قطر ارتفاعا كبيرا وصل إلى 0.8% فى يونيو الماضى، وانخفضت الواردات القطرية أكثر من الثلث فى الشهر نفسه، لتدفع أسعار بعض السلع الأساسية للارتفاع كما أضرت بثقة الشركات الأجنبية فى الدوحة.
وقد ارتفعت أسعار الأغذية والمشروبات فى قطر 4.5% من مستواها قبل عام لتسجل أسرع زيادة منذ عام 2014 على الأقل، كما زادت أسعار الأغذية والمشروبات 4.2% عن مستواها فى الشهر السابق، وهو ما يؤكد ارتفاع وتيرة التضخم بشكل غير مسبوق.
بنوك الخليج تسحب ودائعها
يأتى ذلك فى وقت بدأت فيه بنوك المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات والبحرين سحب ودائعهم وقروضهم من قطر مما قلص السيولة المالية فى القطاع المصرفى بالدوحة، بالإضافة لبيع مواطنين الدول الخليجية الثلاث استثماراتهم العقارية وهو ما سيكون تطورا سلبيا لسوق العقارات القطرية.
وكشفت بيانات للبنك المركزى القطرى مؤخرا، انخفاض ودائع العملاء الأجانب فى البنوك القطرية بنسبة 58.7 % مقارنة بشهر مايو الماضى.
وبلغت ودائع العملاء الأجانب فى البنوك القطرية فى يونيو الماضى 170 مليار ریال قطرى، مقابل 58.184 مليار ریال قطرى فى مايو الماضى، ما يعنى تراجعا شهريا حجمه 14 مليار ریال قطرى.
معاناة العمال الأجانب
وفى ظل الاضطرابات الاقتصادية التى تزعزع أركان الدوحة، يعيش العمال الأجانب فى قطر أوضاعا اقتصادية مربكة، نظرا لتأخر رواتبهم الشهرية، حسب مصادر بالمعارضة القطرية.
وقالت المصادر لـ"اليوم السابع"، إن تأخر صرف رواتب العمال الأجانب قد ينعكس بشكل كبير على مشروعات البنية التحتية فى الدوحة، خاصة مشروعات مونديال 2022، فى حال تذمر العمال وإضرابهم عن العمل.
ولم يتبقى سوى 4 سنوات على مواعيد تسليم مشروعات بناء الملاعب والبنى التحتية لنهائيات كأس العالم 2022.
وفى السياق نفسه، ذكرت مصادر خليجية، لوسائل إعلام سعودية، إن السلوك القطرى فى تعامله مع أزمة الدوحة بالدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، من معاناة العمالة الأجنبية فى البلاد، حيث يواجه بعضهم استغناءات، فى حين يتذمر العمال الهنود والنيباليون الذين يحصلون فى العادة على 800 ریال شهريا من أوضاعهم المالية والصعوبات التى تواجههم.
وتشكل العمالة الأجنبية 90 % من سكان إمارة قطر البالغ عددها 2.7 مليون نسمة تقريبا، وأبلغ عشرات من العمال الهنود والأفارقة فى فنادق الدوحة بأخذ إجازة طويلة غير مدفوعة الأجر والعودة إلى بلادهم، بسبب انخفاض معدلات الإشغال.
فنادق الدوحة بلا نزلاء
وفى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة، فأن فنادق الدوحة تعانى من أزمة طاحنة بسبب قلة عدد النزلاء، بجانب نقص عدد العمالة، كما أن الغرف الفندقية تعانى من بشدة لعدم وجود عمال نظافة، وهو ما أثار الأجانب المقيمين بتلك الفنادق.
وفى الأسبوع الماضى تم إبلاغ مئات العمال الهنود والأفارقة فى فنادق بالدوحة بأخذ إجازة طويلة غير مدفوعة الأجر والعودة إلى بلادهم بسبب انخفاض معدلات الإشغال.
وفيما تنفى قطر، باستمرار التقارير عن تراجع معدلات الإشغال فى الفنادق وقالت إن استعداداتها لكأس العالم لم تتأثر بالمقاطعة، أكدت مصادر أن أى توقف فى إمدادات مواد البناء يمكن أن يعطل المشروعات ويجعل العمال الوافدين عرضة للاستغلال، وأن هذا الوضع قد تمتد أصداؤه إلى جنوب آسيا والفلبين وشرق أفريقيا، حيث تعتمد أسر العمال اعتمادا كبيرا على تحويلاتهم.
وتقول منظمات حقوقية دولية أن عدد كبير من العمال الوافدين لقطر مازالوا يعملون فى ظروف قاسية لا يحصلون فيها على المياه أو مأوى يقيهم حر الشمس.
مشروعات كأس العالم مهددة بالتوقف
وتشهد القطر أيضا اضطراب فى مواعيد تسليم مشروعات البنية التحتية الخاصة بنهائيات كأس العالم عام 2022، فى ظل ركود أسعار النفط فى الدولة الخليجية الداعمة للإرهاب.
البورصة القطرية تتهاوى
ولا تزال السوق المالية القطرية تتهاوى، فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، فالتقارير الدولة تؤكد أن البورصة أضعف بنسبة 6 % مما كانت عليه قيل بدء الأزمة القطرية، بينما باتت علامات "الانخفاض" تظهر على اقتصاد قطر.
وتقول الخبيرة المالية فى مؤسسة "اكسفورد ايكينوميكس" إيمى ماكليستر إن بيانات المصرف المركزى تظهر أن الاحتياطات المالية أصبحت فى أدنى مستوياتها منذ مايو 2012.
وأوضحت الخبيرة الاقتصادية أن عدم الاستقرار دفع مصارف وواجهات استثمارية إلى سحب أموال من قطر ما أدى إلى تراجع الاحتياطات، مضيفة أن البنك المركزى يستخدم احتياطاته لدعم العملة المحلية فى مواجهة الدولار.
قطر تلجأ للأعداء لسد فجوة الغذاء
وللالتفاف على المقاطعة العربية عملت قطر على استجلاب المواد الغذائية من تركيا وإيران واستأجرت سفنا عن طريق سلطنة عمان لجلب مواد البناء الضرورية لمشروعات كأس العالم.