"أسبوع لف على المستشفيات كعب داير، أدور على "عبدالله" مش عارفة حى أو مات زى اخته وأولادها، مفيش مسئول أو حتى محافظ سأل عننا، أنا مش عايزة غير إنى أعرف ابنى فين لو ميت أدفنه لو حى أعالجه"، هذه هى صرخة الحاجة نعمات من محافظة الشرقية للمسئولين، التى فقدت ابنتها وأحفادها الثلاثة وطفلتين أخرتين من بنات عمهم فى رحلة قطار الموت بالإسكندرية، فيما زال الخال مفقودا رغم مرور أكثر من أسبوع على الحادث الأليم.
صورة للضحايا وبنات عمهم
تقول الحاجة نعمات من قرية الغنيمية التابعة لمركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، لـ"اليوم السابع"، والدة الضحية منى سعيد عطية 32 سنة التى لقيت مصرعها هى وأطفالها الثلاثة وبنات عمهم، فضلا عن "عبد الله سعيد عطية" 19 سنة طالب أزهرى من المفقودين.
صورة للخال المفقود
"ضنايا معرفش طريقه حى ولا ميت، دفنت بنتى وهى فى عز شبابها هى وأحفادى، ورضيت بحكم الله بس نفسى أطمئن على عبد الله"، مشيرة إلى أنها منذ ليلة الحادث هى وأفراد العائلة يبحثون فى جميع المستشفيات بالإسكندرية والبحيرة وطنطا لمحاولة العثور على نجلها، وسط تجاهل تام من المسئولين لمأساتهم.
وأكدت الأسرة أن الضحية "منى سعيد عطية " 32 سنة تعيش مع زوجها فى الإسكندرية، فهى لم تكن بامرأة عادية، كانت حنونة جدا لم تفرق فى معاملة بنات ابنها عن معاملة شقيقهم الأصغر "ياسين" 3.5 سنوات، لدرجة انهم تعلقوا بها عاطفيا أكثر من أمهم ليس هم فقط وأيضا بنات عمهم، لدرجة أنهم يحرصون على مرافقتها فى كل زيارة لأسرتها لمحافظة الشرقية، لعدم تحمل فراقها أو رغبة بالاستمتاع بالجو الريفى.
وعن زيارتها الأخيرة، أكدوا أنها ظلت 10 أيام، وبصحبتها الأولاد " شمس ولوجى وياسين"، كعادة كل زيارة وكذلك معهم ابنتى شقيق زوجها" بسملة ودينا " سيد عوض ومعها شقيقها الأصغر عبدالله، التقت فيها بجميع الأهل والأقارب كأنها تودعهم.
الضحية منى وزوجها سعيد وابناء الثلاثة
ويقول زوج منى ويدعى " سعيد عوض" 38 سنة وهو عامل حلوانى مقيم بالإسكندرية، لـ"اليوم السابع"، آخر مرة سمعت صوت زوجتى وأولادى قبل الحادث، كانوا فى فرحة غامرة بعودتهم للمنزل واخبرونى أنهم فى القطار المتجه للإسكندرية وبصحبتهم خالهم "عبدالله " الذى جاء لتوصيلهم.
وتابع: وتوجه شقيقى "السيد " للمحطة لانتظار وصولهم، فعلم الخبر واتصل عليا فهرولنا إلى مكان الحادث، وجدنا الأهالى يساعدون فى انتشال الضحايا، وعثرت بينهم على جثة زوجتى وابنتى الكبرى شمس، وبعدها انتشلت جثث " جودى وياسين وبسملة ودينا " ونقلوا عبر سيارات الإسعاف، إلا أن الخال لم نعثر علية، وظللنا نتابع جميع السيارات الأخرى التى تنقل الضحايا من مكان الحادث لم نجده.
وتوقف عن الحديث لثوان ثم استكمل حديثه بكلمات كلها حسره وقهر على أسرته، قائلا: "البيت اتخرب محدش حاسس النار فى قلب أب فقد زوجته وأولاده إللى عايش علشانهم، أنا كنت بتحمل مر الحياة وغلاء المعيشية والظروف الصعبة من أجل إسعادهم، لكن خلاص راحوا، أنا مش ناسى لحظة شيلى لبنتى ومراتى وهما غارقين فى دمهم جثث من القطر، وأنا بدفنهم بأيدى بعدما خرجوا فى جنازة واحدة فى الآخر محدش شاركنى حتى معنويا، نواب إسكندرية يعلمون مأساتى محدش وقف معايا، وناشد الأب المكلوم محافظ الإسكندرية بتوفير وظيفية له لإعانته على الحياة".
الاشقاء الثلاثة ضحايا الحادث
الزوج وزوجته واطفاله ضحايا الحادث
الطفلة شمس
الطفلة جودي
الطفل ياسين
الخال المفقود عبدالله سعيد عطية
صورة اخرى للخال المفقود
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة