أكرم القصاص - علا الشافعي

خسارة قطر لحق استضافة بطولة كأس العالم 2022 يصب فى مصلحة واشنطن.. باحث: مواجهة الدوحة لأمريكا انتحار.. تراجع التواجد العسكرى فى العراق وأفغانستان يتناسب مع جدول البطولة..والولايات المتحدة لن تحتاج لقاعدة العديد

السبت، 19 أغسطس 2017 03:00 ص
خسارة قطر لحق استضافة بطولة كأس العالم 2022 يصب فى مصلحة واشنطن.. باحث: مواجهة الدوحة لأمريكا انتحار.. تراجع التواجد العسكرى فى العراق وأفغانستان يتناسب مع جدول البطولة..والولايات المتحدة لن تحتاج لقاعدة العديد كأس العالم 2022
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا تزال تداعيات صفقة انتقال لاعب كرة القدم البرازيلى نيمار من نادى برشلونة إلى نادى باريس سان جيرمان الذى تملكه قطر بـ263 مليون دولار تلقى اهتمام الصحف العالمية ومراكز الأبحاث حول العالم، لاسيما لدلالة الانتقال السياسية، والتى تسعى من خلاله الدوحة لتبييض الوجه بعد تأثرها بمقاطعة دول الرباعى العربى إثر دعمها للإرهاب وتأثير ذلك على حق استضافتها لكأس العالم عام 2022.

 

ويقول الباحث كارلوس سانتاماريا، فى تحليل له بموقع "هوملاند سيكيورتى" أن التكلفة الكاملة لعملية انتقال نيمار إذا ما تمت إضافة راتبه ومكافآته، تقدر بـ600 مليون دولار، وهو المبلغ الذى لا يستطيع أى نادى فى أوروبا تحمله، ولكن ليس سان جيرمان الذى تموله الدوحة. ويؤكد الكاتب أن الاتفاق لا يتعلق بكرة القدم.

 

واشترت قطر للاستثمارات الرياضية - المملوكة للدولة - باريس سان جيرمان قبل خمس سنوات مقابل 170 مليون دولار كجزء من استراتيجية الدولة للاستثمار فى العلامات التجارية العالمية، سواء فى الأعمال التجارية أو الأزياء أو العقارات أو الرياضة.

 

وأوضح الباحث أن مؤسسة قطر للاستثمارات الرياضية قامت بعمل جيد خلال الأعوام الماضية أدى إلى حصول الدوحة على حق استضافة بطولة كأس العالم فى 2022. ولكن سرعان ما أصبح كأس العالم 2022 مثيرا للجدل بسبب اتهامات للإمارة بدفع رشوة للحصول على حق الاستضافة، وهى سحابة لم تتبدد بعد لاسيما بعدما فتح الفيفا تحقيقه الخاص فى تلك الاتهامات عام 2015. وعلاوة على ذلك، أفادت منظمة العفو الدولية عام 2014 أن آلاف العمال الأجانب الذين تم تعيينهم لبناء الملاعب ومنشآت كأس العالم تم التعامل معهم كالعبيد.

 

ولم تنته مشكلة قطر إلى هذا الحد، خاصة مع مقاطعة كلا من السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين للعلاقات الدبلوماسية والتجارية والاقتصادية والسفر معها فى يونيو 2017. وقد أغلقت المملكة الحدود البرية الوحيدة فى قطر. وقد أجبر ذلك قطر على استيراد المواد الغذائية الضرورية وغيرها من الإمدادات جوا أو بحريا من إيران وتركيا، وهما آخر حلفاء الدوحة المتبقين فى المنطقة. وعلى الرغم من أن قطر لديها ثروة هائلة من النفط والغاز، فإن حلها للتحايل على المقاطعة غير مستدام اقتصاديا على المدى الطويل.

 

واعتبر سانتاماريا أن استمرار الأزمة الدبلوماسية معناه مقاطعة الدول العربية لبطولة كأس العالم.

 

وأضاف أن الفرق التى تسافر إلى قطر سيكون عليها تجنب المرور عبر بلدان مجلس التعاون الخليجى الأخرى. وبالإضافة إلى ذلك، سيتعين على قطر تقديم تأكيدات بأنها لن تنفد من الغذاء عندما تستضيف 32 فريقا وطنيا ومئات الآلاف من المشجعين من جميع أنحاء العالم.

 

وسيكون الانتهاء من الملاعب فى الوقت المناسب صعبا بما فيه الكفاية دون قدرة قطر على استيراد ما يكفى من الصلب. حتى أن الحفاظ على السلطة قد يصبح مشكلة على الرغم من احتياطيات قطر الضخمة من الغاز.

 

ولكن توقع الباحث أن قطر ستستطيع حل المشكلة مع جيرانها خلال الخمسة أعوام المقبلة قبل استضافة كأس العالم 2022 موضحا أن المشكلة هى أن الدوحة حتى الآن لا يبدو لديها نية للتراجع وقبول قائمة طويلة من مطالب دول مجلس التعاون الخليجى لنزع فتيل الأزمة.

 

وتشمل مطالب مجلس التعاون الخليجى تسليم جميع الارهابيين المشتبه بهم، وقطع جميع العلاقات مع المنظمات المتطرفة، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية وقناة الجزيرة، وتقليل العلاقات مع إيران.

 

واعتبر الكاتب أن خسارة قطر لحق استضافة بطولة كأس العالم سيصب فى مصلحة الولايات المتحدة التى كانت تتنافس مع الدوحة على حق الحصول على البطولة.

 

وأضاف أن مواجهة قطر لأمريكا قد تكون "انتحارية" لاسيما وإن أى مواجهة بينهما ستؤثر على شحنات الغاز التى تبيعها قطر لأوروبا ومن ثم ستؤثر على العملة الصعبة التى تحتاجها الدوحة، فضلا عن أن قطر تعتبر حليف عسكرى أمريكى منذ فترة طويلة فى الشرق الأوسط وتستضيف قاعدة عسكرية.

 

ورأى الكاتب أن التواجد العكسرى الكامل فى الإمارة قد لا يكون ضروريا بحلول عام 2022 بسبب اتجاه واشنطن لتقليل تواجدها فى العراق وأفغانستان، مما يعنى أنها قد لا تحتاج إلى قطر.

 

وبالتالى فإن قطر قد تجد نفسها ليس فقط من دون بطولة كرة القدم التى قاتلت للحصول عليها - ودفعت أموال طائلة - لاستضافتها، ولكن من دون أسواق الغاز فى أوروبا، أيضا، فضلا عن أنها ستخسر مليارات الدولارات التى تدفعها الولايات المتحدة لها للحفاظ على وجود عسكرى فى الإمارة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة