منذ بداية الأزمة السياسية ما بين قطر والدول العربية الأربعة بسبب أن الأولى خرجت عن الصف العربى والخليجى بتدخلها السافر فى شئون الدول العربية ودعم وتسليح الجماعات الإرهابية التى تعمل بدول الخليج ومنطقة الشرق الأوسط على زعزعة أمنها وسلامة مواطنيها من خلال قيام تلك الجماعات الإرهابية المسلحة بعمليات انتحارية تزهق معها الأنفس، وتدمر الممتلكات العامة والخاصة وتنتهك سيادة تلك الدول.
وها هى تحاول أن تأخذ بالأزمة إلى منحى أخر وتصعد من موقفها تجاه الموافقة على الشروط التى وضعتها الدول العربية الأربعة الداعين لمكافحة الإرهاب، وتطرح مسألة تدويل الحج، وأن تكون مسئولية خدمة الحجيج تحت إدارة عدة دول وليس تحت إدارة المملكة العربية السعودية وحدها، وبذلك فهى تتعدى على الأمن القومى السعودى، ويعتبر طرح تلك المسألة هو إعلان مباشر بالحرب على المملكة العربية السعودية، لأنها بذلك تريد انتزاع جزء من السيادة السعودية على أراضيها فيما يخص مكة والمدينة المنورة، وتنتقص من الدور السياسى والتأثير العالمى لوجود هاتين البقعتين المقدستين.
إن تلك الدعوة ليست بجديدة، فقد تكرر الأمر من قبل إيران عدة مرات فى محاولة للضغط على السعودية سياسيا والادعاء فى مرات أخرى بأن الحجاج الإيرانيون يواجهون الكثير من الصعوبات والمضايقات بل وصل الأمر من قبل الإيرانيين على مدار العقود الماضية إحداث فتنة بداخل الحرم، من خلال رفع لافتات وإحداث تدافع أدى إلى وفاة المئات من الحجاج بل وصل الأمر إلى حملهم الأسلحة النارية ومواد متفجرة.
فيبدو الأمر تلك المرة هو اتفاق ضمنى ما بين قطر وإيران على طرح تلك القضية، على أساس أن إيران تقف موقف الحليف والمدافع عن قطر وحمايتها من خلال قوات الحرس الثورى التى تدفقت إلى قطر مع بداية المقاطعة، ولكن بطرح مسألة تدويل الحج جعلت الأزمة أكثر تعقيدا على إثر هذا التصعيد من قبل قطر مع ليس فقط مع السعودية وإنما مع باقى الدول العربية .
فهل ترى قطر الآن أنها لن تستطيع أن تجد مخرجا من تلك الأزمة سياسيا، لذا أبرزت ورقة تدويل الحج لتصور للمجتمع الدولى أن المملكة العربية السعودية تستغل الأزمة بينها وبين قطر على حساب تمكين الحجاج القطريين من أداء مناسك الحج، وأنها فى موقف المستضعف حتى على المستوى الدينى .
أننى أعتقد أن قطر بذلك لا تريد أى حلول لتلك الأزمة نهائيا إلا بتنازل الدول العربية الأربعة عن الشروط التى وضعتها من خلال وزراء الخارجية، ولا نستطيع أن ننكر الدور الأمريكى غير المفهوم كليا، فالرئيس الأمريكى يصرح بأنه يدعم الدول العربية فى مكافحتها الإرهاب خلال قمة الرياض الأخيرة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل وبكل قوة على تجفيف منابع الإرهاب، ولكن يبدو فى لعبة السياسة والمصالح تكون هناك مواءمات أو سياسة الباب الخلفى، وهذا يتضح من عدم الضغط بما يكفى على قطر حتى للوصول لصيغة تفاهم تتماشى مع جميع الأطراف، ولكن هذا لم يحدث فالولايات المتحدة الأمريكية كما أرى تقف من منصة المشاهد الذى يتابع الأمور فى ترقب إلى ما ستؤول اليه تلك الأزمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة