مع انطلاق الليالى العشر من ذى الحجة التى يضاعف فيها العمل ويستحب فيها الاجتهاد فى العبادة وزيادة عمل الخير والبر بشتى أنواعه، نشبت معركة حامية الوطيس بين الإخوان والتيار السلفى بسبب إذاعة إعلام الإخوان فليما ساخرًا من الداعية الشهير محمد حسين يعقوب، حيث قام أحد نشطاء الجماعة بتقليد شخصية "يعقوب" عن طريق تركيب لحية بيضاء وتقليد صوته، والتهكم من حركاته أثناء إلقاء الدروس والخطب، وكمية تناوله للطعام.
عقب نشر إعلام الإخوان الفيلم، هاج التيار السلفى، وفتحوا النار على الإخوان، ليس هذا فحسب، بل عدد ليس بقليل من عناصر جماعة الإخوان انتقد الفيلم بشدة، الأمر الذى دفع قناة مكملين التابعة للإخوان لأن تصدر بيانًا تتبرأ فيه من الفيلم، بينما لم يصدر الشيخ محمد حسين يعقوب أى رد على الفيلم والتزم الصمت، كما لم ينشر الموقع الرسمى به أى بيانات ترد على الفيلم الساخر.
وردا على هذا الفيلم، وجه أحد أتباع حاتم نجل الشيخ أبو اسحاق الحوينى، سؤالا يستفسر فيه عن حكم الاستهزاء بالشيخ محمد حسين يعقوب من خلال الفيلم، ورد نجل الحوينى على هذا السؤال بفتوى نصها :"رأيت الفيلم وساءنى هذا الإسفاف البعيد، ومن أراد نصرة الحق فلينصره بحق، ولا يهدر مكانة من شاب فى الدعوة إلى الله، ولن يفقه هذا إلا من زان نفسه بالأدب والحلم وحسن الخلق، ولم يسلك مسالك السفهاء وأراذل الناس كما كان فى هذا المقطع!".
وأضاف:"اختلف ما شئت لكن فى أدب وحسن خلق، والعجب أن الناس يحمدون فى الشخص لباقة اللسان وحسن البيان مع الملحد الذى يكفر بالله العظيم، ثم يتخذون الرد على شيخ نفع الله به أمةً من الناس، وجاب الأرض يحمل الدعوة إلى الله، ويبذل وسعه، ولا يحيد عن ذلك أكثر من ثلاثين عاما، يتخذون الرد عليه ميدان تشفٍّ واستعلاء وغطرسة بكل وقاحة وسفول! وهذا من البغى والبغى مرةٌ عواقبه، مرهوبةٌ آثاره".
واستطرد: أربى الربا استطالة المرء فى عرض أخيه المسلم، ومن قال فى مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال حتى يخرج مما قال، وليس بخارج! فكيف بأهل الفضل والصلاح ممن شابت رءوسهم وتعبت أجسادهم فى صرف الناس إلى الله ﷻ وحفظهم من مناهج الضلال؟!"
وأوضح أن الاستهزاء بالعلماء والدعاة سبيل منحط فى كل عصر، ومتى ينال المرء خيرًا بالاستهزاء وقول الباطل ونشر الزور؟!
من جانه فتح مدحت أبو الدهب، القيادى السلفى، النار على جماعة الإخوان، وقال فى بيان له:" ليس عند المسلمين معصوم فقد ماتت العصمة بموت المعصوم صلى الله عليه وسلم، وأى موضوع يطول النقاش فيه يصبح غير مقبولا ، لكن في هذا الوضع لا يجب أبدا التوقف والسكوت إلا بعد اتخاذ موقف؛ لأنه ليس موقف خاص بشخص بل تشريع جديد عند بعض المخابيل أن يعترضوا بهذه الصورة المزرية".
وأضاف القيادى السلفى:" كثير من الأخوة تختلف مع الشيخ محمد حسين يعقوب لكنهم إزاء هذا الازدراء والسخرية وقفوا يدا واحدة لأن الأمر أصبح يمثل دين وليس شخص، ولأن الكافرين يختلفون معنا فيستهزئون بنبى الإسلام صلى الله عليه وسلم بعمل أفلام مسيئة وغير ذلك ولأنك مسلم وتختلف مع مسلم فى الاتجاه فتستهزئ بهذه الصورة فما الفرق بين كل منكما؛ وإن كان الأول كافيا؛ والثانى مسلم منحط".
القيادى السلفى كمال الدين حسين، شن هجوما عنيفا على الإخوان، مدافعا عن الشيخ محمد حسين يعقوب، وقال فى تصريح له:"الشيخ المربى محمد حسين يعقوب لا يضرك نبح الكلاب وهؤلاء الذين يهاجمونك لا يساوى الواحد منهم نعل حذائك ، جزاك الله عنا وعن كل عاص تاب إللى الله على يديك خيرا".
وتابع: "سيذهب هؤلاء الى مزبلة التاريخ وستبقى دعوتك ودروسك وخطبك ومحاضراتك وعشرات الآلاف من التائبين على يديك، اللهم رد عنه كيد الكائدين وحقد الحاقدين".
بدوره هاجم علاء الدين العشرى، المتحدث باسم حركة دفاع للدفاع عن العلماء، قناه مكملين الإخوانية، عبر صفحته على "فيس بوك"، قائلا: "هى دى قناة مكملين، وهو ده القرف وقلة الأدب اللى بيجى منها، مرة سلامة عبد القوى يشتم المشايخ، وحمزة زوبع بطول لسانه، وجمال عبد الستار بعدم أخلاقه، وهذا كان طريق ممهد لهذا الشاب التافه كى يتطاول ويسخر من الشيخ يعقوب بهذا الأسلوب القذر العفن وفى الآخر يقولوا إننا بندافع عن الدين والإسلام والهوية.
وتابع: "جماعة الإخوان المسلمين كفاكم لقد فاح نتن هجومكم علي المشايخ والعلماء ، لقد ضيعتم ما تبقى لكم من تعاطف الناس معكم، هل بهذا العبث تنصرون قضيتكم".
على الجانب الآخر، حاولت القناه الإخوانية، تبرير موقفها، بعد الهجوم الشديد عليها، بمزاعم أنها لم تنتج هذا الفيلم الساخر، وإنما من إنتاج صاحبه الذى قدم الشخصية، وظهر على قناتها.
الإخوان يسخرون من الشيخ محمد حسين يعقوب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة