بعد أسابيع قليلة من دخوله البيت الأبيض، بدا الحديث عن دعوات عزل الرئيس دونالد ترامب من منصبه فى ظل أزمة التدخلات الروسية فى الانتخابات الأمريكية وما يتردد عن تواطؤ حملته مع الروس، واعتقد كثيرون أن ترامب سيكون رئيسا لفترة واحدة، إن أكملها لكن الجديد الآن أن عددا متزايدا يراهن على أن ترامب سيستقبل أن تبدأ إجراءات عزله.
وقالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إنه وفقا لشركة المراهنات الإيرلندية الشهيرة بادى باور، فهناك رهان بمبالغ كبيرة على أن ترامب سيستقبل بنسبة 50%. وفى حين أن الرهان ليس قويا مثلما هو الحال بالنسبة للرهان على أن يتم عزل ترامب الذى وصل إلى نسبة 60%، إلا أنه يمثل تغيرا كبيرا. وقد شهدت شركة المراهنات البريطانية لادبروكس رهانات مماثلة.
ويبدو أن القلق من أداء ترامب لا يزيد فقد التكهنات بقرب رحيله عن البيت الأبيض سواء بالاستقالة أو العزل، ولكنه يدفع النخبة الأمريكية للتشكيك فى الصحة العقلية للرئيس.
ففى مقال له بصحيفة "واشنطن بوست" الثلاثاء، تساءل الكاتب يوجين روبنسون عن مدى عدم استقرار ترامب وانفصاله عن الواقع ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة قد وصلت إلى المرحلة التى لها الحق فيها أن تعرف هذا الأمر.
وتابع الكاتب قائلا: لسنا معتادين على طرح مثل هذه الأسئلة عن رؤسائنا ، ولا نعرف حتى كيف نبدأ السؤال عن الصحة العقلية للرئيس، لذلك فإننا نقوم بترشيد السلوك الشاذ كجزء من إستراتيجية خفية. وكان السيناتور الجمهورى بوب كوركر قد تطرق إلى هذا الأمر يوم الخميس عندما قال إن ترامب لم يستطع أن يظهر بعد الاستقرار أو بعض الكفاءة المطلوبة فى الرئيس، وكان هذا إشارة مهمة لأن كوركر الذى يترأس لجنة العلاقات الخارجية من المخضرمين المحترمين فى مجلس الشيوخ وممن ينتقون كلماتهم بعناية وكان مستعدا حتى وقت قريب لمنح ترامب فرصة، وقال كوركر إنه يخشى أن البلاد ستخوض خطر كبير، ودعا إلى تغيير جذرى فى البيت الأبيض.
وكان النائب الديمقراطى البارز أدم شيف قد قال لشبكى "سى إن إن" يوم الأحد الماضى إنه يعتقد أنه هناك مشكلة تتعلق بقدرة الرئيس. بينما قالت النائبة جاكى سبير أن ترامب أظهر إشارات على سلوك خاطئ وعدم استقرار عقلى يضع البلاد فى خطر كبير.
ويأتى التشكيك فى صحة ترامب العقلية بعد رد فعله على أحداث تشارلوتسفيل الأسبوع الماضى، ولم تكن المشكلة، كما يقول الكاتب فيما قاله، ولكن كيف قاله، ففى البداية حمل ترامب مسئولية العنف بين القوميين البيض ومعارضيهم الذى أدى إلى وفاة سيدة شابة دهسا، لأطراف عديدة دون أن يسميها. ثم تراجع وأدان على نحو خاص النازيين الجدد وجماعة "كو كلوكس كلانن" لكنه بدا مترددا، وفى اليوم التالى تراجع وعاد ليلوم كلا الطرفين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة