أكرم القصاص - علا الشافعي

ماهر المهدى

السفاح البدين ورهاناته الخاسرة

الجمعة، 25 أغسطس 2017 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ربما لم تقع حرب 67 لتداعيات خلقتها الظروف فحسب، ولكن لتداعيات خلقتها ترتيبات العدو الذى رأى ظروفا مناسبة له ليشن علينا هجوما يحقق له المكاسب التى يرنو إليها أو الكثير منها منه أو أهمها بالنسبة إليه.
كان العدو يدرك ضعف مصر المرحلى – فى ذلك الوقت – وبنى خطته على ألا يتوقف عن الحرب أو يدخل فى هدنة قبل أن يكتسب أكبر قدر ممكن مهما حصل، وهو ما تم بالفعل على أرض الواقع.  فقد كنا – وفقا للخبراء العسكريين – فى حالة هشة عقب حرب 1956 . وكنا بحاجة إلى إعادة ترتيب أوراقنا وإصلاح ما فسد منا وتحديث ما يلزم تحديثه والاطلاع على مستجدات الأمور والاطلاع على إمكانات العدو. وكان جزء كبير من قواتنا فى اليمن، إثر ثورة اليمن. وكنا ملتزمين بدعم الأشقاء فى سورية من ناحية ثالثة، ولم تكن علاقاتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا قى أفضل حالاتها – بسبب دعم مصر لحركات التحرر الوطنى فى بلاد أخرى، وبسبب تأميم قناة السويس، وتشجيع مصر للقومية العربية. 
هل تتشابه ظروف المواجهة اليوم مع السفاح البدين؟ وما هى أوجه الشبه إذا؟ نعم هناك بعض أوجه الشبه الواضحة للعيان، ذلك الوضوح الذى قد يفسر لنا بعض المواقف أيضا ويجعلها أكثر بيانا . 
إن لدى السفاح البدين أجندة يسعى إلى تحقيقها بالتعاون مع أعدائنا الطامحين إلى نفس الأهداف، والتى تتمثل فى القضاء علينا – بطريق التخريب والتأليب والإرهاب الذى يتخذ شكل حرب العصابات – والقضاء على نفوذنا السياسى والاستيلاء على أرضنا ودورنا بالمناصفة مع الشركاء فى لعبة العداوة والطمع الشيطانى . ويساعد السفاح البدين هذا الكم الهائل من الثروة المالية التى يجنيها كل طلعة شمس بفضل البترول والغاز الوفيرين لديه . وتتشابه ظروف الوطن الأن مع ظروف عام 67 من حيث تعرضه لضعوط كثيرة منها الضغوط الاقتصادية التى نمر بها والحرب ضد الإخوان المجرمين وجماعات ودول الإرهاب ورغبتنا القوية فى تعويض ما فات من البناء والإصلاح. وببساطة، قد يكمن الشبه فى وجود عدو طامع ووطن مستهدف يئن تحت ضغوط كثيرة، ويأمل العدو المتربص – وهو اليوم السفاح البدين وآخرون – فى استثمار ثرواته وإمكاناته فى اقتناص الظروف الحالية للانقضاض على الوطن والإجهاز عليه وعلى دول أخرى بالتبعية. فسقوط مصر قد يعنى سقوط دول أخرى كثيرة . فهناك تشابه واضح إذا، ولكن يخطئ من يظن أننا فى ملابس عام 1967، فلسنا أبدا فى ضعف يسمح بهزيمتنا، ولن نسمح لأحد بهزيمتنا، ولو ارتدى عباءة الإخوة وطعننا داخل بيتنا .
إن ظروف اليوم تختلف عن ظروف عام 67، وتدرك مصر كل ما يدور حولها وتتابع أعداءها جيدا من قريب ومن بعيد وتعرف دوافع كل عدو من أعدائها . ولكن غرور السفاح وكثرة أمواله وصداقته بالأعداء الحالمين باستعادة أمجاد الامبراطورية المندثرة والحالمين بالدولة المترامية الممتدة يصور لهم فرصا وهمية واحتمالات خيالية . بل إن السفاح وأصدقاءه وحلفاءه يراهنون بأقوات شعوبهم ومورادهم على مغامرات تنتهك فيها حقوق دول أخرى وتنتهك فيها قواعد القانون الدولى ويتدخلون فيها فى شئون دول أخرى دون وازع من ضمير أو خوف على مصالح شعوبهم التى قد تصاب بأذى كبير فى الوقت الراهن وفى المستقبل، ولسنوات طويلة قادمة من جراء ما قد يقع على تلك الشعوب من مسئوليات. فليست مصالح الدول والشعوب ملهاة لمن يريد أن يلهو قليلا أو يريد أن يجرب براعته فى قلب أنظمة الحكم وإشعال النيران فى الدول المجاورة له وفى الدول البعيدة عنه أيضا، ثم يكون له أن يخلد إلى نوم هانىء وأحلام سعيدة . ولن يقبل المجتمع الدولى أن يكون شاهدا أعمى وأبكم وأخرس طمعا فى المصالح الاقتصادية وفى مصادر الطاقة . 
نحن لسنا فى عالم مثالى، ولكن حقائق الواقع تجبر العالم على الإنصات وعلى تدبر الأمور بحكمة وليس بأنانية، خاصة والعالم يرى الإرهاب يصيب دولا كثيرة منها المتقدم ومنها النامى، ولا فرق بين الضحايا فى الحالتين، فهم بشر أبرياء.
قد تتشابه الظروف أيها السفاح البدين، ولكننا لسنا فى عام 1967، ولن تصل إلى شىء من مبتغاك أبدا، بل ستكسر يدك الآثمة ونراك ذليلا كسيرا. 
إن مصر اليوم أكبر وأفضل مما كانت فى عام 1967 بكثير، ولن تتاح الفرصة لك أيها السفاح للفوز بشىء مما تصبو إليه أنت وأصدقاؤك من الأشرار . حفظ الله مصر ورئيسها ووفقه إلى الخير. .









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة