توسل وجدى غنيم، الإرهابى الهارب، إلى السلطات التركية خوفا من مقاضاته، بسبب الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وتونس على خلفية تصريحاته الأخيرة التى كفر فيها الرئيس التونسى الباجى قايد السبسى.
وظهر غنيم فى تسجيل مرئى مدته 20 دقيقة أبدى فيه اندهاشه من إعلان السفير التركى فى تونس مقاضاته، لكنه تجنب فى الوقت ذاته الهجوم ضد السلطات التركية، مبررا تصريحات السفير التركى ضده بأنها "كلام سياسة".
وقال غنيم فى التسجيل الذى بثه عبر صفحته الرسمية، للتعليق على إعلان سفير تركيا فى تونس عن مقاضاته :"السفير التركى رجل سياسى ولازم يتكلم بالسياسة وقال كلام مرفوض-قاصدا تكفير الرئيس التونسى- وأنا مبلزمكش بكلامى".
وأشار إلى أن السفير التركى أعلن عن مقاضاته حيث بدا مرتبكا بين التوسل خوفا من ملاحقته القضائية، والتمسك بتصريحاته السابقة وقال :"ليه وجدى غنيم يتحول للمحكمة..أنا شيخ بتكلم بالعلم الشرعى..معنديش سياسة..القضاء يجى يحاسبنى أنا جاهز". وتابع :"هتحاكمنى ليه؟".
واتهم غنيم بعض الدعاة الإخوان بأنهم كانوا "شوكة" فى ظهره.. ورغم العمليات الإرهابية التى نفذها الإخوان، والدماء المراقة بسببهم؛ وصف "غنيم" موقف الجماعة بـ"المتخاذل"، محرضًا: "ماكنتوش قعدتوا فى رابعة ولا ضحيتوا بالأخوة"، فى اتهام صريح للإخوان بتضحيتهم بعناصرهم الإرهابية.
كان السفير التركي بتونس عمر فاروق دوغان، أعلن، إن سلطات بلاده شرعت في اتخاذ الإجراءات اللازمة لمقاضاة الداعية المصرى وجدى غنيم.
وقال أن حكومته منزعجة من التصريحات التى أدلى بها الشخص المذكور وأنها لا تقبلها وترفضها قطعيا.
من ناحيته أعرب مصطفى زهران، الخبير فى الشأن التركى، عن اعتقاده بأن اتجاه السلطات التركية لمقاضاة وجدى غنيم هو الأقرب، وأشار إلى أن تركيا تتفهم أن تصريحات وجدى غنيم جاءت فى سياق السجال بين الجماعة وبعض الأنظمة العربية، وبالتالى فإن تركيا تسعى لوضع إطار قانونى لجماعة الإخوان ورموزها فى الداخل التركى لا يستطيعون القفز عليه.
وأوضح زهران، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن فى الفترة الأخيرة ذهبت الدولة التركية لإعادة النظر فى علاقاتها الخارجية، و إعادة النظر فى تعاطى أفراد ورموز الإخوان المتواجدين فى الداخل التركى تجاه الخارج.
وأضاف :" لا شك أن ماحدث من وجدى غنيم، هو أمر ملفت استدعى كثيرا من النقد من أطراف إعلامية فى الداخل التركى نتيجة تجاوز وجدى غنيم للخطوط الحمراء تجاه دول صديقة لتركيا، وتعدى بشكل واضح على السياسة الخارجية التركية ووضع الدولة التركية فى حرج".
وفى السياق ذاته نقلت وكالة "سبوتنيك" تصريحات للمحلل السياسى التركى فايق بولط، قال فيها: "المشكلة أن تركيا تحتضن جماعة "الإخوان المسلمين" والشخصيات الإسلاموية وما إلى ذلك، مع ذلك لا تفرض تقييدات على هذه الجماعات أو أعضائها".
وأشار إلى أن تلك الشخصيات ومن بينهم "غنيم"، ينتهكون شروط اللجوء السياسي، قائلا "الشرط الأول للجوء السياسي، ألا يقوم اللاجئ فى بلد مضيف بأى عمل ضد بلده أو أى بلد آخر، وما يحدث مناف لقوانين اللجوء، وضد الأعراف الدبلوماسية، التى توضح أن اللاجئ يبقى لمدة معينة ولا يشارك في أى مشاكل سياسية".
وأضاف، "ليس من حق اللاجئ أن ينتقد أو يهاجم أو يخرج كلمات نارية ضد بلده الأصلى أو بلد آخر".
وأوضح بولط أنه: "فى حالة الهجوم على مصر يسكت المسئولون الأتراك بسبب حالة التوتر بين البلدين، أما بالنسبة لتونس فالوضع مختلف، وفى الفترة الحالية ليست هناك مشكلة بارزة بين البلدين، لكن تظل الأعراف الدولية والقوانين السارية للاجئين السياسيين، لا تسمح بإبداء تصريحات من هذا القبيل".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة