شريف صالح: علينا توهم أننا تجاوزنا نجيب محفوظ

الأربعاء، 30 أغسطس 2017 08:00 م
شريف صالح: علينا توهم أننا تجاوزنا نجيب محفوظ شريف صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الكاتب شريف صالح، تعليقًا على سؤال، هل تجاوز الكتاب الجدد طريقة نجيب محفوظ؟، سؤال "التجاوز" معقد وعصى عن أى إجابة جاهزة هل تجاوزنا أساسًا "ألف ليلة وليلة" التى ما زالت درة السرد العربى عالميًا؟

نحن لا نستطيع أن نكتب إلا بوهم "تجاوز" آبائنا، استكمال ما رأيناه ناقصًا فى عمارتهم،  لكن وكما قال بورخيس يومًا ما "كل كاتب يخلق أسلافه"، فنحن نعيد خلقهم، واكتشافهم، عبر نصوصنا. فيتقدموننا، من حيث نظن أننا نتقدمهم. وهذا يطابق ما قاله دوستويفسكى: "كلنا خرجنا من معطف جوجول"، فالمعطف المحفوظى سيظل على أجسانا وبين سطورنا، أحببناه أم تمردنا عليه.

ولا يمكن قياس "التجاوز" بمعزل عن سؤال "السياق" و"العصر"، عندما بدأ محفوظ كتابة الرواية كان المنتج الروائى يعد على أصابع اليدين، وجيده قليل، إلى درجة أننا لا نكاد نتذكر أحدًا من جيله، أو ممن سبقوه. من هذه الزاوية، أحدث تجاوزًا مدويًا، لما كتب قبله وفى عصره، محتفظًا لنفسه بحق الريادة والتأسيس، وهو حق لا أستطيع أنا أو غيرى أن ننازعه فيه. لقد كان وسيظل صاحب العلامة الأولى فى طريقنا، وانتهى الأمر.

ولو أعدنا سؤال السياق على أنفسنا اليوم، فمن منا أحدث فارقًا مدويًا مقارنة بزملائه أو من سبقوه من أجيال؟ لا أحد.. هناك عشرات التجارب الرائعة.. لكنها متقاربة ويصعب اختزال اسم واحد فقط للقمة.

ولو طرحنا "التجاوز" فى ضوء سؤال تقنيات الكتابة، كالأسلوب واللغة والزمن والوجود والشخصيات والرواة، بالتأكيد هناك كثيرون تجاوزوا نص محفوظ واستفادوا من تجارب عالمية لا حصر لها، وعبروا بدأب عن قضايا عصرهم، حتى لو استعاروا أقنعة الماضى، وثمة عشرات الروايات تقف بمحاذاة نتاجه، وقد تتفوق عليه. لأننى لا أميل إلى تقديس الإرث وإضفاء مثالية زائفة عليه.

لكن لو فكرنا ـ ثالثًا ـ فى "التجاوز".. وفق سؤال حجم المشروع وتأثيره فى الوعى والذائقة.. فلا أظن أن كاتبًا عربيًا تجاوز مشروع محفوظ حجمًا وتأثيرًا.. فإلى اليوم تعاد طباعة أعماله بآلاف النسخ، ويعاد استلهامها فى السينما والتلفزيون وتترك بصمة على الملايين.

فالمسألة ـ فى قناعتى ـ فيها تجاوز وعدم تجاوز فى الوقت نفسه. ويظل الأمر طُموحًا مشروًعا وممكنًا، أن يقوم به الكاتب حتى تجاه منجزه الشخصى.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة