يحاول رئيس إقليم كردستان العراق وضع مبررات لخطوة تنظيم الاستفتاء فى الإقليم 25 سبتمبر المقبل عقب الرفض الإقليمى والدولى للخطوة التى من شأنها تأجيج الوضع الداخلى فى العراق الذى يخوض معركة شرسة ضد التنظيمات المتطرفة فى عدد من المدن العراقية.
وطرح رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزانى، بديل استفتاء استقلال الإقليم المنتظر إجراؤه الشهر المقبل، مؤكدا أنه إذا قرر الشعب رفض ما وصفه بـ"الاستقلال"، فسيحترم إرادته ويستقيل من منصبه متفرغا لحياته الخاصة.
وقال "بارزانى"، فى حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء، إن "فترة حكم نورى المالكى فى بغداد عمّقت رغبة أهل الإقليم فى الطلاق والاستقلال"، متهما المالكى بأنه "نفذ فى حق الإقليم جريمة تفوق ما فعله صدام حسين فى عملية الأنفال التى أدت إلى مقتل أكثر من 180 ألف كردى".
وعن احتمال تأجيل الاستفتاء حول الاستقلال فى 25 سبتمبر المقبل، قال مسعود بارزانى: "الاستفتاء قرار حاسم وهو قرار الشعب، وقرار معظم القوى السياسية فى كردستان أنه يجب أن يجرى الاستفتاء، اللهم إلا إذا كان هناك بديل أفضل"، وفى سؤال عن احتمالية رفض شعب كردستان للاستفتاء قال: "سأخضع لرأى الشعب، ولن تبقى علىّ أى مسئولية، أنا أديت واجبى تجاه شعبى، وإذا قرر الشعب رفض الاستقلال فسأحترم إرادة شعبى وأتفرغ لحياتى الخاصة، وأستقيل دون شك، إذا الشعب قال لا، لا أرى أنه يبقى لى أى مجال فى العمل".
وعن طبيعة البديل قال رئيس الاقليم، "هو مجرد رأى وإنما لست أنا الذى يقرر، فهناك مجلس أعلى للاستفتاء يتمثّل بالقيادة السياسية فى كردستان وهى التى تقرر بالإجماع وليس قرار شخص واحد"، مضيفا: "لكن إذا كان هناك، كما نسمع من كثير من الأطراف، أن التوقيت غير مناسب، وتأجيله لمدة ستة أشهر أو سنة، فهل هناك استعداد للتوقيع على وثيقة أنه فى 25 سبتمبر 2018، مثلاً، سيُعترف بنتائج الاستفتاء وتُقبل النتائج، وكانت هذه النتائج لمصلحة الاستقلال؟ ربما يمكن درس مثل هذا البديل إذا كان مطروحاً".
وأضاف، أن "هذا البديل يجب أن يكون من قبل أولاً من الحكومة العراقية ومن البرلمان العراقى ومن ثم بضمانة أمريكية والتحالف الدولى والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة، وإذ لم يتوفر فهذا يعنى أن الاستفتاء فى موعده".
وفى سؤال عن احتمالية رفض شعب كردستان للاستفتاء، قال بارزانى: "سأخضع لرأى الشعب ولن تبقى على أي مسؤولية، أنا أديت واجبى تجاه شعبى، وإذا قرر الشعب رفض الاستقلال فاحترم إرادة شعبى وأتفرغ لحياتى الخاصة، واستقيل من دون شك، إذا الشعب قال لا، لا أرى أنه يبقى لى أى مجال فى العمل".
وفى سياق متصل، طالب عضو الحزب الديمقراطى الكردستانى محمد زنكنة، اليوم الأربعاء، الحكومة الاتحادية بتعويض إقليم كردستان ماديا ومعنويا، مبينا أن القوى الكردستانية بحاجة إلى مفاوضات قوية لفك الارتباط مع بغداد.
وأوضح عضو الحزب الديمقراطى الكردستانى أن "أولى الملفات التى ستبحثها مفاوضات ما بعد الاستفتاء هى الانسحاب التدريجى للكرد من مؤسسات الدولة العراقية، ليعلن بعد الانتهاء من هذا الملف الاستقلال الكامل".
وأضاف، أن "هذه المسائل والإجراءات القانونية بحاجة إلى اتفاقات سياسية وتهيئة مناخ سياسى للنقاش حولها".
وردا على سؤال حول إمكانية انسحاب الكرد من العملية السياسية بعد الاستفتاء وعدم مشاركتهم فى الانتخابات المقبلة، قال زنكنة، إن "هذا الموضوع يعتبر من أهم المسائل التى سيتم التباحث حولها مع بغداد، وفى كل الظروف سيبقى الإقليم متمسكا بكل ما عليه من واجبات إلى أن يعلن استقلاله على ضوء نتائج الاستفتاء الجماهيرى فى كردستان".
يشار إلى أن حكومة إقليم كردستان تسعى لإجراء استفتاء انفصال الإقليم عن العراق فى 25 سبتمبر المقبل، رغم الرفض الشعبى والحكومى والدولى الواسع لذلك.
وفى خطوة جديدة تهدد وحدة واستقرار الدولة العراقية، صوت مجلس محافظة كركوك، أمس الثلاثاء، على المشاركة باستفتاء إقليم كردستان الذى يعتزم مسعود البارزانى تنظيمه.
وأكد عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون التركمانى، قاسم البياتى، ان التركمان والعرب قاطعوا جلسة محافظة كركوك اليوم، مؤكدا أنهم سيتخذون كافة الإجراءات القانونية.
وقال البياتى فى تصريحات صحفية أن "الكتلة التركمانية والعرب قاطعو جلسة اليوم بمذكرة قدمت إلى رئاسة المجلس منذ يوم أمس لعدم إدراج هذا الموضوع فى جلسة اليوم لكون الموضوع خلافى يخص الحكومة الاتحادية والبرلمان العراقى، وهنالك مخالفات دستورية وقانونية حول الموضوع".
وأكد البياتى أن "أعضاء مجلس كركوك لم يأخذوا بنظر الاعتبار هذه المذكرة وعقدت الجلسة وكان من المتوقع التصويت على شمول كركوك بالاستفتاء وهو مشروعهم التى تعرف أبعاده وتداعياته فى إقامة الدولة الكردية".
وأعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم، الخميس الماضى، تقديم طلب رسمى لمجلس المحافظة للتصويت على مشاركة المحافظة فى استفتاء انفصال إقليم كردستان المزمع إجراؤه فى الخامس والعشرين من شهر سبتمبر المقبل.
وكان رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى اعتبر، فى 13 يونيو الماضى، أن إجراء الاستفتاء على استقلال كردستان "غير موفق"، وقد يعرقل حل المشاكل بين بغداد وأربيل.
واعتبر محافظة كركوك نجم الدين كريم، محافظته جزءاً من إقليم كردستان، مشيراً إلى أن أهالى المحافظة سيشاركون بقوة فى استفتاء بشأن انفصال الإقليم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة