أدهم العبودى: نجيب محفوظ تراث يُبنى عليه ولا يُهدم منه

الخميس، 31 أغسطس 2017 01:00 ص
أدهم العبودى: نجيب محفوظ تراث يُبنى عليه ولا يُهدم منه أدهم العبودى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أجاب الكاتب أدهم العبودى عن سؤال هل توقفت الكتابة العربية عند "نجيب محفوظ"؟ بل هل تجاوز السّرد الذى يُكتب حاليًا سرد "محفوظ"؟، قائلاً: فى الحقيقة لا يُمكن أن أجد إجابة رصينة محدّدة يُمكن أن أطمئن لها، إلّا عبر ذائقتى المحدودة غير المُلمّة بكلّ إنتاج ما بعد "محفوظ" السّردى، على فقط أن أفكّر فى أنّ أول أعمال "نجيب محفوظ" نُشر قبل نحو خمسة وثمانين عامًا تقريبًا، وكانت قصّة مُترجمة بعنوان "مصر القديمة"، فهل توقّف الزّمن منذ هذا التّاريخ؟

من الطّبيعى ألّا يتوقّف الزّمن، ومن الطّبيعى -بل البديهى- ألّا نعلّق كلّ سرد ما بعد "محفوظ" بجائزة "نوبل"، لأنّ "نوبل" فى حدّ ذاتها ليست معيارًا حقيقيًا يُمكن أن نركن إليه فى حُكمنا على الأمر، كلّنا نعرف أنّ كاتبًا مثل "جورج برنارد شو" رفض الجائزة، معلّلًا آنذاك بمقولته الشّهيرة: (هذه الجائزة أشبه بطوق نجاة يلقى به إلى شخص وصل فعلًا برّ الأمان ولم يعد عليه من خطر). بل وأضاف ساخرًا: (إنّنى أغفر لنوبل أنّه اخترع الديناميت ولكنّنى لا أغفر له أنّه أنشأ جائزة باسمه).

أين العلّة هنا؟ هل فى شخص "برنارد شو" أم العلّة أخلاقية فى الأساس؟ وكيف يُمكن أن نرى "برنارد شو" بعد رفضه الجائزة؟

كثيرون رفضوها كذلك، "بورِس باسترناك" صاحب "د. زيفاجو"، و"جان بول سارتر"، وغيرهم، وما كانت الجائزة ستمنحهم مجدًا بقدر ما سيمنحونها، علينا إذًا أن نُعيد رؤية المشهد بلا دراما أو بكائيات، ما الذى كان سيحدث لو أنّ "محفوظ" لم يحصل على "نوبل"؟

بالطّبع كان سيظلّ عظيمًا، لأنّ عظمة "محفوظ" تتجلّى -فى الأساس- بمشروعه الدءوب الضّخم، وإنتاجه الغزير، وشخصِه المتفرّد، له ما له، وعليه ما عليه، فى الأخير هو ليس إلهًا يُمكن أن نقدّسه، بل كاتب مُبدع صاحب مشروع، قد أراه عظيمًا، وقد لا يرى غيرى هذه العظمة، نتجادل بشأنه، تُبهرنا إحدى رواياته، ولا تُبهرنا أخرى، هكذا الكتابة، وهكذا التلقّى المجرّد، السّرد لم يتوقّف عند "محفوظ"، ولن أدلّل على هذا بأسماءٍ بعينها، فما أكثر المبدعين بعد "محفوظ"! السؤال هُنا: هل حقّق أحدُهم ما حقّقه "محفوظ" عبر إنتاجه الغزير ومشروعه المُتكامل؟

بالطّبع لم يحقّق أحدٌ ما حقّقه "محفوظ"

"نجيب محفوظ" أصبح تراثًا إنسانيًا وإبداعيًا، هذا التراث الذى يُبنى عليه، ولا يُهدم منه، يستكمل هيئته ورونقه وتفرّده ولا ينقُص، سيستكمل السّاردون ما بدأه "محفوظ"، بل وسيضيفون إليه الكثير والكثير عبر تبدّل الرؤى وتفاوت الأزمنة وجنوح الخيال وتغيّر الوعى.       










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة