"نيويورك تايمز" تفضح الدور التركى والإسرائيلى فى مخطط إسقاط سوريا.. كواليس برنامج المخابرات الأمريكية السرى لتمويل وتسليح المقاتلين فى دمشق.. المشروع هو الأكبر بعد برنامج تدريب المجاهدين الأفغان فى الثمانينيات

السبت، 05 أغسطس 2017 01:00 ص
"نيويورك تايمز" تفضح الدور التركى والإسرائيلى فى مخطط إسقاط سوريا.. كواليس برنامج المخابرات الأمريكية السرى لتمويل وتسليح المقاتلين فى دمشق.. المشروع هو الأكبر بعد برنامج تدريب المجاهدين الأفغان فى الثمانينيات طائرات السلاح الجوى الروسى فى قاعدة قرب اللاذقية بسوريا
سارة كيره

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحت عنوان "الموت المفاجىء لبرنامج الــ"سى آى ايه" السرّى الذى كلّف مليار دولار فى سوريا"،  نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا تتحدث فيه بالتفصيل عن خفايا وأسرار البرنامج السرى لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لتدريب وتسليح ما سمى وقتها "المعارضة المعتدلة" فى سوريا.

 

 ويتحدث التقرير عن علم الإدارة الأمريكية  بأن "جبهة النصرة" وبعض التنظيمات الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة ستستولى على الأسلحة الأمريكية، إضافة إلى الكثير من المعلومات الخطيرة التى تفضح الدور التركى والقطرى والإسرائيلى فى دعم المشروع الذى كان اقترحه  ديفيد بترايوس فى 2012، مدير الوكالة حينها، قبل أن يتبناه بعد عام باراك أوباما فى 2013 بعد ضغوطات من رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.

 

وأكدت الصحيفة الآمريكية أنه بدعم من سلاح الجو الروسى استطاعت الحكومة السورية تدريجياً استعادة المناطق القريبة من الحدود التركية التى كانت معاقل الإرهابيين وحاملى السلاح لمدة طويلة، وساهمت فى انتصار الدولة السورية فى تلك المناطق، خاصة مدينة حلب.

 

وجاءت النهاية بسرعة واحدة من برامج العمل السرية الأكثر تكلفة فى تاريخ C.I.A. عمره أربع سنوات لتسليح وتدريب المتمردين السوريين، وهو أحد أكثر البرامج تكلفة لتسليح المتمردين وتدريبهم منذ برنامج الوكالة لتسليح المجاهدين فى أفغانستان خلال الثمانينيات.

 

وأعلن مؤخرا الرئيس الآمريكى دونالد ترامب إنهاء البرنامج الذى أثبت فشله بعد الإنتصارات التى حققها الجيش العربى السورى فى استعادة المدن والقرى مما ساهم فى انكماش ومحاصرة المتمردين والارهابيين من الجماعات المسلحة المختلفة فى الآراضى السورية على الإنكماش فى مناطق معينة.

 

 مؤيد ومعارض لوقف البرنامج

 

ورغم أن منتقدى  ترامب قالوا إنه قام بإنهاء البرنامج مرضاة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إلا أنه كانت هناك وجهات نظر تستند إلى الحقائق فى واقع فشل أوباما فى تنفيذ المخطط المرجو فى سوريا من الناحية السياسية والأمنية، على حد قول الصحيفة.

 

وأشارت الصحيفة إلى شكوى أعضاء الكونجرس الآمريكى مراراً حول عدم جدوى البرنامج الاتسخباراتى لتمويل وتسليح المتمردين فى سوريا حول تكاليفة الباهظة؛ حيث تكلف البرنامج فوق المليار دولار.

 

وذكرت الصحيفة أن التقارير تفيد بإن الأسلحة المزودة من وكالة الاستخبارات الآمريكية الـ CIA انتهت فى أيدى الجماعات ذات صلة بتنظيم القاعدة فى المناطق التى لم يصل إليها الجيش العربى السورى بعد.

 

ويقول معارضون إن استمرار البرنامج  كان "مكلفا وغير فعالا"،حسب الصحيفة، مشيرين إلى فشل البرنامج فى إسقاط الدولة السورية تماماً او القضاء على الجيش السورى بشكل تام.

 

قام البرنامج بتسليح وتدريب الآلاف من المتمردين السوريين، وكلف 500 مليون دولار من ميزانية البنتاجون فقط، الذى قام بتدريب وتجهيز 15 الف حامل سلاح بسوريا على مدار 3 سنوات، وفقاً للصحيفة.

 

وقال تشارلز ليستر للصحيفة، وهو خبير فى معهد دراسات الشرق الاوسط الآمريكى ، انه لم يتفاجئ من قيام الرئيس ترامب بإنهاء البرنامج، مفسراً  ذلك بانه يلقى كل اللوم على إدارة أوباما لأنهم لم يحددوا ساحة المعركة بطريقة صحيحة.

 

وأشارت الصحيفة إلى اعتراض الرئيس ترامب على البرنامج معبراً عن ذلك من خلال تغريدات عديدة له على موقع التواصل الاجتماعى تويتر، مغرداً: "دفعات ضخمة وخطيرة من المال المهدر للمتمردين السوريين لمقاتلة الأسد".

 

ولكن أشارت الصحيفة الى تصريح مايكل هايدن لها، المدير السابق لوكالة الاستخبارات الامريكية، قائلاً ان "تصريحات ترامب قد تؤثر على مدى دعم الوكالة لقرارات ترامب مستقبلاً"، مشيرا للصراع القائم بين الوكالة وترامب.

 

المخابرات الأمريكية قامت بتمويل المقاتلين ضد الدولة السورية ومدهم بالسلاح ومع ذلك فشلوا

 

كشفت الصحيفة عن الدور التركى والإسرائيلى فى الضغط على إدارة أوباما لتبنى برنامج الوكالة الإستخباراتية لدعم المسلحين فى سوريا فى وجه الدولة السورية.

وكان الرئيس باراك أوباما قد وافق على إنشاء البرنامج فى عام 2013، حيث كانت الإدارة تخطط من أجل إضعاف قوات الجيش النظامى السورى  تحت ضغط تركى واسرائيليى، وفقاً للصحيفة.

 

كما زعمت الصحيفة أنه بمجرد وصول المقاتلين المدربين من المخابرات الآمريكية إلى سوريا، واجه ضباط المخابرات الآمريكية صعوبة فى السيطرة عليهم، ثم انضمت تلك العناصر المدربة الى جبهة النصرة "التابعه لتنظيم القاعدة"، وأنتهى المطاف بالأسلحة الآمريكية الى أيديهم.

 

وأفادت الصحيفة أن الوكالة اعتبرت عناصر جبهة النصرة قوة موالية لواشنطن لمجرد انها تقاتل ضد نظام الأسد والجيش السورى، ولكن أدعت إدارة أوباما انهم لم يقدموا الدعم المباشر نظراً لتبعيتهم لتنظيم القاعدة، والسؤال المطروح هو: أى دعم من المفروض ان يقدم بعد التدريب والتمويل والمد بالسلاح؟

 

كما زعمت الصحيفة أن البرنامج السرى للمخابرات الآمريكية حقق نجاحاً بحلول عام 2015 حيث تقدمت الجماعات الإرهابية تقدماً ضد الجيش السورى فى مناطق تحت سيطرة الحكومة السورية بعد ان مدتهم بعض القوى الإقليمية بالتعاون مع المخابرات الآمريكية بأسلحة تدمر الدبابات.

 

ولكن تدخل روسيا بسلاحها الجوى ساهم فى تقليص هذا النجاح المزعوم حيث بدأت القوات الجوية الروسية بقصف معاقل الإرهابيين قصف "لا هوادة فيه"، وتراجعت القوات المقاتلة التابعة للجماعات المسلحة والإرهابية فى سوريا، حسب وصف الصحيفة.

 

وذكرت الصحيفة أن مسئوليين بالمخابرات الآمريكية يقدرون حجم قوات جبهة النصرة اليوم فى سوريا بنحو 20 ألف مقاتل مما يجعلها أكبر تنظيم تابع للقاعدة متواجد على الآراضى العربية، ولكنهم فى اطمئنان تجاههم لأنهم لازالوا يشنوا هجوماتهم نحو القوات السورية بدلا من التخطيط لهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وأوروبا، وفقاً للصحيفة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة