د. خالد مصيلحى يكتب: احترس قد يأتيك المخدر متخفيا فى صورة نعناع

الأربعاء، 09 أغسطس 2017 09:00 ص
د. خالد مصيلحى يكتب: احترس قد يأتيك المخدر متخفيا فى صورة نعناع د. خالد مصيلحي ابراهيم - رئيس قسم العقاقير والنباتات الطبيه - كلية الصيدله - جامعة مصر الدوليه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى إطار تنفيذ الخطة القومية لمكافحة تعاطى المخدرات والحد من انتشار الظاهرة، أعلنت منذ أسابيع قليلة وزارة التضامن الاجتماعى وصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى نتائج المسح القومى عن التدخين والمواد المخدرة والكحوليات بين طلبة المدارس الثانوى "العام والفنى"، والذى يحدد مدى انتشار المشكلة بين المدارس الثانوى ويقارن بين انتشارها بين الطلبة والطالبات ويحدد انتشارها وفقا للنطاق الجغرافى (النتائج منشورة على الموقع الرسمى لوزارة التضامن الاجتماعى).

 

وقد كشفت نتائج المسح عن ارتفاع معدلات تعاطى المخدرات بالمدارس، مما ينذر بكارثة على بناة المستقبل. كما أوضحت نتائج المسح ارتفاع نسبة التدخين إلى 12%، وتخطى نسبة تعاطى المخدرات الـ7%، فى عينة احتوت على (5048) طالبا وطالبة بـ(146) مدرسة فى عدة محافظات، كما أكدت الدراسة أن الحشيش يأتى على رأس أنواع المخدرات بنسبة 58%، يليه البانجو ثم الترامادول. وقد أكدت الدراسة ظهور أنواع جديدة من المخدرات بين طلاب ثانوى مثل الاستروكس بنسبة 14.9%، ثم الفودو بنسبة 12.4%. وتأتى خطورة الفودو والاستراكس هو ارتفاع معدلات تعاطيهم فى وقت قصير جدا، مما يؤكد أنهما الخطر القادم على شبابنا ولمعرفة الفودو والاستراكس بصورة أوضح فى السطور التالية.

 

من أسباب ظهور هذين النوعين هو محاولات مروجى المخدرات اتخاذ أساليب جديدة لخداع أجهزة الأمن واستقطاب شرائح أكثر من المجتمع، ومن ضمن الأساليب الجديده المتبعه منذ سنوات قليلة هو استغلال النباتات العطرية الشائعة الاستخدام مثل البردقوش والمرمرية، وبعض النباتات التى تستخدم كمعطر أو مكونات للبخور المعطر للجو ويتم مزج هذه النباتات أو رشها ببعض المواد المخدرة شديدة الخطورة، فتظهر وتروج كأنها نبات عطرى ولكن تحمل بداخلها مواد مخدرة شديدة الخطورة، مما يسهل ترويجها بين الشباب وخداع أجهزة الأمن ودخولها فى صورة نباتات عطرية أو بخور مما يصعب حتى اكتشاف أولياء الأمور لها لو تم تعاطيها عن طريق أبنائهم، فالحرص كل الحرص من التعامل مع أى نبات عطرى حتى لو معروف إلا عن طريق مصادر موثوق فيها، وحذارى من أعشاب الرصيف مجهولة المصدر التى تحمل السم فى طياتها لاستقطاب الشباب وهدم المجتمع ولمعرفة خطورة بعض هذه الأنواع نقترب أكثر من أكثر الأنواع انتشارا فى الوطن العربى والشرق الأوسط، فى ظل انتشارها حتى فى اعمار صغيرة ما بين 11 إلى 14 سنة.

 

أولا الفودو، وهو يروج كأنه بخور ويشبه البخور لحد كبير ورائحته مثل البخور تماما، لأنه يتكون من مجموعة أعشاب عطرية بعد تجفيفها يتم رشها بمادة فعالة مصنعة معروفة باسم JWH-018 تشبه تركيبة المادة المخدرة فى الحشيش والمعروفة باسم "Tetrahydrocannabinol or THC "وهذه المادة تعطى تأثيرها عن طريق مستقبلات بالمخ الخاصة بالمادة الفعالة للحشيش CB1 - CB2، ويقوم المتعاطى بحرق وتدخين هذه الأعشاب العطرية المشبعة بهذه المادة المخدرة وتمتص فى غضون دقائق عن طريق الرئة وتصل للمستقبلات فى المخ وتسبب احمرار العينين والنشوة والهذيان المشابه لنشوة وهذيان الحشيش ويظل تأثيره لأكثر من خمس ساعات.

 

المخدر الثانى والمعروف باسم الاستروكس أو التعويذة أو الفيل الأزرق وهو باهظ الثمن ويروج فى الأماكن الراقية ويتم تحضيره، بإضافة مواد مخدرة إلى نبات البردقوش أو المريمية وكلاهما نباتات عطريه لها رائحه مميزة ويتم استخدامه فى المنزل كالنعناع واليانسون وليس لهما أى تأثير مخدر، ولكن فى حالة الاستروكس يتم رش هذه النباتات المعروفة بمواد مخدرة، بالإضافة لمواد تسيطر على الجهاز العصبى البارسمبتاوى مثل الأتروبين، والهيوسين، والهيوسيامين والمعروفة باسم (anticholinergic drugs)، وهذه المواد موجودة بجرعات بسيطة فى بعض الأدوية لعلاج التقلصات والمغص وموسعة لحدقة العين فى بعض قطرات العين، وقد تستخدم قبل العمليات الجراحية لتهدئة المريض واسترخاء عضلات الجسم وتقليل السوائل المفرزه بالجسم وفى الطب البيطرى قد تستخدم لتقليل هياج بعض الحيوانات، ولكنها فى جرعات كبيرة منها كما فى الاستروكس تجعل متعاطيه يشعر بهذيان وجفاف فى الحلق واتساع حدقة العين وهلاوس سمعية وبصرية واحمرار بالوجه وزيادة فى ضربات القلب وخشونة فى الصوت وقد يسبب القىء والإحساس بالخوف والعصبية الزائدة والدوخة والهزال، وتأتى خطورة الاستروكس أن هذه المواد الموجودة فيه لها تأثيرات فارماكولوجية شديدة الخطورة على وظائف الجسم فى الجرعات الكبيرة مثل قصور الدورة الدموية والذبحة الصدرية ورعشة اليدين، وفقدان مؤقت للذاكرة وقد تسبب توقف عضلة القلب وشللا فى حركة الجهاز التنفسى ثم الوفاة، علاوة على أن تدخين هذه المواد السامة المتطايرة من النباتات قد تكون مصدرا لأورام الرئة السرطانية.

 

وتأتى خطورة النوعين السابق ذكرهما إنهما أخطر من الماريجوانا كمخدر وتزداد خطورتهما فى ظل ترويجهما متخفيين فى داخل نباتات عطرية معروفة ومتداولة بالمنازل، فإذا وجد الأب أو الأم أو المسئولين فى المدارس مع الطالب نبات أشبه بالبردقوش أو المرمرية أو أى نبات عطرى حتى لو نعناع فلا يتساهل مع الموقف، ولا بد معرفة سبب وجود هذا النبات معه فهو بالفعل مرمرية أو بردقوش، ولكن قد يكون مخلوطا بمواد مخدره شديدة الخطورة ولا بد من عرض النبات على معامل لتحليله ومعرفة هل هو مخلوط بمواد مخدرة أم لا والشق الثانى علينا عدم استخدام أى بخور أو معطر مجهول المصدر وعلى منظمات المجتمع المدنى نشر توعيه بخطورة اعشاب الرصيف على صحة أولادنا وعلى الجهات الصحية والرقابية تشديد العقوبة على الاتجار وتعاطى هذه المخدرات المتنكره فى صورة أعشاب أو نباتات عطرية خاصة بعد صدور قانون يجرمها العام قبل الماضى، ولا بد من أخذ توصيات نتائج المسح بضرورة إدراج علاج الإدمان فى التأمين الصحى للمدارس وعلى معامل التحاليل تطوير اختبارات الكشف عن المخدرات وادراج هذه المواد المخدره الجديده فى اختبارات الكشف عنها خاصة أن معظمها ما زال غير مدرج فى سلسلة اختبارات الكشف عن المخدرات.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة