سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 سبتمبر 1919..محمد فريد يسلم مذكراته فى صندوق أمانة لصديقه إسماعيل لبيب قبل موته بشهر

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 11 سبتمبر 1919..محمد فريد يسلم مذكراته فى صندوق أمانة لصديقه إسماعيل لبيب قبل موته بشهر محمد فريد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثقل المرض على الزعيم الوطنى محمد فريد وأحس بدنو أجله، فأرسل خطابا إلى صديقه إسماعيل لبيب الذى كان يقيم فى جنيف بسويسرا يوم 11 سبتمبر «مثل هذا اليوم» من عام 1919، حسبما يؤكد الدكتور رؤوف عباس فى مقدمته لتحقيقه لمذكرات محمد فريد «دار نهضة الشرق- القاهرة»، طالبا منه سرعة الحضور إلى برلين ليقضى معه بعض الساعات ويتحدث إليه فى مسائل يريد الإفضاء بها إليه قبل وفاته، ويضيف عباس: «حين التقى به فى برلين طلب منه محمد فريد أن يتسلم صندوقا أودعه عند سيدة ألمانية كان يسكن عندها، وأوصاه أن يحافظ عليه وأن يحمله إلى مصر–حين تسنح الفرصة–ليسلمه إلى ابنه عبدالخالق فريد، أما ذلك الصندوق فكان يضم مذكرات وأوراق الزعيم الراحل».
 
توفى «فريد» فى برلين يوم 15 نوفمبر 1919 بعد حياة حافلة بالنضال الوطنى، قضى معظمها على أرض مصر يناضل ضد الاحتلال البريطانى مع رفيقه مصطفى كامل الذى توفى عام 1908 فحمل هو لواء الحركة الوطنية من بعده، وحسب عباس: «لقى من عنت السلطات ومضايقاتها ما دفعه إلى الهجرة فى 26 مارس عام 1912، حيث واصل العمل من أجل مصر فى تركيا وفى الدوائر السياسية الأوروبية حتى وافاه الأجل المحتوم».
 
نفذ إسماعيل لبيب وصية «فريد» ويذكر عباس: «بعد وفاة صديقه حمل الأمانة إلى مصر وحفظها لديه حتى يشب نجل الفقيد عن الطوق فيسلمه تراث أبيه، ويأبى القدر إلا أن يحرم إسماعيل لبيب من الوفاء بوعده، فينتقل إلى جوار ربه، وتقوم السيدة أرملته بتسليم الأمانة إلى عبدالخالق فريد، ويحتفظ الابن بتراث أبيه يحبسه فى بيته ولا يفكر فى نشره فى ظروف سياسية لم تكن مواتية ثم سمح لبعض من تعرضوا لتاريخنا القومى بالدراسة بالاطلاع عليه، فكان المرحوم عبدالرحمن الرافعى أول من أطلع على هذه المذكرات والأوراق فاستعارها لعدة سنوات ظلت خلالها تحت يده، واستعان بها عند تأليف كتابيه «مصطفى كامل» و«محمد فريد»، ونشر بعض الخطابات التى تبادلها الزعيمين فى هذين الكتابين».
 
يؤكد «عباس» على أن الرافعى لم يكن مجرد مطلع على هذه المذكرات، ويقول: «ترك عليها بصماته بصورة واضحة، إذ سمح لنفسه بتغيير بعض الألفاظ وشطب بعض العبارات التى وردت بالقسم الأول من المذكرات على وجه الخصوص، فقد عز عليه وهو الذى كان يعد نفسه تلميذا وطنيا لمحمد فريد، أن يترك فى هذه اليوميات ما يشير إلى أفكار محمد فريد التى تستحسن الإصلاحات الإدارية والمالية التى أدخلها الإنجليز على مصر فى تلك الحقبة المبكرة من حياة محمد فريد قبل أن ينخرط فى الحركة الوطنية، فراح الرافعى يعدل تلك العبارات أو يشطبها، وأضاف بعض الكلمات إلى النص لتستقيم عبارته، وصحح بعض الأخطاء النحوية التى وردت به، كما كان يضع خطوطا تحت بعض العبارات التى يرى أنها أنها ذات دلالة معينة ويعلق على هامش المذكرات بما يفيد تلك الدلالة».
 
يضيف «عباس»: «سمح عبدالخالق فريد للكثير من الباحثين- مصريين وأجانب- فى السنوات الأخيرة بالإطلاع على هذه المذكرات والأوراق، فتداولتها الأيدى، وتسربت نصوص بعض الكراسات من القسم الثانى من المذكرات «مذكراتى بعد الهجرة» فنشرها محمد صبيح فى كتابه «اليقظة- مواقف حاسمة فى تاريخ القومية العربية- الجزء الثانى (القاهرة 1964)، دون تحقيق وأسقط من النص بعض الفقرات التى كتبت بالفرنسة والألمانية، ونشرت جريدة الأخبار بعض ما جاء بكتاب صبيح فى صيف 1964، كما قامت الجامعة الأمريكية بالقاهرة بتصويرها بترخيص من عبدالخالق فريد».
 
بلغ عدد الوثائق التى دون فيها الزعيم الرحل مذكراته ستة عشر كراسا، ومجموعة من الخطابات المرسلة من بعض الأفراد إليه، وكذلك الخطابات المرسلة منه إلى إسماعيل لبيب، وتبدأ المذكرات من سنة 1891 وتقف عند يونيو 1897، ويؤكد عباس، أنها تضيف الكثير إلى معلوماتنا عن تاريخ مصر فى تلك الحقبة من الزمان التى لم تنل حقها من الدراسة، وكذلك عن تكوين محمد فريد السياسى فى تلك الفترة، أما القسم الثانى من المذكرات فيبدأ من عام 1904، بما يعنى أن هناك سبع سنوات لا تشملها هذه المذكرات.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة