ألقى الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العملى اليوم الإثنين كلمة مصر بالقمة الأولى لمنظمة التعاون الإسلامى بالاستانة نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية ، وجاء نص الكلمة كالتالى:-
بسم الله الرحمن الرحيم....
معالى الدكتور/ أدلان ساغادييف وزير التعليم والعلوم بجمهورية كازاخستان
معالى الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين -الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي
الوزراء والأخوة ضيوف القمة.....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بالنيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية أود أن أوجه تحيات فخامته لجميع الحاضرين للقمة، وتمنيات فخامته للجميع بتحقيق مُخرجات وتوصيات تتناسب مع تطلعات وطموح الشعوب الإسلامية. وكذلك توجيه التهنئة للسيد الرئيس نورسلطان نزارباييف رئيس جمهورية كازاخستان بالنجاح الكبير الذى حققه المعرض الدولى أكسبو-أستانا 2017 تحت عنوان "طاقة المستقبل" وأُشير فى هذا الصدد إلى المشاركة المصرية المتميزة بجناح فاق التوقعات، ونُظم المعرض المصرى تحت عنوان "أرض الفرص" حيث تم عرض للثروات الطبيعية المتنوعة لجمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية المتاحة فى مصر بمختلف المجالات ومن ضمنها بالطبع مجالات العلوم والتكنولوجيا.
كانت مصر القديمة منذ بزوغ الحضارة الإنسانية مهدًا لفكرة العلوم والابتكار ذاتها، وعلى أرضها برع الفراعنة فى إهداء العالم اختراعات وأفكار مازال أثرها موجوداً فى كل بقعة من بقاع الأرض، فتعددت الإسهامات المصرية والإسلامية القديمة فى جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا، مثل: الرياضيات، والهندسة، والعمارة، والطب، والجراحة، والتشريح، والفلك، وحساب الزمن، والكيمياء، والعلوم الدقيقة، وغير ذلك مما لا يتسع الوقت لذكره، ولكن تستوعب لوحة العصر الحديث دراسات الباحثين فى علم المصريات، التى مازالت تتوالى لاكتشاف ودراسة الأثر الخالد الذى أهداه هذا الوطن العظيم إلى الإنسانية جمعاء.
وفى مصر اليوم نجد أنفسنا مطالبين أكثر من أى وقت مضى بتجديد قيمة العلم والابتكار والتكنولوجيا فى حياتنا واستلهام عظمة ماضينا الخالد لتأسيس واقع جديد لا يقل عما صنعه أجدادنا، وإنما يزيد عليه، ولذا نجد أنفسنا أمام ضرورة حتمية تقضى بأن تتبوأ العلوم والتكنولوجيا مكانتهما فى الدول الإسلامية الحديثة، وتصبحا على قمة هرم أولوياتنا ومنظوماتنا القيمية كثقافة ومنهج تفكير وليس فقط كممارسة عملية، فلا يمكن لأمة تطمح فى مستقبل أفضل لأبنائها إلا أن تضع العلوم والتكنولوجيا فى مكانتهما المستحقة إيمانًا بأن هذا هو الطريق الأكثر فاعلية لتحقيق ما يصبو إليه المجتمع من نمو اقتصادى مستدام وتنمية شاملة.
تحرص مصر فى العصر الحديث على أن يكون البحث العلمى والتكنولوجيا هما الركيزة الأساسية فى قيادة التنمية والتقدم، فمصر أولت فى الدستور الجديد أهمية خاصة لدعم البحث العلمى ووضع أسس ومعايير لاختيار الكفاءات وتشجيع المبدعين من أعضاء هيئات التدريس والمراكز البحثية وتبادل الخبرات مع دول العالم المختلفة، وفى سبيل تحقيق ذلك نص الدستور على تحديد نسبة كافية للبحث العلمى من الناتج القومى وتقديم الدعم اللازم للمراكز والمعاهد البحثية، بالإضافة إلى التزام الدولة بتحويل الدراسات والأبحاث العلمية إلى تطبيقات ملموسة على أرض الواقع لتحقيق التنمية المستدامة للمجتمع.
وفى هذا الإطار اتخذت الدولة المصرية ممثلةً فى وزارة التعليم العالى والبحث العلمى عددًا من المبادرات لتطوير العلوم والتكنولوجيا والابتكار، تستهدف تعظيم الاستفادة من الإمكانيات البشرية والمادية التى تمتلكها الجامعات والمؤسسات البحثية المختلفة، للارتقاء بمنظومة البحث العلمى بها، واستثمار نتائجه على الصعيدين المحلى والدولى، وقامت بوضع الخطة الإستراتيجية القومية للبحث العلمى حتى عام 2030، والتى تتفق مع الخطة القومية للتنمية المستدامة (رؤية مصر 2030). وتتضمن الخطة مسارين رئيسيين: يختص المسار الأول بتهيئة البيئة المناسبة والمحفزة للبحث العلمى والابتكار، ويشمل كافة الإصلاحات الهيكلية والتشريعية والتنظيمية اللازمة لذلك. فى حين يختص المسار الثانى بالعمل على إنتاج المعرفة ونقل التكنولوجيا وتطويرها، ويشمل هذا المسار الآليات التى تضمن قيام البحث العلمى بالدور المرجو منه فى تطوير الصناعة وتشجيع الابتكار ودعم إنشاء الشركات القائمة على مُخرَجات البحث العلمى، مع مراعاة توجيه الموارد المتاحة نحو المجالات البحثية ذات الأولوية القومية، ويأتى على رأسها مجالات الصحة والدواء والزراعة والغذاء والبتروكيماويات والفضاء والسيارات والطاقة البديلة ومعالجة المياه وتحليتها والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ومن هذا المنطلق فإن الأمة الإسلامية تتنتظر وتتوقع نتائج هذا اللقاء الهام والتاريخى لتقديم خطط تنفيذية واضحة لعمل مشترك فى مجال التعليم والبحث العلمى ونقل وتبادل المعلومات والعلوم والتكنولوجيا يجمعنا ويصل بالأمة لما تصبو إليه من تقدم وينقل الدول الإسلامية نقلة نوعية فى تصدير العلوم والمعرفة.
وفى ختام كلمتى أود التأكيد أن مصر ملتزمة أمام القمة بتقديم كل إمكانياتها فى مجال العلوم والتكنولوجيا من خبرات ومعامل أبحاث وجامعات للدول الأعضاء حتى يكون هناك تكامل لشباب الباحثين فى كل الدول، كما تلتزم مصر بمضاعفة المنح الدراسية المقدمة للدول الأعضاء. كما نطرح فكرة التكامل فى إنشاء شبكة لمراكز الاستشعار عن بعد بين الدول الأعضاء بالمنظمة. كما نطرح فكرة إنشاء لجنة لمتابعة توصيات المؤتمر ووضع مؤشرات قياس واضحة للعرض على القمة القادمة.
وأخيراً أتوجه باسم جمهورية مصر العربية رئيساً وحكومةً وشعباً بخالص الشكر والتقدير لرئيس وحكومة وشعب جمهورية كازاخستان ولمنظمة التعاون الإسلامى على حسن الاستضافة وعلى التنظيم المتميز للقمة الإسلامية الأولى للعلوم والتكنولوجيا، وأتمنى للعالم الإسلامى المزيد من التقدم والازدهار...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة