جدل كبير أثاره حصول الفنان العراقى نصير شمة، على درجة الدكتوراه فى الأسلوبية الموسيقية، بدلا من منحه درجة الماجستير، وهي الدرجة العلمية التي تقدم برسالته لنيلها، حيث رأت اللجنة، أن رسالة "شمة" تستحق الدكتوراه.
المعارضون شككوا فى طريقة حصول نصير شمة، درجة الدكتوراه واعتبروها مجاملة، حيث قال الناقد الدكتور صلاح السروى، أستاذ الأدب العربى الحديث، إن ما حدث بمنح الفنان العراقى نصير شمة درجة الدكتوراه بدلا من الماجستير، يعتبر فوضى علمية واستهانة بقيم ومعايير التحكيم العلمى.
وأضاف "السروى" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه يتشكك ويتصور أن ما حدث يحمل شبهة مجاملة لنصير، وخاصة وأن التحكيم يقيُم الرسائل العلمية وليس مسيرة مقدمها، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتم منح أحد درجة الدكتوراه إلا بحصوله على الدرجة الأدنى وهى الماجستير.
وأوضح أستاذ الأدب العربى الحديث، أن هناك نظام عالمى متبع يقوم بدمج درجتى الماجستير والدكتوراه معا فى درجة واحدة، ولكن هذا حتى لم يتم تطبيقه، وهو غير معمول به فى مصر، لافتا إلى أن ما تم مخالفة صريحة لروح القانون وروح العلم وجدية الرسائل العلمية، بلل أننا نقلل من شأنها ونرخص من قيمتها العلمية.
فيما قالت الدكتورة ياسمين فراح، أستاذ النقد الموسيقى بأكاديمية الفنون، أن تراجع اللجنة المشرفة على رسالة الماجستير المقدمة من الموسيقى نصير شمه، يشكل أسلوب غير لائق من أساتذة كبار فى الجامعات المصرية، وتصرف غير لائق على حد وصفها.
وأضافت "فراج" فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الجامعة المانحة لدرجة الدكتوراه عليها شبهات كثيرة، وإنها ليس لها ذكر، على حد قولها، مشيرا إلى أن هناك العديد من الجامعات فى أمريكا التى تقوم ببيع الدرجات العلمية للعرب بغرض الاستثمار، موضحة أن مشرف الرسالة عراقى من نفس جنسية نصير شمة وهو مخالف للقاعدة التى تحتم أن يكون مشرف الرسالة من البلد التى تعطى الدرجة العلمية.
وأشارت ياسمين فراج، إلى أن نصير شمة أراد من خلال الرسالة المقدمة منه حول فلسفة الموسيقى، الخروج من كونه عازف موسيقى، حيث أن كل العازفين يحصلوا على أعلى شهادة فى التخصص الموسيقى، والتى تعادله الجامعات المصرية بدرجة الدكتوراه، لكنه يبدو أنه أراد غير ذلك.
بينما رد رئيس اللجنة المكلفة بمناقشة رسالة نصير شمة الدكتور صلاح فضل قائلا: إن الجدل المثار حول الرسالة، جدل بدون علم، مشيرا إلى أن الكثير يتحدث دون معلومات، مضيفا لليوم السابع إن اللجنة المشرفة اقترحت على الجامعة العربية المفتوحة لشمال أمريكا منح "شمه" درجة الدكتوراه، ولكن ذلك لا يعنى الحصول عليها إلا بعد موافقة الجامعة.
وأشار فضل، إلى أن العديد من الجامعات الدولية مثل السوربون وروما تقوم بمثل هذه الأمور، وقوانينها تسمح للجنة بمنح درجة علمية أكبر طالما أن اللجنة رأت أن الطالب قدم أعمال بحثية أخرى تضيف له أو قدم أعمال إبداعية فى مجاله، أو أن الرسالة العلمية المقدمة تضيف الجديد للعملية البحثية وهو ما يتوافر برسالة "شمه".
وأكد "صلاح فضل" أن لجنة المناقشة لم يتدخل "شمه" فى تشكيلها، بل تم تشكيلها من قبل الجامعة العربية المفتوحة بشمال أمريكا ولديه صورة من القرار الذى يدل على ذلك.
وتابع "فضل": الجامعة اختارتنى لرئاسة اللجنة نظرا لإن موضوع رسالة "شمه" عن الإسلوبية كنت قد كتبت فيه منذ 35 عاما، موضحا أنه ناقشه فى الأسلوبية قائلا "أنا مش بتاع موسيقى".
وأشار "نصير" فى بيان له، إلى أن سفره المتكرر جعل إعداده للرسالة يستغرق سنوات من الجهد الكبير والبحث العميق إلى أن انتهيت منها وتقدمت بها إلى الجامعة العربية لشمال أمريكا، والتي رأت أن الرسالة تستحق المناقشة فى مصر والتى فيها أحد أعمدة الإسلوبية وهو الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل.
وأضاف "شمة" إنه أثناء استعراض الرسالة وشرحها تعانق الود والاحترام بيني وبين اللجنة والتقدير لانحيازهم للجدية والإضافة والموضوعية بعيدا عن الصداقة الطويلة التي تربطنى بهم ولذا كانت استجابتي لكل ملحوظاتهم في الرساله بكل حب.
وتابع شمة: اكتملت سعادتى آخر جلسة النقاش عندما اقترح الدكتور صلاح فضل تصعيد رساله الماجستير إلى دكتوراه لأهميتها من وجه نظر اللجنة ضاربا بذلك أمثله سابقة في بعض الجامعات الأجنبية والمصرية في سنوات سابقة، فقام مشرف الرسالة الدكتور حسين الانصارى ممثل الجامعة في اللجنة بالاتصال برئيس الجامعة لإبلاغه بإقتراح رئيس اللجنة وعبرت الجامعة عن سعادتها البالغة بذلك.
موضحا: إلى أن يحدث ذلك بمنحي الدكتوراه فإن مناقشة لجنة بهذا الحجم رسالة الماجستير بمثابة دكتوراه ووسام سيظل علي صدرى مادام قلبى ينبض.
واختتم "شمه" بيانه بتوجيه الشكر لوزارة الثقافة ممثلة فى المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الدكتور حاتم ربيع لاستضافتهم مناقشة الرسالة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة