أثارت فتوى الداعية السلفي محمد فضل مفتاح المعروف بإسم "أبو يحيى"، التى زعم خلالها أنه يجوز تزويج الطفلة حتى لو كان عمرها يوماً واحداً، حالة من الجدل الكبير، دفعت البعض مطالبة وسائل الإعلام بعدم استضافة هؤلاء المشايخ، كما دعا آخرون اقتصار إصدار الفتاوى على المتخصصين المنتمين لجهات رسمية سواء من الأزهر الشريف أو وزارة الأوقاف أو دار الإفتاء المصرية.
فتوى جواز تزويج الطفلة حتى لو عمرها يوم واحد، أعادت للأذهان الفتاوى المتشددة، والتى خلقت نوعًا من الجدل، وبالبحث فى دفتر فتاوى السلفيين، تجد أن الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، هو بطل السلفيين فى إصدار الفتاوى المثيرة للجدل.. وفى السطور التالية أهم 5 فتاوى صادرة عن التيار السلفى أثارت جدالا واسعا.
ترك الزوج لزوجته للمغتصب
ولعل أبرز الفتاوى التى أثارت جدلاً واسعاً خلال الفترة الماضية، ما قاله منذ ما يقرب من عامين ونصف عام عندما أجاز ترك الزوج زوجته للمغتصب لحفظ النفس والتى أثارت فى هذا التوقيت جدلا واسعا .
وقال برهامى فى فتواه إنه يجوز ترك الزوج زوجته للمغتصب حال التأكد من إصرار المغتصب على قتله واغتصاب الزوجة، وذلك فداء لحياته قياساً على فتوى الإمام العز بن عبد السلام، عن وجوب تسليم المال للصوص حفظاً للنفس من القتل.
واعتبر برهامى أن حفظ النفس فى هذه الحالة أولى إذا تيقن أن دفاعه عنها سيؤدى إلى قتله، ودلل برهامى على ذلك بعدم دفاع سيدنا إبراهيم، عليه السلام، عن زوجته سارة، يوم دخل بها مصر.
جواز تجسس الرجل على المرأة أثناء الاستحمام
ومن الفتاوى المثيرة أيضا الفتوى التى صدرت عن الشيخ أسامة القوصى ، بجواز تجسس الرجل على المرأة أثناء الإستحمام بشرط أن يكون ينوي الزواج منها، وأشعلت حينها الفتوى حالة من الجدل الكبير وقال الداعية السلفي أسامة القوصي،فى نص فتوته :"لو كنت صادقًا في أنك ترغب بالزواج من البنت، وعرفت تستخبى وشفت حاجة هي مش ممكن توريهلك جائز. إنما الأعمال بالنيات، وأحد الصحابة فعل ذلك، فاستنكر عليه البعض، وقالوا له أتفعل هذا وأنت صاحب رسول الله؟".
لبس الكعب العالي
حيث أطلق الشيخ مصطفى العدوي، الداعية السلفي المعروف، فتوى بعدم جواز لبس الكعب العالي خارج المنزل، وجواز لبسه فقط داخل المنزل من باب التزين للزوج، مستشهداً بقصة أوردها أحد الصحابة عن نساء بني إسرائيل. وقال العدوي: "إذا كانت المرأة تلبس الكعب العالي لتتبرج به للرجال الأجانب فهذا محرم وممنوع، لأنه يحمل فساداً والله لا يحب الفساد".
شراء ملابس بابا نويل حرام
ومن الفتاوى التى أثارت جدلاً كبيراً هى الفتوى التى أطلقها الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى ، التى تحرم شراء ملابس بابا نويل فى الكريسماس.
وقال "عبد الحميد" فى فتواه "يجوز تهنئة النصارى بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، والكريسماس من جملة شعائرهم الدينية، والمشاركة فيه هى مشاركة لهم فى شعائر دينهم، ولا ريب أن ذلك حرام ومنكر عظيم".
وأوضح أنه يحرم الاشتراك في الكريسماس بأى شكل ؛ فلا يجوز تقديم الهدايا وتبادل التهاني أو شراء دُمية بابا نويل (سانت كلوز)، أو شجرة عيد الميلاد وإظهار الفرح والسرور من خلال الألعاب النارية أو الخروج للمنتزهات في ذلك اليوم، أوتزيين المنازل وإنارتها بالألوان، أوشراء الحلوى للأطفال، أو اصطحابهم لمحلات الألعاب إلى غير ذلك من الصور.
داعية سلفى يفتى بجواز تزويج الطفلة حتى لو عمرها "يوم واحد"
زعم الداعية السلفى الشيخ مفتاح محمد فضل الشهير بـ"أبو يحيى"، أن علماء المسلمين قالوا بزواج الفتاة الصغيرة التى لم تبلغ الحيض ولم يتم تحديد سن معين لذلك.
وأضاف "أبو يحيى"، فى تصريحات إعلامية،:"هذا ليس كلامى بل هو فى كتاب ذات المسير لابن الجوزى .. فى كتاب صحيح البخارى وكلام ابن الحافظ فى الفتح كل هذا يقول إن الاتفاق بأنه يجوز تزويج الفتاة الصغيرة التى لم تبلغ الحيض بعد، وإن لم يحدث وفاق فيتم تطليقها".
ورداً على سؤال المحاور، بشأن السن المحدد لزواج الفتاة الصغيرة التى لم تبلغ الحيض، قال الداعية السلفى:" لا يوجد فى الشريعة سن محدد .. ويجوز فى أى سن حتى لو يوم واحد".
وأوضح أن هناك فارقاً بين زواجى الدخول والعقد، وتابع:" الدخول هو أن تنتقل الزوجة إلى بيت زوجها ويحصل بينهما جماع بشرط عدم حدوث ضرر يترتب على ذلك حتى وإن كان عمرها 40 عاما.. أما زواج العقد فهو الكتابة دون دخول".
بدوره أنتقد الدكتور عبد الفتاح عساكر المفكر الإسلامى، جميع التيارات الإسلامية بعدما أثيرت فتوى السلفي بجواز تزويج الطفلة حتى لو كان عمرها يومًا واحدًا.
وقال "عساكر" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" مثل هذه الفتاوى ليست من الإسلام وللمرأة سن فى الزواج من يخالفه فهو يخالف دين الله الحنيف.
واعتبر المفكر الإسلامى، جميع هذه التيارات مخالفة لدين الله، قائلا :" هذه الجماعات ليست من الإسلام، وهناك نص قرآنى يؤكد أنهم من المشركين، فالله سبحانه وتعالى يقول :" لَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا، كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُون".
وتابع:" إنقسم المسلمون بعد عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى 3 فرق "سنة وشيعة وخوارج" كلهم طبقا لقرآن الكريم ليسوا من الإسلام".
واتفق معه فى هذا النقد الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، حيث قال : "هذه التيارات لديها سطحية وهشاشة فكرية".
وأضاف "كريمة":"هذه التيارات سواء السلفيين أو الإخوان والموالين لهم يصدرون فتاوى كثيرة عن المرأة لأن ثقافتهم مشغولة بشهوتى الجنس والطعام، فهذه التيارات مفهومها عن الفكر الإسلامى "الجنس وأحكام الطهارة" داعياً إياهم بعدم اصدار فتاوى وتركها للعلماء.
وتابع:" هذه التيارات خطر على الدين الإسلامى، والعضو فى داعش هو التطور والتحول الطبيعى للسلفى والإخوانى" مضيفاً:" الفترة المقبلة ستتحول الدعوة السلفية قريبا وستكون أشرس من الإخوان" على حد قوله.
وأشار إلى أن الدعوة السلفية من صعدت أبو مصعب الزرقاوى وأسامة بن لادن وقيادات داعش وتنظيم القاعدة، والإخوان صدرت التنظيم الخاص، لافتا إلى أن الدعوة السلفية تطبع مع إسرائيل وقد التقى أحد قيادات حزب النور حاخام يهودى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة