يبدو أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستحقق انتصارًا مؤكدًا فى الانتخابات التشريعية المقررة فى 24 سبتمبر، وأصبح فوزها أمرًا لا مفر منه، وتعتبر المرأة الحديدية التى تقود الاقتصاد الأوروبى لمدة 12 عاما، هى الضامن للاستقرار فى مواجهة العديد من الأزمات فى العالم، فإنها اعتادت على مواجهة المخاطر ومحاولة التوصل لحلول لجميع المشاكل التى تواجهها ألمانيا وأوروبا بأجمعها.
وترى صحيفة "لاناثيون" الأرجنتينية، أن ميركل أقوى امرأة فى أوروبا، قادرة على تعبئة التاخبين فى الانتخابات الألمانية بمنتهى السهولة، وذلك لأنها محور لأى مشكلة تحدث فى العالم، وعضو أساسى فى أى اجتماع يعقد فى أوروبا لحنكتها وذكائها الخارق فضلا عن أسلوبها الحازم، كما أن ميركل لا تستغل أمر المساواة بين الجنسين فى حملتها الانتخابية بل على العكس من ذلك فإنها لا تتحدث بنون النسوة، بل أنها تتعامل كمسئول.
وأشارت الصحيفة، إلى أن فى استطلاعات الرأى الأخيرة لمعهد "فورسا" فقد استطاع حزب الاتحاد الديمقراطى المسيحى لألمانيا، حزب ميركل، الحصول على 37% من الأصوات، فى الوقت الذى لا يزال الحزب الاشتراكى الديمقراطى، الذى يرأسه مارتن شولتز، لا يحظى إلا على 23% من الأصوات فقط، وهو فى تراجع مستمر، على الرغم من أنه فى البداية كان متفوقا على حزب ميركل، إلا أن رئيس البرلمان الأوروبى السابق فشل فى قدرته على التعبئة للناخبين رغم برنامجه الانتخابى من تحسين معدل البطالة .
وقال أوسكار نيدرماير، وهو خبير سياسى فى جامعة برلين: "من وجهة نظرى، سيكون تشكيل الحكومة أكثر إثارة من التصويت نفسه، لأن هناك إمكانيات كثيرة" وكلها "معقدة"، حيث أن المحافظين لن يصلوا إلى الأغلبية المطلقة، لذلك فمن المتوقع إجراء تشكيل ائتلافى، إلا أن ميركل رفضت أى تحالف مع الأحزاب المتطرفة سواء حزب العدالة والتنمية "البديل الألمانى" الذى يجب أن يحصل على مقاعد فى مجلس النواب واليسار الراديكالى "داى لينك".
وأضاف نيدرماى، أنه وفقا لاستطلاعات الرأى أيضا، فإن حزب البديل من أجل ألمانيا سيدخل فى 24 سبتمبر لأول مرة البرلمان الألمانى كثالث أكبر قوة سياسية، ومرشحو الحزب البارزون يؤكدون على أن حزبهم محافظ وليبرالى، ومع ذلك يجرى التحقيق ضد الحزب بتهمة الدعاية التحريضية باعتبار أن الكثير من شعاراته تثير الانقسام والكراهية.
ويرى وزير العدل الألمانى هايكو ماس، أن جزء من البرنامج الانتخابى لهذا الحزب مخالف للدستور، فما مدى خطورة هذا الحزب اليمينى الشعبوى بالفعل وهل يشكل خطرا على الديمقراطية الألمانية؟.