فى كل مشاركة لمصر فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، على مدار 3 دورات سابقة، كان هناك حرص واضح على أن تمثل كلمة مصر والرئيس عبد الفتاح السيسى أمام الأمم المتحدة، كل الدول العربية، لتتحدث مصر بصوت عربى وأفريقى واحد يؤكد على تفاعلها وتواجدها وعودتها بقوة لدورها الإقليمى السابق، من خلال تفاعلها مع مختلف القضايا العربية، وتقديم حلول مختلفة لكل قضية على حدة.
ويتضمن جدول أعمال الجمعية هذه المرة أيضا اجتماعات وزارية تشارك فيها مصر، حول سوريا، بدعوة من الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى سيعقد الأربعاء، واجتماع آخر حول الشرق الأوسط، برعاية المعهد الدولى للسلام، فضلًا عن جلسة وزارية لمجلس السلم والأمن للاتحاد الأفريقى حول الأوضاع فى جنوب السودان الأربعاء، واجتماع مغلق حول أفريقيا الوسطى فى نفس اليوم.
اهتمام مصر بالقضايا العربية وعرضها على الجمعية العامة للامم المتحدة ، محور أساس اعتادت عليه مصر، والرئيس السيسى فى مختلف مشاركاته السابقة فى دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو ما ظهر فى كلمات مصر فى الثلاث دورات السابقة، التى شاركت فيها منذ عام 2014 .
المشاركة الأولى فى الدورة الـ"69"
وخلال مشاركة مصر الأولى فى الدورة الـ"69" ، حرص الرئيس السيسى فى كلمته على توضيح الجهود التى تقوم بها مصر، لحل الأزمات الإقليمية للدول العربية المختلفة، حيث أشار السيسى فى خطابه إلى أن مصر طرحت بالفعل، وبتوافق مع دول جوار ليبيا، مبادرة ترسم خطوات محددة وأفقا واضحا لإنهاء محنة هذا البلد الشقيق، يمكن البناء عليها للوصول إلى حل سياسى يدعم المؤسسات الليبية المنتخبة، ويسمح بالوصول إلى حل سياسي شامل، يضمن وقف الاقتتال ويحفظ وحدة الأراضى الليبية، وحتى يمكن تنفيذ ذلك، ينبغى وقف تهريب السلاح إلى ليبيا بشكل فعال، وعدم التساهل مع التيارات المتطرفة التي ترفع السلاح، وتلجأ للعنف ولا تعترف بالعملية الديمقراطية.
وتطرق السيسى للأزمة السورية، مطالبا بضرورة وضع إطار سياسي، يكفل تحقيق تطلعات شعبها، بلا مهادنة للإرهاب أو استنساخ لأوضاع تمرد السوريين عليها، مؤكدا دعم مصر لتطلعات الشعب السوري في حياة آمنة، تضمن استقرار سوريا وتصون سلامتها الإقليمية، ووحدة شعبها وأراضيها.
كما يمثل تشكيل حكومة جديدة فى دولة العراق الشقيقة، وحصولها على ثقة البرلمان، تطورا هاما، يعيد الأمل فى الانطلاق نحو تحسن الأوضاع في العراق، ونجاح المساعي الداخلية والخارجية الرامية إلى تحقيق الاستقرار، واستعادة المناطق التي وقعت تحت سيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، بهدف الحفاظ على وحدة الأراضي العراقية، ووقف نزيف الدماء.
وأكد السيسى أن القضية الفلسطينية، ستظل على رأس اهتمامات الدولة المصرية، فمازال الفلسطينيون يطمحون لإقامة دولتهم المستقلة على الأراضي المحتلة عام 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية"، تجسيدا لذات المبادئ التي بُنِيت عليها مسيرة السلام بمبادرة مصرية، منذ سبعينيات القرن الماضي، وهي مبادئ لا تخضع للمساومة، وإلا تآكلت أسس السلام الشامل في المنطقة، وضاعت قيم العدالة والإنسانية.. ويقينا، فإن استمرار حرمان شعب فلسطين من حقوقه، يوفر مدخلاً لاستغلال قضيته لتأجيج أزمات أخرى، ولتحقيق البعض لأغراض خفية، واختلاق المحاور التى تُفَتِتُ النسيج العربي، وفرض الوصاية على الفلسطينيين، بزعم تحقيق تطلعاتهم.
المشاركة الثانية فى الدورة الـ"70".. حل سياسى للأزمة السورية
خلال المشاركة لثانية لمصر فى الدورة الـ"70" للجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2015 ، أكد السيسى أن حرص مصر البالغ على مستقبل ليبيا وسلامتها واستقرارها كان دافعها الأول لدعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية، وقد كان لهذا الدعم دوره الواضح فى التوصل إلى اتفاق "الصخيرات" الذى ينبغى أن يكون علامة فارقة، كى نشهد فيما بعده توحيد جهود المجتمع الدولى ووقوفه خلف إرادة الأطراف التى وقعت على الاتفاق من أجل إعادة بناء الدولة الليبية.
وفى الأزمة السورية قال السيسى، إن المتطرفين أستغلوا تطلعات الشعب السورى المشروعة للجنوح بهذا البلد الشقيق نحو مواجهات تستهدف تحقيق أغراضهم فى إقصاء غيرهم، بل امتدت هذه المواجهات حتى فيما بين الجماعات المتطرفة ذاتها طمعا فى المغانم، حتى تكاد سوريا اليوم تتمزق وتعانى خطر التقسيم فى ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة وأطماع أطراف إقليمية مكشوفة.
واستعرض جهود مصر لحل الأزمة من خلال دعوة القوى الوطنية السورية للاجتماع فى القاهرة لصياغة تصور واضح للمرحلة الانتقالية وفق وثيقة جنيف، بما يوفر أرضية مشتركة للسوريين جميعا لبناء سوريا الديمقراطية ذات السيادة على كامل ترابها، وبما يحافظ على كيان الدولة ومؤسساتها ويحترم تنوع مكوناتها ويصون انتماءها القومى.
وقال إن تلك القوى الوطنية السورية مدعوة للمساهمة بكل قوة فى كل جهد يبذل للتفاوض حول مخرج سياسى من الأزمة يحقق تطلعات الشعب السورى.
وخلال نفس الدورة أكد السيسى على دعم مصر السياسى والعسكرى لليمن الشقيق، مؤكدا أن مشاركتها فى الخطوات التى اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية، جاء استجابة لطلب اليمن وانطلاقا من مسئوليتنا تجاه صيانة الأمن القومى العربى أمام محاولات أطراف خارجية العبث به وبمقدراته، وفى إطار تمسكنا بوحدة اليمن واستقلال وسلامة أراضيـه، تحث مصر الأسرة الدولية على بذل الجهود اللازمة لاستئناف العملية السياسية الانتقالية وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
ولم يتجاهل السيسى القضية الفلسطينية، مشددًا على أهمية إيجاد حل عادل لها، قائلا إن تسوية تلك القضية وتمكين الشعب الفلسطينى من تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وسوف يقضى على أحد أهم عوامل عدم استقرار المنطقة وإحدى أخطر الذرائع التى يتم الاستناد إليها لتبرير أعمال التطرف والإرهاب.
وأضاف الرئيس:"ولعلكم تتفقون معى على أنه لابد من تسوية تلك القضية دون إبطاء، حتى تتفرغ كل شعوب المنطقة لبناء مستقبلها معا، ولتحقيق الرفاهية والازدهار وإيجاد مستقبل أفضل لأجيالها، وأن ما يشهده القدس والحرم القدسى الشريف لدليل على أن التوصل إلى السلام ما زال يواجه صعوبات وتحديات تستلزم علينا جميعاً مواجهتها وإيجاد حلول حاسمة لها".
المشاركة الثالثة الدورة الـ"71" .. السيسى يدعو لمبادرة من الأمم المتحدة لحل القضية الفلسطينية
وخلال مشاركة مصر فى الدورة الـ"71" من الجمعية العامة للأمم لمتحدة ، طالب السيسى بوقف فوري وشامل لكل الأعمال العدائية فى جميع أنحاء سوريا يمهد لحل سياسي يحقن الدماء ويحفظ وحدة سوريا وسلامتها الاقليمية، مرحبًا باتفاق وقف العدائيات الذى تم التوصل إليه بجهد مشكور من جانب روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ونتطلع لسرعة تحرك المجتمع الدولى الجاد لاستئناف المفاوضات في أقرب وقت للتوصل لتسوية شاملة للازمة.
وخلال تلك المشاركة، خرج الرئيس عن إطار نص الكلمة ووجه نداء من منبر الجمعية العامة للامم المتحدة الذي يمثل صوت العالم، قائلا: " لدينا فرصة حقيقية لكتابة صفحة مضيئة في تاريخ المنطقة بالتحرك في اتجاه السلام ، التجربة المصرية تجربة رائعة ومتفردة ويمكن تكرارها مرة أخرى بحل مشكلة الفلسطينيين وإيجاد دولة فلسطينية لهم بجانب الدولة الإسرائيلية، تحقق الأمن والأمان للفلسطينيين وتحقق الأمن والأمان للإسرائيليين وتحقق الاستقرار والازدهار للفلسطينيين وتحقق مزيد من الاستقرار والازدهار للاسرائيليين".
وفى القضية الليبية، أوضح السيسى أن مصر تقوم بدور نشط لجمع الفرقاء الليبيين ودعم تنفيذ الاتفاق كسبيل لاستعادة وحدة وسلطة الدولة الليبية على أراضيها والعمل من خلال مؤسساتها الشرعية من مجلس رئاسى وحكومة وحدة وطنية ومجلس نواب وجيش وطنى.
كما تستضيف مصر اجتماعات للأشقاء الليبيين لتسهيل تنفيذ اتفاق الصخيرات وتشكيل حكومة وحدة وطنية ممثلة لكل الليبيين ومصادقة مجلس النواب عليها لتتفرغ لإعادة الإعمار ويتفرغ الجيش الليبى لمواجهة الإرهاب، كما ينبغى سرعة رفع حظر السلاح المفروض على تسليح الجيش الليبي ولا مكان للإرهاب أو الميليشيات فى ليبيا فقد آن الأوان لاستعادة مؤسسات الدولة الليبية.
وحول اليمن، شدد الرئيس على أن مصر لا تدخر جهدا لدعم وحدة اليمن واستقرار سلامته الاقليمية وعودة حكومته الشرعية، مضيفا :"إننا نؤيد جهد المبعوث الأممى وندعم خطته لحل الأزمة التى وافقت عليها الحكومة الشرعية تغليبا للمصلحة الوطنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة