من أسيوط إلى نيويورك.. كيف نجح السيسى فى تحريك عملية السلام بالمنطقة.. الرئيس حث الجانبين على إحياء العملية السلمية.. شكرى حرك المياه الراكدة بزيارة لرام الله وتل أبيب.. والقاهرة ضمدت جرح فلسطين وسط إشادة دولية

الأربعاء، 20 سبتمبر 2017 07:00 م
من أسيوط إلى نيويورك.. كيف نجح السيسى فى تحريك عملية السلام بالمنطقة.. الرئيس حث الجانبين على إحياء العملية السلمية.. شكرى حرك المياه الراكدة بزيارة لرام الله وتل أبيب.. والقاهرة ضمدت جرح فلسطين وسط إشادة دولية الرئيس عبد الفتاح السيسى
تحليل يكتبه – أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
قبل 17 شهرا، ومن محافظة أسيوط فى قلب صعيد مصر، كانت القضية الفلسطينية حاضرة فى ذهن وقلب الرئيس عبد الفتاح السيسى، والذى أعلن وقتها أن هناك فرصة حقيقية لإقامة سلام حقيقى وأمن واستقرار بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى، إذا ما كان هناك تجاوب حقيقى مع الجهود العربية والدولية لإقامة السلام، مشددا على استعداد مصر للعب دور بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

 

 القضية الفلسطينية، مرت بعدد من المنعطفات الخطيرة على مدار تاريخها، وجاء الانقسام الفلسطينى عقب نجاح حركة حماس فى الانتخابات فى عام 2006، والتى تلاها حدوث الانقسام بين فتح وحماس والذى كان نتيجته سيطرة الأخيرة على قطاع غزة.

 

ومنذ العام 2007 ترسخ الانقسام الفلسطينى بين حركتى فتح وحماس بشكل كبير، وفشلت كل جهود المصالحة بين الطرفين عقب فشل اتفاق مكة الذى تم بين فتح وحماس، وترسخ الانقسام بشكل كبير، فى ظل تحركات مصرية لإنهاء تلك الحالة التى تؤثر سلبا على مستقبل القضية الفلسطينية، وكثفت القاهرة اتصالاتها مع طرفى الانقسام لتحقيق المصالحة حتى تكللت الجهود بتوقيع اتفاق المصالحة فى عام 2011، وعلى الرغم من اتفاق تلك الأطراف إلا أن انسداد الأفق السياسى عرقل تفعيل بنود اتفاق القاهرة.

 

ثورات الربيع .. وخريف القضية الفلسطينية

وعقب اندلاع ثورات الربيع العربى تأثرت القضية الفلسطينية سلبا بسبب ما يجرى فى الإقليم من صراعات حرفت أنظار العالم عن احتلال إسرائيل للأراضى الفلسطينية، وبات التركيز الأكبر على الصراع المسلح بين قوى إقليمية ودولية وجماعات متطرفة ترتع فى الإقليم، وهو ما أثار تخوف القاهرة من محاولات صرف الأنظار عن قضية العرب الأولى وتدخل القاهرة عقب إعلان الحكومة الإسرائيلية تعليق المفاوضات رسميا مع السلطة الفلسطينية عام 2014، رفضا لمشاركة حماس فى أى حكومة وحدة فلسطينية، وهو ما يفسر انزعاج تل أبيب من جهود القاهرة فى توحيد صفوف فتح وحماس ودفعهما لتشكيل حكومة توافق وطنى.

 

ومع استمرار المراوغة الإسرائيلية من أى عملية سلام مع الجانب الفلسطينى، تحركت القاهرة وفقا للرؤية العربية فى التعاطى مع القضية الفلسطينية، وبدأت القيادة المصرية تحريك المياه الراكدة فى محاولة لتحقيق اختراق للانسداد السياسى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسى رسالة فى مايو الماضى لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتحقيق سلام "أكثر دفئا" من الوضع الحالى، والقضاء على الإحباط واليأس عند الفلسطينيين.

 

دعوة الرئيس السيسى التى أطلقها من جنوب مصر أشارت بشكل واضح إلى سعى القاهرة للعب دورها المحورى والتاريخى بالعمل على دفع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى اغتنام الفرصة الحالية في إقامة عملية سلام حقيقية تعطي الأمل للفلسطينيين والأمان للإسرائيليين.

 

دعوة السيسى تفتح باب الوحدة

وطالب الرئيس عبد الفتاح السيسى الفصائل الفلسطينية المختلفة بالاتحاد من أجل إيجاد حل لهذه القضية، كما طالب القيادة فى إسرائيل والأحزاب باغتنام الفرصة لإقامة سلام شامل، وتابع: "هناك مبادرة عربية وفرنسية وجهود أمريكية ولجنة رباعية تهدف جميعا لحل القضية الفلسطينية. ونحن في مصر مستعدون لبذل كل الجهود التي تساعد في إيجاد حل لهذه المشكلة".

 

وأضاف السيسى أن المبادرة العربية للسلام تقدم مساهمة في إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مشددا على أن هناك جهودا مصرية ودولية تبذل لحل الأزمة الفلسطينية – الإسرائيلية من أجل تحقيق السلام للأجيال القادمة.

 

وعقب الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى بدأت مؤسسات الدولة المصرية التحرك على كافة الأصعدة لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والتى ستنعكس إيجابا على الأوضاع فى المنطقة، وكثفت القاهرة اتصالاتها مع حركتى فتح وحماس لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتوحيد الصف الوطنى وتفعيل اتفاق القاهرة الموقع عام 2011، لتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية وتوحيدها قبل الشروع فى أى عملية سلام مع الجانب الإسرائيلى.

 

سامح شكرى .. زيارات مكوكية

الدعوة التى وجهها الرئيس السيسى من أسيوط أعقبها زيارة لوزير الخارجية سامح شكرى إلى رام الله للقاء الرئيس أبو مازن، ناقلا رسالة شفهية من الرئيس السيسي إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 

ووفقا لبيان وزارة الخارجية المصرية فقد جاءت زيارة سامح شكرى زيارة إلى رام الله في إطار متابعة الدور المصري في دعم القضية الفلسطينية والمساعدة على التوصل إلى حل شامل وعادل يحقق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

 

وتوجه وزير الخارجية فى يونيو 2016 إلى تل أبيب فى زيارة هامة تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية/الإسرائيلية، بالإضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية.

 

وجاءت زيارة وزير الخارجية إلى إسرائيل فى توقيت هام، بعد الدعوة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بأهمية التوصل إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية يحقق حلم إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة، والسلام والأمن لإسرائيل، وتأتى الزيارة عقب لقاء سامح شكرى مع رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس أبو مازن، وسط جهود إقليمية ودولية تقودها مصر تستهدف تشجيع الطرفين الفلسطيني والاسرائيلى على استئناف المفاوضات، وتوجيه دفعة لعملية السلام من خلال إعادة وضع القضية الفلسطينية في بؤرة الاهتمام الدولي بعد فترة من الجمود.

 

وقادت مصر تحركات على المستوى الدولى بلقاء وزير الخارجية سامح شكري، أغسطس الماضى، بوفد أمريكى رفيع المستوى برئاسة جاريد كوشنر كبير مستشارى الرئيس الأمريكى، وعضوية كل من جيسون جرينبلات المساعد الخاص للرئيس الأمريكي والممثل الخاص للمفاوضات الدولية، ودينا باول نائب مستشار الأمن القومي للشئون الاستراتيجية، وذلك في إطار جولتهم الحالية  فى عدد من دول المنطقة من أجل التباحث بشأن سبل دعم عملية السلام، واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

 

وبحسب المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، فقد أعرب وزير الخارجية عن تقدير مصر للجهود الأمريكية من أجل تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتطلعها لتكثيف الإدارة الأمريكية لجهودها خلال الفترة القادمة في هذا الشأن، موضحا أن مرحلة الجمود التي تمر بها عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي كان لها انعكاسات سلبية على أمن واستقرار المنطقة بالكامل.

 

محادثات وزير الخارجية مع الوفد الأمريكى تناولت العناصر والمحددات التى يمكن الاستناد إليها لتشجيع الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى على استئناف المفاوضات، حيث أكد وزير الخارجية على أهمية وجود أُفُق وإطار زمني واضح ومرجعيات متفق عليها للمفاوضات، مشيراً إلى أن المنطقة بأكملها فى حالة تعطش لإحلال السلام وإنهاء الصراع  الذي دام لعقود طويلة، ومن خلال حل دائم يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة التى تعيش إلى جوار دولة إسرائيل فى سلام وأمن، منوهاً إلى أن التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية من شأنه أن يسهم في تحقيق الاستقرار ووقف العنف والتوتر بالمنطقة. 

 

واتفق  وزير الخارجية مع الوفد الأمريكى على أهمية استمرار التشاور والتنسيق بين مصر والولايات المتحدة خلال المرحلة المقبلة من أجل الدفع بعملية السلام واستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.   

 

ومع تحريك القاهرة لملف عملية السلام وحث الجانب الأمريكى على اتخاذ خطوة شجاعة لتشجيع الفلسطينيين والإسرائيليين على اتخاذ تلك الخطوة، بدأت القاهرة حسم عدد من الملفات العالقة وعلى رأسها ملف المصالحة الوطنية وإنهاء الإنقسام بين حركتى فتح وحماس، وهو النجاح الذى أشادت به الأطراف الدولية والقوى الفاعلة، وذلك بسبب فشل كل مبادرات انجاز المصالحة الفلسطينية وهو الملف الذى أثر سلبا على القضية وأعطى ذريعة للجانب الإسرائيلى للتملص والمراوغة من أى دعوات لإحياء عملية السلام.

 

ومع ترحيب الرئيس محمود عباس أبو مازن بالجهود المصرية لتوحيد الصف الفلسطينى، بدأت القاهرة فى العمل بشكل فعلى من أجل إحياء السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، وهو ما بحثه الرئيس عبد الفتاح السيسى مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى نيويورك، وهو اللقاء الذى حث خلاله الرئيس الجانب الإسرائيلى على إحياء عملية السلام وتحقيق الاستقرار فى المنطقة.

 

وعقب نجاح التحركات المصرية على مدار ما يقرب من 16 شهرا لتوحيد الجبهة الداخلية بتحقيق المصالحة بين فتح وحماس، واستعداد حكومة التوافق للذهاب لغزة لتسلم مهامها، ودعوة الرئيس السيسى للجانبين الإسرائيلى والفلسطينى للعيش المشترك فى سلام واستقرار، تعود القاهرة لريادة المنطقة العربية عبر دعوتها لتحقيق السلام وتبنيها لمسار العملية السلمية لإنهاء الصراع فى الأراضى المحتلة وإيجاد حل يحفظ حقوق الفلسطينيين التاريخية، ويضع حدا لأحد أصعب الأزمات والتحديات التى تواجه المنطقة.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة