يوم تلو الأخر يتضح الوجه القطرى البائس القبيح، فى نشر الفوضى والعمل على تقويض الأمن العربى ولم شمل اللحمة العربية وإنهاء النزاعات والانقسامات ، فقد كشفت وثائق لدبلوماسيين أمريكيين الدور الذى لعبته قطر فى تعزيز الانقسام بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس.
واستناداً إلى الوثائق التى نشرتها مواقع وصحف إماراتية، فإن قطر أسهمت فى ذلك من خلال الدفاع عن حكم حماس، مروراً بوقف المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية، بدءًا من تاريخ سيطرة الحركة على غزة عام 2007، والمطالبة بإشراكها فى مفاوضات السلام مع إسرائيل، وصولاً إلى كشف وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون فى عام 2011، عن أن قطر رفعت مساعداتها لحماس إلى 115 مليون دولار.
وكشفت الوثائق التى نشرها موقع "بوابة عين" الإماراتى، إن كبار المسئولين الفلسطينيين، وعلى رأسهم الرئيس محمود عباس وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات اشتكوا فى لقاءات مع سياسيين وبرلمانيين أمريكيين من أن قطر تدعم حماس بفاعلية من أجل تعزيز سيطرتها على غزة.
وأشارت الوثائق التى نشرها موقع التسريبات "ويكيليكس" ونقلتها صحيفة "الاتحاد" الإماراتية أيضا، إن قطر عملت على محاولة تخريب الجهود المصرية للمصالحة الفلسطينية، من خلال الزعم تارة، بأن حماس لا تثق بالقاهرة، وأن الأخيرة غير جديرة بجهود الوساطة، تارة أخرى.
وكانت الدوحة قد حاولت على مدى سنوات طويلة ماضية تخريب الجهود المصرية من خلال الزعم بأنها الأقدر على تحقيق المصالحة الفلسطينية.
وفى برقية سرية كتبها القائم بأعمال السفير الأمريكى فى الدوحة مايكل راتنى، جاء فيها: "لم ترسل قطر أية أموال من خلال قنوات الجامعة العربية منذ يونيو 2007، ولا يزال من غير الواضح إلى أى مدى ستمول حكومة قطر رواتب الحكومة فى ظل استمرار النزاع بين حماس والسلطة الفلسطينية".
وأضاف راتنى، فى البرقية بتاريخ فى 15 أبريل 2008، "أعرب كبار المسئولين القطريين عن إحباطهم من أن اللجنة الرباعية شجعت الانتخابات الفلسطينية، ثم أحبطت الاتصالات الدولية مع حماس بعد فوزها فى الانتخابات وتشكيلها الحكومة".
وأشارت البرقية، إلى أن قطر حافظت على اتصالات سرية وعلنية مع إسرائيل، فى إشارة إلى زيارة وزيرة الخارجية السابقة تسيبى ليفنى إلى قطر فى 13 و14 من الشهر نفسه.
وأضاف راتني: "ألمح رئيس الوزراء القطرى وزير الخارجية حمد بن جاسم بشكل غير مباشر فى اجتماعات خاصة أن حكومة قطر ساعدت فى بعض الأحيان أجهزة الأمن ألإسرائيلية، وليس لدى قطر ترتيبات أمنية معروفة مع السلطة الفلسطينية، كما أنها لا توفر للسلطة الفلسطينية أى مساعدة أمنية.. وقد اتهمت قطر منذ فترة طويلة وخاصة من قبل الأردن والسلطة بتوفير الأموال لحماس".
وفى برقية سرية أخرى يوم 10 ديسمبر 2007، كتب القنصل الأمريكى العام فى القدس جاكوب والاس، عن نتائج لقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت فى رام الله حماس، تتمكن من البقاء، أساسا، بسبب التمويل القطرى".
كما اشتكى أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، من الدعم القطرى الفاعل لحركة حماس، حيث كشفت برقية سرية كتبها والاس فى 26 فبراير 2009 عن لقاء الأول بعدد من أعضاء الكونجرس، فى رام الله.
ويتضح أنه سبق أن دعمت قطر حركة حماس فى تمردها على السلطة الفلسطينية، بما أدى إلى سيطرتها على قطاع غزة لاحقا، فقد كان ولى العهد القطرى آنذاك تميم بن حمد قد طلب من مساعد وزير الخارجية الأمريكى لشئون الشرق الأدنى ديفيد ويلش منح الحركة فرصة.
وقال تميم، بحسب برقية سرية كتبها السفير الأمريكى الأسبق فى الدوحة شيس أنترمير فى 6 يونيو 2006: "إن الفلسطينيين يواجهون انقسامات داخلية خطيرة الآن، ننصح بإعطاء حماس فرصة لأنها حكومة الآن، وليست حزبا، والطريقة الوحيدة للسلام هى من خلالهم.. ينبغى على حماس أن تعمل مع فتح - على الأقل علناً".
ووفق البرقية، قال تميم إن قطر لن يكون لديها أى اعتراض إذا ما قررت جامعة الدول العربية استخدام تبرعها البالغ 50 مليون دولار من خلال الآلية الدولية المقترحة.
وتحت عنوان "قطر وتصحيح المسار"، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية، إن "تنظيم الحمدين" اعتاد على شراء كل شيء بالمال وذهب ينفق ثروات قطر وشعبها على دعم الإرهاب والمتطرفين وتمويل المتآمرين والمؤامرات فى البلاد العربية وغيرها، وذهب يشترى المجد والشهرة ويدفع الرشى للحصول على المونديال ويدعم قادة وسياسيين بالمال ليسكتوا عن جرائمه ودعمه الإرهاب.
وأضافت الصحيفة أن "تنظيم الحمدين" أعتقد أنه يستطيع أن يشترى أيضًا سكوت شعب قطر عن جرائمه وفضائحه التى فاحت رائحتها وعمت كل الأرجاء، وذهب إعلامه المأجور بقيادة "الجزيرة" المشبوهة يروج تأييدًا شعبيًا مزعومًا للنظام القطري، ويدعى أن هذا النظام هو الأكثر شعبية بين الأنظمة العربية، وأنه ليس له أعداء ولا معارضة وأن كل ما يفعله مؤيد من شعب قطر الملتف دائمًا حول قيادته.