دعت منظمة هيومان رايتس ووتش، الأربعاء، قطر إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لإنقاذ نحو 800 ألف عامل يعملون فى العراء وبعضهم يبنى منشآت كأس العالم 2022، مشيرة إلى أنهم يعملون تحت درجات حرارة حارقة أدت إلى وفاة المئات منهم، منتقدة الاستهتار الذى تعامل فيه الدوحة العمال.
وذكرت المنظمة الحقوقية ومقرها نيويورك فى بيان إن عمال البناء الذين يعملون فى الأماكن المكشوفة معرضون لخطر الأمراض القاتلة بسبب الحر والرطوبة الشديدين فى البلاد، إلى جانب غياب فترة الراحة الكافية.
ورغم إدعاء السطات القطرية إقرار حظر العمل فى الأماكن المكشوفة فقط من الساعة 11:30 صباحا إلى 3 بعد الظهر بين 15 يونيو و31 أغسطس، لكن "هيومان رايتس" أكدت أن " الظروف الجوية فى قطر تصل فى كثير من الأحيان، خارج تلك الساعات والتواريخ، إلى مستويات يمكن أن تؤدى إلى أمراض قاتلة مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة فى غياب فترة راحة كافية".
وتابعت المنظمة "لا تنطبق هذه الشروط الجيدة إلا على ما يزيد قليلا عن 120 ألف عامل الذين يبنون ملاعب كأس العالم - حوالى 1.5 % من القوى العاملة فى البناء فى قطر".
وفى عام 2013، أقرت السلطات القطرية بـ 520 حالة وفاة لعمال من بنغلاديش والهند ونيبال، وفى عام 2012 توفى 385 عاملا، ولم تشرح السلطات القطرية أسباب موتهم، ولا توجد أرقام قطرية رسمية بشأن إجمالى الوفيات حتى الآن.
وقال معد التقرير نيكولاس ماكجيهان :" السلطات القطرية فشلت فى تطبيق أدنى أشكال حماية العمال، وقرارها بتجاهل توصيات بشأن وفيات العمال ورفض نشر المعلومات حولها يؤكد تنصل الدوحة من مسؤولياتها".
وانتقدت "هيومان رايتس " فى تقريرها غياب الشفافية القطرية فى ملف العمال، وقالت " لم يُجب بعد مسئولو الصحة العامة القطريين على طلبات الحصول على معلومات عن العدد الإجمالى لوفيات العمال المهاجرين وأسبابها منذ عام 2012".
وأوضحت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط فى المنظمة: "من الضرورى فرض قيود مناسبة على العمل فى الأماكن المكشوفة، والتحقيق ونشر المعلومات بانتظام حول وفيات العمال لحماية صحة وحياة عمال البناء فى قطر، تحديد ساعات العمل ليكون تحت درجات حرارة آمنة – وليس بناء على الساعة أو التقويم - هو أيضا ضمن قدرة الحكومة القطرية، وسيساعد على حماية مئات آلاف العمال".
وفى قطر تقريبا 2 مليون عامل وعاملة مهاجرين، يشكلون حوالى 95 % من إجمالى قواها العاملة، ويعمل نحو 40 %، أو 800 ألف، من هؤلاء العمال فى قطاع البناء، ومنذ ديسمبر 2010، عندما فازت قطر بقرعة استضافة كأس العالم 2022، شرعت البلاد فى أعمال بناء ضخمة، يعمل فيها مئات الآلاف من العمال فى ظروف قاهرة.
وطالب ماكجيهان الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" والاتحادات الوطنية ومنظمى كأس العالم 2022 بممارسة الضغط على الدوحة من أجل اتخاذ خطوات أكثر لحماية العمال من الأوضاع القاسية، وتابع :" يجب أن يطالبوا أيضا بالحصول على إجابة سؤالين هما، كم عدد العمال الذين لقوا مصرعهم منذ عام 2012 وكيف لاقوا حتفهم ؟".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة