تتمسك السلطات الحاكمة فى إقليم كردستان العراق على تنظيم استفتاء الانفصال عن العراق المزمع عقده 25 سبتمبر الجارى وسط استنفار كامل لقوات البيشمركة لتأمين عملية التصويت فى الاستفتاء، ويأتى ذلك فى ظل رفض إقليمى ودولى للاستفتاء الذى يستهدف وحدة واستقرار الدولة العراقية، وهو الاستفتاء الذى اعتبرته الحكومة الاتحادية فى بغداد برئاسة الدكتور حيدر العبادى بـ"غير دستورى".
وفى أول تحرك رسمى من المسئولين فى إقليم كردستان العراق، انطلقت الحملة الدعائية لاستفتاء انفصال إقليم كردستان، اليوم، الثلاثاء، بشكل رسمى، ومن المقرر أن تستمر الحملة حتى 22 سبتمبر الجارى.
وقالت وسائل إعلام كردية أن حملة دعائية جماهيرية للاستفتاء نظمت بعد منتصف ليلة أمس الإثنين، فى مدينة أربيل بمشاركة عدد كبير من المواطنين فى قلعة أربيل.
وحددت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء فى إقليم كردستان، الأحد الماضى، موعد انطلاق الحملة الدعائية لاستفتاء استقلال إقليم كردستان، على تبدأ الحملة من 5 سبتمبر الجارى لمدة 18 يوماً.
يشار إلى أن المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والاستفتاء فى إقليم كردستان، قالت مسبقا، إن 5 ملايين ونصف المليون شخص يحق لهم الإدلاء بأصواتهم فى استفتاء الاستقلال المقرر إجرائه فى الخامس والعشرين من سبتمبر الجارى.
بدوره حذر النائب عن الاتحاد الوطنى الكردستانى فى كركوك، محمد عثمان، اليوم الثلاثاء، الأكراد من احتمالية خسارة الاستفتاء فى كركوك، مؤكدا وجود عتب وتذمر وسط الشارع الكركوكى، كما أن مكاتب الاستفتاء لم تفتح فى المحافظة.
وأكد النائب عن الاتحاد الوطنى الكردستانى عن كركوك، فى بيان صحفى، أمس رفض المكونين العربى والتركمانى فى كركوك للاستفتاء وموقف حركة التغيير الداعية إلى تأجيل الاستفتاء وحصولها فى الانتخابات السابقة على أكثر من 34 ألف صوت فى المدينة.
وأوضح المتحدث الرسمى باسم الاتحاد الوطنى الكردستانى سعدى أحمد بيرة، أن وصول سلطات الإقليم إلى القناعة حول إجراء الاستفتاء كبوابة قانونية وحيدة باتجاه الاستقلال جاء نتيجة "فقدانها الثقة فى الحكومة الفدرالية (بغداد) ويأسها منها".
وأكد المتحدث الرسمى باسم الاتحاد الوطنى الكردستانى فى تصريحات صحفية، أن شعب كردستان لم يكن من دعاة تشكيل دويلات صغيرة، مضيفا أن الأكراد كانت لديهم فرصتان للانفصال عامى 1991 و2003، لكنهم لم يختاروا ذلك.
وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزانى قد حذر فى 12 أبريل الماضى من عمق الأزمة السياسية فى العراق، وأمهل القوى السياسية فى البلاد شهورا لحلها وإلا "سيمضى شعب كردستان فى طريقه وسيقرر مصيره".
وأكد "بارزانى" فى أغسطس الماضى إجراء الاستفتاء فى موعده، مستبعدا نجاح أى شراكة طويلة الأمد مع حكومة بغداد.
وصدرت اتهامات من خصوم سياسيين لبارزانى بأن الاستفتاء ورقة ضغط يريد من خلالها تحقيق مكاسب سياسية وتعزيز شعبيته قبل الانتخابات المقبلة.
وأكد رئيس مجلس محافظة كركوك ريبوار فائق الطالبانى أن تلك الاتهامات مرفوضة، مؤكدا أن حق تقرير المصير لا علاقة له بكتلة أو شخصية حزبية بل أن "الموعد تأخر مائة عام".
ورفض "الطالبانى" الذى ينتمى إلى حزب الاتحاد الوطنى بقيادة الرئيس العراقى السابق جلال طالبانى، التحذيرات من عواقب الاستفتاء فى ظل المشاكل السياسية الداخلية للإقليم والنزاعات فى المنطقة، ويقول أن ذلك لا علاقة له بحق تقرير المصير.
ولم يعقد برلمان كردستان اجتماع منذ أكتوبر 2015 إثر خلاف حول ولاية بارزانى الرئاسية التى انتهت فى العام ذاته، وأثير جدل حول تمديدها أو إجراء انتخابات.
ويمر إقليم كردستان العراق بمشكلات اقتصادية يعود بعضها إلى تراجع أسعار النفط. فيما تلقى الخلافات مع حكومة بغداد فضلا عن الحرب على داعش بظلالها على الأوضاع فى الإقليم.
فيما اعتبر المساعد الخاص لرئيس البرلمان الايرانى فى الشئون الدولية حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، أن إجراء استفتاء انفصال كردستان المزمع اجراؤه فى 25 سبتمبر الجارى، سيثير أزمة جديدة.
وقال عبداللهيان، فى تصريحات نقلتها وسائل إعلام عراقية: أن "الاحداث الارهابية فى المنطقة وأوربا تشير إلى أن المجتمع الدولى يواجه ظاهرة جديدة من الارهاب حيث يعود المصدر الفكرى لهذه التيارات إلى التفكير الخاطئ للوهابية".
وشدد عبداللهيان على أنه "نهتم بموقف فرنسا القائم على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية والامتناع عن الإجراءات الانفصالية، أن قضية اجراء الاستفتاء فى كردستان العراق لن يكون حلا للمشاكل وسيحدث ازمة جديدة فى العراق لاسيما أن إيجاد خلافات فى العراق سيوفر فرصة جديدة للإرهاب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة