أفادت دراسة بأن صناعة الكحوليات تلجأ إلى الإنكار والتشويه والإلهاء لتضليل الناس بشأن مخاطر الإصابة بالسرطان جراء تناول هذه المشروبات، وأنها كثيرا ما تستخدم أساليب مماثلة للتى تستخدمها صناعة التبغ.
وذكرت الدراسة، التى قادها علماء فى كلية لندن للصحة العامة ومعهد كارولينسكا السويدى، أن صناعة الكحوليات تقدم غالبا العلاقة بين الكحول والسرطان على أنها بالغة التعقيد، ما يعنى أنه لا يوجد دليل واضح على وجود رابط ثابت.
ووجدت الدراسة أن من الاستراتيجيات الأخرى إنكار وجود أى علاقة أو القول دون تحرى الدقة أنه لا يوجد خطر من الاعتدال فى الشراب، موضحة أن الصناعة تسعى أيضا إلى ذكر نطاق واسع من عوامل الخطر الفعلية والمحتملة الأخرى للإصابة، فى مسعى لتقديم الكحوليات على أنها واحدة من عوامل عديدة.
وحلل الفريق البحثى الذى أعد الدراسة معلومات تتعلق بالسرطان على المواقع الإلكترونية والوثائق الخاصة بنحو 30 مؤسسة لصناعة الكحوليات فى أنحاء العالم بين سبتمبر 2016 وديسمبر من نفس العام.
وقال مارك بيتيكرو أستاذ الصحة العامة بكلية لندن للصحة العامة والطب المدارى، والذى شارك فى رئاسة الفريق المعد للدراسة، "قوة الدليل العلمى واضحة... شرب الكحوليات يزيد خطر بعض الأشكال الشائعة من السرطان".
وأضاف بيتيكرو، "ثمة نقاش بأنه كلما زاد الوعى العام خاصة بخطر الإصابة بسرطان الثدى زاد التهديد لصناعة الكحوليات، تحليلنا يشير إلى أن منتجين عالميين كبارا للكحوليات ربما يحاولون التخفيف من هذا بنشر معلومات مضللة".
وحدد فريق بيتيكرو ثلاث استراتيجيات رئيسية تلجأ إليها الصناعة، وهى إنكار أى صلة بالسرطان، أو حذف انتقائى للعلاقة، والتشويه بذكر بعض مخاطر السرطان، مع تحريف حجمها أو التعتيم عليه والإلهاء بالسعى لإبعاد التركيز عن مخاطر الكحوليات وتوجيهها صوب مخاطر أخرى للسرطان.
