تقدم مجموعة من النساء السوريات عرضا مسرحيا لقصة "إفيجينيا" المأساوية التى كتبها يوريبيديس، من أجل تقريب معاناة النساء السوريات اللائى أجبرتهن الحرب على ترك وطنهن إلى ذهن الجمهور فى ألمانيا.
والمسرحية التى تعرض هذا الشهر والشهر المقبل فى مسرح فولكسبويهنه (مسرح الشعب) التاريخى فى برلين، هى معالجة للقصة التى كتبها يوريبيديس قبل 2500 سنة عن أميرة يقدمها والدها الملك الإغريقى أجا ممنون قربانا لإلهة غاضبة.
ووقفت تسع نساء سوريات يقمن فى ألمانيا على خشبة المسرح يوم الجمعة تروين قصصهن الشخصية عن الفرار بحياتهن للعيش فى دولة جديدة، فى إطار هذه المعالجة لمسرحية تدور أحداثها عشية حرب أجا ممنون التى استمرت عشر سنوات للسيطرة على مدينة طروادة.
وقال عمر أبو سعدة مخرج المسرحية: "المشروع، فى حلقاته المختلفة يهدف إلى إنتاج وثيقة عن حياة السوريين فى المراحل المختلفة (من الحرب السورية) خاصة من وجهة نظر النساء".
وهذا هو الجزء الثالث من مشروع مسرحى دولى يهدف إلى استعراض حياة نازحات سوريات ويدعو المشاهدين للتعرف عليهن، باعتبارهن أفرادا ولسن مجرد لاجئات من بلد تمزقه الحرب. وقُدمت الحلقتان الأولى والثانية فى الأردن ولبنان فى عامى 2013 و2014".
ووصل أكثر من مليون مهاجر إلى ألمانيا منذ منتصف عام 2015 ثلثهم تقريبا من النساء والفتيات. وجاء كثيرون من هؤلاء المهاجرين إلى ألمانيا هربا من الصراعات فى الشرق الأوسط.
وقُدمت هذه المعالجة لأول مرة كقصص فى سبتمبر فى صالات مطار تيمبلهوف السابق، الذى تحول الآن إلى أحد أكبر مخيمات اللاجئين فى برلين.
وقال محمد العطار مؤلف المعالجة الجديد (فى المسرحية): "نبدأ فى التفكير فى حكاياتهن ليس كلاجئات بل كأفراد بشخصياتهن الغنية". وأضاف: "النساء يشبهن نظيراتهن الألمانيات أو الفرنسيات أو السودانيات أو الكنديات".
