الوزير الفلسطيني وليد العساف: القوانين الصهيونية حولت حياتنا إلى جحيم

الأربعاء، 17 يناير 2018 06:27 م
الوزير الفلسطيني وليد العساف: القوانين الصهيونية حولت حياتنا إلى جحيم مؤتمر الأزهر الشريف لنصرة القدس
كتب - لؤى على - إسماعيل رفعت

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الوزير وليد العساف، رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان بفلسطين، أن تغيير هوية مدينة القدس الشرقية تطلب من الكيان الصهيوني سلسلة من الإجراءات والقوانين ضد المدينة؛ من ضمنها اتباع سياسات اقتصادية واجتماعية طاردة للفلسطينيين العرب وتشجيع إحلال اليهود مكانهم، والسيطرة على المسجد الأقصى وتقاسمه مؤقتًا زمانيًّا ومكانيًّا، وسن قوانين وفتاوى لصالح اليهود؛ لتثبيت الرواية اليهودية التاريخية والدينية المزورة والمتناقضة مع الواقع والتاريخ.
 
وأوضح العساف، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس، ضمن محور " أثر تغيير الهويَّة في إشاعة الكراهية"، أن الحكومات الإسرائيلية المحتلة المتعاقبة ومؤسساتها المختلفة اتبعت سياسات وفرضت إجراءات أدت إلى خلق مشاكل اقتصادية وحولت حياة الفلسطينيين إلى جحيم متواصل، مشيرًا إلى أن هذه السياسات أذكت على مدار العقود السابقة حالة العداء والكراهية بين الفلسطينيين واليهود.
 
ودعا رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى توفير الدعم السياسي والمعنوي والاقتصادي لتعزيز صمود المقدسيين (مسلمين ومسيحيين) لحين توفير ظروف محلية وإقليمية ودولية، تفشل محاولات إسرائيل فرض هوية جديدة على المدينة المقدسة.
 
واختتم العساف كلمته قائلًا: "إن سياسة إسرائيل المتمثلة في تقطيع وتشويه وإعادة ترسيم حيز المدينة المقدسة على مقاسات المشروع الاستيطاني الاستعماري كانت ولا تزال العامل الأساسي في تأجيج أتون الكراهية والعنف، وتحويل القدس من مدينة للسلام والتسامح إلى مدينة للحرب والكراهية.
 
وانطلقت صباح اليوم الأربعاء فعاليات مؤتمر" الأزهر العالمي لنصرة القدس"، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، تحت رعاية السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبحضور عدد كبير من العلماء والساسة ورجال الدين والمفكرين والكتاب لمناقشة استعادة الوعي بقضية القدس وهويتها العربية، والمسؤولية الدولية تجاهها.
 
 
وقال الأستاذ محمد السماك رئيس لجنة الحوار الإسلامي المسيحي في لبنان، إن تعريف المشكلة هو نصف الطريق لحلها، موضحًا أن الحركة الصهيونية نوعان: أولها الصهيونية اليهودية والثانية الصهيونية المسيحية وهي اخطر الحركات على القضية الفلسطينية، مبينًا أن تلك الحركة تؤمن بأن المسيح سيعود في فلسطين وبين اليهود، ومن بين فلسطين سيظهر في القدس وخاصة بالهيكل المزعوم، مؤكدًا أنهم يعملون الآن على احتلال ما يمكنهم من مخططهم ويعاونهم في ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقرار الأخير بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
 
وخلال كلمته بالجلسة الحوارية والتي جاءت بعنوان: " الهوية العربية للقدس ورسالتها" قدم السماك الشكر لفضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب شيخ الأزهر، على تنظيمه لهذا المؤتمر العالمي، مطالبًا بضرورة تضافر الجهود للعمل على استعادة القدس وحقوق الفلسطينيين، مضيفًا أنه لا بد أن تكون هناك مؤسسة إسلامية مسيحية لدعم القضية الفلسطينية، يتبناها فضيلة الإمام الأكبر، وتشجع الوجود العربي المسلم والمسيحي في القدس والعمل على حمايتها وحماية المقدسات بها.
 
 
وشدد د.عزت جرادات، الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس، على أن الاستيطان هو جوهر الفكر الصهيوني ووسيلته، فالهجرة اليهودية إلى المستوطنات تقتضي مصادرة الأراضي والاستيلاء على البنية التحتية بشكل متواصل، لافتا إلى تنامي عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة حيث بلغ (400) ألف مستوطن إضافة إلى (375) ألف مستوطن في القدس الشرقية المحتلة وما حولها، كما يقوم الكيان الصهيوني بتدمير البيئة الجغرافية والزراعية الفلسطينية، واستغلال مقومات تلك البيئة لتطوير المستوطنات وزيادة إنتاجيتها.
 
وأوضح د.جرادات، خلال كلمته بمؤتمر" الأزهر العالمي لنصرة القدس"، أن الكيان الصهيوني يقوم بنهب ثروات الضفة الغربية، خاصة المائية، كما نفذ عمليات ممنهجة لتهويد القدس الشرقية وتسريع بناء المستوطنات في أراضي الضفة الغربية، وحول مدينة القدس، ويقوم بمصادرة الأراضي الفلسطينية، وإيجاد ظروف حياتية صعبة على الفلسطينيين بهدف تهجيرهم.
 
وأشار "جرادات" إلى أن القرارات المرجعية للخطة الصهيونية لاستلاب القدس، تاريخاً وتراثا وعمرانا وسكانا تقوم على عدة عناصر، أبرزها: التهجير والإحلال السكاني، والاستيطان داخل القدس وما حولها، والحفريات المستمرة، وجدار الفصل العنصري، وصولًا إلى نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، مستعرضًا الحلول السلمية أو ما يعرف بالعملية السلمية لقضية الشرق الأوسط.
 
وشدد الأمين العام للمؤتمر الإسلامي لبيت المقدس على أن تطور الأحداث في قضية القدس يستدعي بشكل خاص اتخاذ مواقف عربية إسلامية مسيحية على مستوى الدول والشعوب، لافتًا إلى ضرورة التزام الجميع بتفعيل النشاط السياسي برؤية سياسية موحدة، بعيدة عن التنافس.
 
وقال الدكتور محمد كمال إمام، رئيس قسم الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق جامعة الإسكندرية، إذا افتقدت الأمة هويتها فإنها تفتقد قواعد الوجود التي تجعله يكمل مسيرة الحياة ويحقق آماله ويبني مستقبله، موضحًا أنه ما تكالب علينا أعداؤنا إلا لرخوتنا وضعفنا، مبينًا أن الصراع الموجود ليس صراعًا عسكريًا أو إعلاميًا بل صراع ثقافي، استطاعوا من خلاله أن يغرسوا غرسًا سيئًا في ثقافتنا ويجب علينا مقاومته وقلعه حتى نعود إلى مجدنا.
 
وأوضح د. أمام أن الهوية تتعلق بأمرين هما الاجتهاد والتجديد دون محاربة التراث والتاريخ بما يتناسب مع ثقافتنا، مشددًا على ضرورة أن نعلم أولادنا ماهية الحق وكيفية المحافظة عليه وكيفية الباطل وكيفية مواجهته، مؤكدًا أن  قضية القدس هي قضية وجود وليست قضية حدود فالتاريخ لا يباع والعرض لا يتفاوض عليه.
 
وقد انطلقت صباح اليوم فعاليات مؤتمر" الأزهر العالمي لنصرة القدس"، الذي ينظمه الأزهر الشريف بالتعاون مع مجلس حكماء المسلمين، وبرعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، وبحضور عدد كبير من العلماء ورجال الدين والمفكرين والكتاب ممثلين من 86 دولة من مختلف قارات العالم، وحضور ما يزيد عن٨٠٠ صحفي وإعلامي.
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة