"حلقاته برجلاته يوم ورا يوم يبقى بشنبات" بوجهه الضحوك وصوته الذى يحمل نغمة مميزة يطلق هذه الكلمات ليبدأ الفنان عبد المنعم مدبولى، أولى علاقته بالطفل بهذه الأغنية التى تعتبر علامة مسجلة فى احتفالات "السبوع" فى مصر، وبعدها يسير مدبولى مع الأطفال فى مختلف مراحلهم العمرية يقضيها معهم من خلال أغانيه، منذ أن يبدأ الطفل ينتبه إلى الكارتون وأغانيه، ويكبر أكثر ليتعرف على "جدو عبده".
"أيقونات الأطفال" هذا هو اللقب الذى استطاع مجموعة من نجوم الزمن الجميل أن يحصدوه معتمدين على "البساطة" ومعرفة كيفية مخاطبة الطفل بالطريقة التى تجعله مستوعبًا للرسالة التى تحملها الأغنية، تمر السنون وتبدأ أغانى الأطفال فى الاندثار شيئًا فشىء، ويقبل نجوم الغناء على اتخاذ الخطوة ولكن باستحياء شديد فلا نجد أغنية حقيقية للأطفال إلا بين مرور مجموعة من الأعوام، وكأن الأمر به شىء قتالى فلا يقرب منه أحد، ومن ثم تدخل أغانى الأطفال فى مرحلة "الضباببية" فلا يمكنك أن تقول أنها اختفت نهائيًا ولا هى موجودة بالشىء المحسوس.
محمد فوزى، عفاف راضى، صفاء أبو السعود، عبد المنعم مدبولى.. هؤلاء هم الجنود الفنية فى حياة الأطفال، واليوم وفى ذكرى ميلاد الفنان الراحل "عبد المنعم مدبولى" نستعرض معًا معايشة هؤلاء النجوم للأطفال فى مراحلهم العمرية المختلفة.
أولًا "السبوع"
فى أحداث فيلم "الحفيد" الذى قدم السبوع المصرى بالشكل المفصل، الذى تخللته أغنية مدبولى "حلقاتك برجلاتك" لتفرض نفسها وتكون من أساسيات الاحتفال بالمولود الجديد، وكأن عبد المنعم مدبولى قدمها كوسيلة للتعارف بينه وبين الأطفال الجدد وعربون صداقة.
ثانيًا تعليم المهارات للرضع:
"سوسو كف عروسة" الأغنية الأشهر فى قاموس الأم المصرية، فمنذ أن يولد رضيعها وهى تنتظر اللحظة التى ستعلمه فيها التصفيق على صوت عفاف راضى وهى تغنى هذه الأغنية، ثم يكبر الطفل قليلًا لتنتقل هذه المرحلة إلى الفنان "محمد فوزى" وهو يقول "ماما زمانها جاية" ويبدأ فى تناول الطعام ليعود مرة أخرى إلى عفاف راضى التى أطلقت لقب "المم" على الطعام حينما قالت "هم النم يا روحى ياللا جيبالك مم".
ثالثًا مرحلة الإدراك:
يبدأ الطفل أن ينتبه للمؤثرات الخارجية ويعرف الكارتون ليستقبله عبد المنعم مدبولى مجددًا من خلال أغنية "كاكى كاكى كاك بطة أطة أنتيكا"، ويتجدد لقاء الطفل أيضًا بعفاف راضى وهى تقول "امشى عنه" التى أصبحت جملة الأمهات الأشهر مع اطفالهن حينما يصابوا بنزلات البرد.
رابعًا مرحلة اللعب وبداية الطفولة الحقيقية:
وشهدت أغانى الأطفال ذخرًا كبيرًا فى هذه المرحلة، فقدم عبد المنعم مدبولى أغنية "توت توت" و "جدو على" و "الشاطر عمرو"، كما قدمت صفاء أبو السعود أغنية "يا أصحابى وصحباتى".
وفى هذه المرحلة يعيش مدبولى مع الأطفال مرحلة "تبديل الأسنان" ويقدم أغنية "الشمس البرتقالى" وتستمتع معخ صفاء أبو السعود بالإجازة وتغنى "ياللا نقضى إجازة سعيدة".
أين اختفت أغانى الأطفال؟
إلى هذا الحد تقريبًا وقف زمن أغنية الأطفال الحقيقة التى كانت تقدم رسالة، ومن بعدها ولم نجد أغنية تخاطب الطفل إلا بين الحين والآخر ومن الصعب أن نقارنها بذاك النمط السابق من الأغانى، وعن أسباب غياب أغنية الأطفال حاليًا تحدثت الناقد الفنى "طارق الشناوى" لـ "اليوم السابع" وقال "الموضة بتحركنا"مشيرًا إلى أن الطفل حاليًا اختلف تمامًا عن الطفل زمان.
وأكد الشناوى أن الغناء لابد أن يتطور بتطور العصر وحياة الطفل حاليًا، فما قدمته عفاف راضى وعبد المنعم مدبولى لا يصلح حاليًا، وأشار إلى أن هناك نجوم يمكنهم تقديم أغانى مميزة للأطفال حاليًا من أبرهم النجمة شيرين عبد الوهاب، والنجمة نانسى عجرم، بالإضافة إلى الكينج محمد المنير الذى يمكن أن يقدم أغنية مختلفة للأطفال لأن أسلوبه مميز حسبما قال.
وتابع"المنتجون إذا وجدوا هؤلاء النجوم اختاروا أغانى للأطفال لن يترددوا أبدًا، لأنهم سيشترون اسم النجم".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة